معاناة المواطنين تتواصل

معبر رفح.. الجرح النازف في خاصرة غزة!!

الساعة 10:52 م|22 فبراير 2018

فلسطين اليوم

مع كل مرة يفتح فيها معبر رفح البري، تتجدد معاناة المواطنين الذين يريدون السفر من قطاع غزة، و آخرين الذين ما زالوا عالقين في الأراضي المصرية، و لم يسمح لهم بالمرور بعد إغلاق المعبر بشكل مفاجئ مساء أمس الأربعاء، بعد فتحه استثنائياً.

واحتجز في الجانب المصري من المعبر نحو 500 مسافر منذ يوم أمس، في ظروف صعبة، في هذا البرد القارص، و دون طعام، فيما هناك مئات آخرين على الطرقات في الأراضي المصرية، ينتظرون أن تسمح لهم السلطات المصرية بالعودة الى قطاع غزة، بعد أن تقطعت بهم السبل، و قضوا أياماً على الطرقات بعد أن نفذت أموالهم، و بقوا دون طعام و شراب و مأوى.

مصادر خاصة في داخل الصالة المصرية أكدت لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" بأن هناك عشرات الحالات المرضية و النساء و الأطفال احتجزت في ظروف صعبة للغاية، بعد أن قضوا ساعات طويلة هناك.

و كانت 4 حافلات فقط نجحت بالوصول الى الجانب المصري من معبر رفح في اليوم الأول لفتحه أمس، قبل اعلان الجانب المصري اغلاقه بشكل مفاجئ لأسباب أمنية.

و بينت المصادر أن الوضع العام في الصالة مزري للغاية، خاصة للأطفال وكبار السن والمرضى والنساء، فلا يستطيعون الحركة ولا النوم بشكل جيد، و أن  المسؤولين في المعبر أوضحوا لهم بأن مغادرتهم الصالة مرهون بتحسن الوضع الأمني.

كما ناشدت المسؤولين المصريين والفلسطينيين بالمساعدة لحل أزمة المسافرين على الطرقات في الأراضي المصرية، و تأمين وصولهم.

و فتحت السلطات المصرية معبر رفح مرتين خلال هذا الشهر، إلا أنها اغلقته بشكل مفاجئ في كلا المرتين لأسباب وصفتها أمنية، مما أدى لتكدس مئات العالقين في مطار القاهرة و على الطرقات بين العريش و الاسماعيلية، كما تم إرجاع مسافرين بعد أن ختمت جوازات سفرهم ، ما سبب حالة من السخط و الغضب في صفوف المواطنين من المرضى الذين ينهش المرض اجسادهم، و الطلبة الذين ضاعت فرصهم، و أسر تفككت بسبب الحواجز الذي وضعها إغلاق المعبر، و غيرهم الكثير من الحالات الانسانية.

الثلاثاء الماضي، سمحت السلطات المصرية للعالقين في مطار القاهرة بالعودة الى قطاع غزة، بعد 10 أيام من الانتظار في المطار في ظروف يرثى لها، إلا أن هذه المعاناة لم تنته بعد تجدد أزمة العالقين، و عدم وجود حلول جذرية تلوح في الأفق لإنهاء معاناة المسافرين عبر المعبر، المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة المحاصر من كافة الجهات.

و يبقى شعب غزة يعيش النكبة تلو الأخرى، و لا يزال جرحه ينزف منذ سنوات، فهو ليس بحاجة لخطط جديدة، ولا آليّات جديدة، لكنه بحاجة الى إطلاق سراحه من هذا السجن الكبير.

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية