الايام الاخيرة لحكم نتنياهو -هآرتس

الساعة 01:03 م|21 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: الوف بن

(المضمون: قوة رئيس الحكومة لا تنبع من نتائج الانتخابات، بل من الخوف من الدائرة المحيطة به . وعندما سيتم اختراق هذه الدائرة ويقف هؤلاء ضده سيبدأ العد التنازلي الحقيقي لحكمه - المصدر).

 

زعامة بنيامين نتنياهو تلقت أمس ضربة شديدة، كما يبدو ضربة قاسمة. قوة رئيس الحكومة لا تنبع فقط من نتائج الانتخابات، من الاغلبية الائتلافية أو الصلاحيات المحددة في القانون، بل من خوف الاحترام لرجال الجهاز الرسمي للدولة، المساعدين، المتحدثين، المقربين. في اللحظة التي يتم فيها اختراق هذه الدائرة فان صلاحية الزعيم تضعف، وحتى أنه يبقى في مركزه لفترة اضافية الى حين عزله النهائي.

 

اليوم بدأ بمثول المفتش العام للشرطة روني الشيخ امام لجنة الداخلية التابعة للكنيست، رجالات الليكود استدعوه للتنكيل به وتشويه سمعته امام العدسات، كرد على التوصيات (عفوا، خلاصة التحقيقات، كما اوضح الشيخ) بتقديم نتنياهو للمحاكمة بتهمة الرشوة في ملف 1000 وملف 2000. التبرير كان اقوال المفتش العام للشرطة في مقابلة مع برنامج "عوفدا" (حقيقة). الشيخ لم يدهش ولم ينسحب، بالعكس، هو وبخ اعضاء الكنيست الذين لم يشاهدوا كل المقابلة، وقارن رئيس الحكومة والمحيطين به بمنظمة اجرامية. هكذا يتصرف شخص لا يخشى من رئيس حكومة والصارخين باسمه في الكنيست، والذي يعرف أن نتنياهو لم يعد بامكانه أن يفعل له أي شيء. باستثناء رد آخر متباكي ضد "حملة المطاردة الاعلامية ضده وضد عائلته".

 

في الوقت الذي كان الشيخ يتحدث فيه ببث مباشر من الكنيست تم الكشف عن عرض مستشار نتنياهو، نير حيفتس، للقاضية هيلا غريستال، بتعيينها مستشارة قانونية اولى للحكومة مقابل اغلاقها لملف السرقات (منازل رئيس الحكومة) لسارة نتنياهو. في المساء كان التوقيع قد

 

أوشك على اتفاق شاهد ملكي، رجل نتنياهو في وزارة الاعلام، المدير العام شلومو فلبر، الذي يتوقع أن يشهد ضد رئيسه.

 

هكذا تبدو "الايام الاخيرة"، على اسم كتاب الصحافيين الامريكيين ريكاين بوب وودفورد وكارل برنستن حول انهيار حكم الرئيس ريتشارد نكسون في قضية "ووتر غيت". بعد التسجيلات المخجلة ليئير وسارة نتنياهو ستظهر بالتأكيد قصص اخرى حول تصرفات البلاط الملكي في شارع بلفور في القدس. شهادات حتى اليوم فقط يتم الهمس بها خارج التسجيلات، عن المقابلات التي اجرتها زوجة رئيس الحكومة مع مرشحين لوظائف هامة، سيتم الاعلان عنها. اشخاص سيتم تذكرهم فجأة في كل انواع تدخلات المحيطين بنتنياهو في القرارات التي استهدفت خدمة الزعيم وعائلته، حيث أنه من الصعب تصديق أن العرض المدان للقاضية غريستال كان لمرة واحدة.

 

قضية غريستال تمثل جيدا هذه الديناميكية: عندما توجهوا اليها بعرض "تعيين مقابل تبرئة" فان توقع رئيس الحكومة وزوجته كان أن القاضية لن تتجرأ على تقديم شكوى في الشرطة، والاكتفاء بابلاغ مقربيها الذين هم ايضا حافظوا على الصمت وعلى رأسهم رئيسة المحكمة العليا الحالية استر حيوت. كم هذا محزن: كبار جهاز القانون وجهاز القضاء يخافون على انفسهم (أو على ترقيتهم) اذا كشفوا عن رشوة في القمة، عندها جاءت اللحظة التي تبدد فيها الخوف، الشيخ ورجاله يبدو أنهم أقوى من رئيس الحكومة الحالي، وبالامكان ازالة النير والكشف لهم عن السر الفظيع الذي حفظ في قلوبهم.

 

من ستكون غريستال القادمة؟ من سيكشف عن القطعة القادمة في البازل؟ يمكن البدء في تخيل سيناريو لمسلسل حول نتنياهو، مع المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت والمفتش العام للشرطة الشيخ كبطل اجتاز تغيير عميق خلال الحبكة الروائية وبديلين لشخصية بنيامين وسارة نتنياهو. في صيغة من الصيغ لنفرض أنها لـ "كيشت"، بيبي المجرم وسارة الضحية، وفي نسخة المنافسة "ريشت" هما يتبادلان الادوار. هي التي تمسك بالخيوط وهو الذي ينفذ الاوامر ويسير في اعقابها نحو تحطمه. من المهم معرفة من سيحصل على مشاهدة أكثر.

 

ولكن كل ذلك متخيل. فنتنياهو ما زال هنا مع كل صلاحياته في ادارة الدولة وادارة شؤون السلام والحرب، ولن ينزل عن المنصة بسرعة، ومن يطالبون بأخذ مكانه ما زالوا يتحصنون

 

خلف الصمت، يخافون أن "قاعدة" ناخبي اليمين لن تغفر لهم اذا لم يرفعوا راية التمرد بصورة مبكرة، ويمسكون بدون حماسة بالكرسي المتهاوي لرئيس الحكومة. عندما سيقفون ضده علنا سيبدأ العد التنازلي الحقيقي.