خبر مئات الشهداء لعنات على الاحتلال وعباس والقادة العرب ..بقلم : د. حسن أبو حشيش

الساعة 07:07 م|27 ديسمبر 2008

نفذت طائرات العدو واحدة من أبشع مجازرها بحقنا , تناثرت الأشلاء , وتدمرت المباني , وسالت الدماء مدرارا في شوارع غزة , وفي ذلك تنفيذ للمخطط التي وضعه قادة الاحتلال وعُمد وبُورك في المقاطعة والعديد من عواصم العروبة التي تشتكي الانتماء للعروبة والإسلام بل للإنسانية . ولما لا تنفذ ليفني تهديداتها وهي لم تستح من أكثر من ثمانين مليون عربي حر هم سكان مصر العزيزة حيث أعلنت الحرب من هناك.

إنها مجزرة متجددة بحق الإرادة وبحق الصمود وبحق الثوابت وبحق الجهاد الفلسطيني وبحق حق العودة وبحق القدس والأقصى وبحق الشرعية التي قالت للإدارة الأمريكية لا , والتي وقفت بعزة أمام سياسة الاحتلال الصهيوني , والتي استعصت على الذوبان أمام مخطط الطابور الخامس المتمثل بتيار التطبيع اللعين وبتيار الانفلات الأمني البائد.

إنهم يهدفون من وراء هذه المحرقة والمجزرة البشعة أن يحققوا أهداف محددة باتت واضحة للأطفال والسذج وللعامة أبرزها :

أولا :إرهاب المواطنين العُزل , والتشديد عليهم عقابا لهم على خيارهم الديمقراطي ,والتفافهم الواضح حول حماس وحكومتها والأمر الذي كان واضحا في مهرجان الانطلاقة الحادية والعشرين .

ثانيا : القضاء على حكم حماس , وإنهاء سيطرتها على القطاع  وتسليمه نظيفا لمحمود عباس الذي ينتظر  عام ونصف تحرك الاحتلال كي يعود على ظهر دبابة.

ثالثا :وإن عجزوا عن الهدف الثاني فالأقل إضعاف حماس ,وتفككها , وإجبارها على التوقيع على تهدئة مذلة لا تخدم المشروع الوطني العام .

رابعا : كذلك التأثير على مواقفها في الحوار الوطني ,كي تتنازل عن وجودها في المشهد السياسي وعودة الأوضاع إلى قبل التطهير الأمني لعصابات المجمركة والقتلة السفلة .وتسجيل نقاط قوة لصالح عباس الذي بات همه فقط المكوث على كرسي الرئاسة حتى ولو على حساب الدماء والأشلاء.

خامسا :كذلك هم يريدون من وراء ذلك الضغط على حماس من اجل إطلاق سراح شاليط بثمن بخس .

مئات الشهداء والجرحى من الأبطال ورجال الأمن في مجزرة كسر الإرادة في يوم السبت الدامي هم منارات لنا ,وشرف لنا , وكرامة لشعبنا ... ولكنهم لعنات تطارد كل شخص حرض على المؤسسة الأمنية ,واتهمها بالميليشيات والعصابات السوداء... أين انتم يا أصحاب الدعارة والعُهر والسُكر , يا أصحاب الأقلام الملعونة , يا أصحاب الألسنة القذرة ؟! هل سُررتم ؟! هل ارتاحت ضمائركم الميتة وأنت تجدون ثمرة تعاونكم وتنسيقكم وحصاركم وتضييقكم وتحريضكم وحربكم الدعائية ضد رجال الشرطة.

أيها الناس , أيها الأحرار , العدو يمعن فينا قتلا كي يعيد لنا أزلامه وأصنامه المندثرين , فهل تقبلون ؟! إن إراقة دماء القادة والعلماء والمجاهدين والمسئولين لن تزيدنا إلا إصرارا على التمسك بحقنا وثوابتنا , ولن تحقق للعدو إلا خيبة وانتكاسة وفقدان للأمن والهدوء والقتل  , أما الطابور الخامس فحتى لو  جاء على ظهر دبابات أو طائرات العدو فلن يكون له إلا السحق والخزي والعار والمذلة ولن يعود . إنها دماء زكية طاهرة سالت من أجساد طاهرة خدموا شعبهم وقضيتهم ونجحوا أكثر من عشرات الألوف من  الأجهزة الأمنية التي عاثت في الأرض فسادا ...هم في رقبة عباس وزمرته والقادة العرب الصامتين .

عظم الله أجرنا جميعا ,ومزيدا من الصبر والصمود والكرامة.