خبر قمة في قطر لإخفاء جريمة غــزّة ..أيمن خالد

الساعة 09:41 م|27 ديسمبر 2008

تستعد الدول العربية لصناعة قمة في قطر على الأغلب على شاكلة قمة بيروت التي جاءت بعد مجزرة مخيم جنين، وأثناء حصار الشهيد أبو عمار في المقاطعة، إثر جريمة شارون التي ارتكبها لحظة وقوفه أمام استحقاقات كان لا يريد أن يعطيها للسلطة بعد الاتفاقات الموقعة بينهما، والتي انتهت بإعادة احتلال المواقع التي أخلاها الصهاينة، وبالتالي كانت رسالة واضحة للفلسطينيين أن لا يتوهموا كثيرا فلن يأخذوا شيئاً.

الرد العربي على حصار مخيم جنين ودماره والمجازر التي ارتكبها الصهاينة، كان تنازلا عربيا خطيرا والذي عُرف فيما بعد، بالمبادرة العربية، والتي كانت بمثابة وعد بلفور عربي للصهاينة، واعتراف عربي رسمي صريح بالكيان الصهيوني، وقبول لهذا الكيان على ثرى فلسطين وطي للجريمة، وملفات الجريمة، فبدلا من أن يأخذ العرب موقفا مشرفا على الأقل، بفك الحصار عن زعيم عربي الذي هو ياسر عرفات، كان القرار العربي هو فك الحصار عن إسرائيل وفتح الأبواب أمامها من خلال ما عرضوه من المبادرة العربية الجريمة.

بعد جريمة غزة الحالية، بدأ الحديث مبكراً، حيث أشارت بعض الأنباء أن الحديث عن القمة جرى بعد أقل من ساعتين من بدء الجريمة الصهيونية، ثم جاء الإعلان عن موعدها يوم الجمعة، لكن المكان لا يزال على الأغلب في قطر، لأن مصر تشعر بالحرج إزاء ما يجري، خصوصا وأنها متهمة من خلال وسائل الإعلام والشخصيات المصرية ذاتها التي ظهر بعضها اليوم يشير إلى هذا.

بالتالي ان السؤال الآن ما هي تلك القمة القادمة، وهل هي قمة من اجل الإعلان عن دعم مالي لا يصل الى الفلسطينيين، أم من اجل فتح مؤقت للمعابر مقابل صفقة كبيرة هي رأس المقاومة، ثم هي عملية تطوير جديدة للمبادرة العربية، ومحاولة تعميمها كنموذج تريد الأنظمة العربية فرضه على الفلسطينيين، وفق الشق الذي يريده الصهاينة والذي هو بكل تأكيد، ان يتعرى الفلسطينيون تماما من المقاومة أولا، بحيث تكون القمة في ظاهرها فلسطينية الألم، وفي واقعها هي من اجل أن تبرئ اليد الصهيونية مما اقترفته ثم تفرض على الفلسطينيين مزيدا من الضغوط والقيود.

قمة عربية جديدة، هذا ما اكتشفه العرب بعد ساعات من بدء الجريمة، لتكون القمة العربية ككل القمم، فهي لن ترفع سيف الحرب، ولن تقاطع إسرائيل، بل قمة حصار للمقاومة، وتبرئة لهذا الكيان المجرم.

بكل تأكيد، المطلوب ان يكون هناك موقف فلسطيني موحد بشان المقاومة، وبشان المعابر التي يجب ان تفتح خارج نطاق الحديث عن المقاومة، فالمعابر هي حق الإنسان الفلسطيني على العرب، وهي مطلوبة أولا وقبل أي حديث سياسي، فلا يعقل ابدا، أن تكون كل القمم مجرد مبادرات يتنازل فيها العرب للصهاينة، تحت عناوين حماية الفلسطينيين وما شابه.

قمة لتعديل المبادرة العربية المرفوضة إسرائيليا، عنوانها حماية إسرائيل؟؟  والضغط على المقاومة.