خبر مركز حقوقي:اليوم الأكثر دموية في تاريخ الاحتلال منذ 41 عاما

الساعة 06:44 م|27 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - غزة

أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن يوم السبت 27-12-2008 هو الأكثر دموية في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي منذ 41 عاماً، مشدداً على تعمد الاحتلال إيقاع الخسائر البشرية في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني.

وأشار المركز في بيان له تلقت الشبكة الإعلامية الفلسطينية نسخة عنه إلى أن العدوان الإسرائيلي طال العشرات من مقرات الشرطة والمباني العامة والحكومية والمواقع الأمنية في كافة أنحاء قطاع غزة.

ووفق المعلومات الأولية التي توفرت فقد أسفرت هذه الجرائم حتى الآن عن استشهاد أكثر من 190 شخصاً، (الحصيلة ارتفعت إلى أكثر من مائتي وخمسة شهداء) الكثيرين منهم من أفراد الشرطة المدنية، بمن فيهم قائد جهاز الشرطة في غزة اللواء توفيق جبر، كانوا داخل مقراتهم الشرطية أو في محيطها.

وأضاف: "كما أصيب مئات آخرون بجراح، جراح بعضهم حرجة ويخضعون للعلاج في مستشفيات قطاع غزة التي لا يتوفر لها الإمكانيات المادية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين، بسبب الحصار المزمن الذي تفرضه قوات الاحتلال على القطاع، وهو ما مس خاصة الأوضاع الصحية ومن قدرة المستشفيات على العمل وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية للمواطنين".

وأوضح أن الغارات الجوية الإسرائيلية بدأت على القطاع في حوالي الساعة 11:25 صباحاً وفق التوقيت المحلي، وبشكل يكاد يكون متزامن في كافة أنحاء قطاع غزة، معتبراً ذلك دليلاً على قرار الاحتلال بإيقاع أكبر قدر من الضحايا، خلال فترة الذروة في النشاطات اليومية للسكان كافة.

وأضاف: "هذا ما يفسر العدد المرتفع من الضحايا الذين سقطوا خلال دقائق معدودة في يوم هو الأكثر دموية في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي منذ 41 عاماً".

وأشار إلى تزامن توقيت القصف مع انتهاء فترة الدوام الصباحي وبدء الفترة المسائية في مدارس القطاع التي يتواجد الكثير منها بمحاذاة أو في محيط مقرات الشرطة التي تعرضت للقصف.

ولفت إلى أن عدداً من الأطفال استشهدوا أو أصيبوا أثناء مغادرتهم أو توجههم للمدارس، عدا عن مئات آخرين من الطلبة والمدنيين الذين نقلوا إلى المستشفيات جراء تعرضهم للصدمة والخوف. كما علم المركز أن العشرات من الضحايا من القتلى والمصابين هم من المدنيين العزل، الذين تواجدوا في محيط الأماكن التي تعرضت للقصف، والتي يقع معظمها في أماكن سكنية مدنية.

وقال: "حتى ساعة إصدار هذا البيان كانت فرق الإنقاذ من دفاع مدني وطواقم طبية ما تزال تقوم بانتشال الجثث من تحت بعض المباني التي تعرضت للقصف، علماً بأن بعض مقرات الدفاع المدني كانت نفسها عرضة للقصف".

وأكد أن المراكز الشرطية وأفراد الشرطة والمكلفين بإنفاذ القانون يصنفون ضمن المدنيين وفق قواعد القانون الدولي، وأن استهدافهم على هذا النحو دون أن يشاركوا فعلياً في عمليات حربية، هو انتهاك للقانون الدولي.

وأشار إلى أن المواقع والمقرات التي تم قصفها تقع غالبيتها في مناطق مدنية مأهولة بالسكان المدنيين، وقد لحقت أضرار بالغة في عشرات المباني السكنية المجاورة. أن عمليات القصف التي تمت تدل على استهتار قوات الاحتلال بحياة المدنيين وسلامتهم، وهو ما ظهر جلياً في أعداد الضحايا في صفوف المدنيين بين قتلى ومصابين.

وجدد مطالبته للمجتمع الدولي، خاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل لوقف هذا التدهور غير المسبوق في أوضاع حقوق الإنسان.

ودعا المنظمات الدولية ودول العالم لتقديم مساعدات إغاثية طبية وإنسانية عاجلة إلى قطاع غزة الذي يخضع لحصار خانق يمس بكافة جوانب الحياة، خاصة الأوضاع الصحية حيث لا تتوفر في مستشفيات القطاع الإمكانيات المادية لإسعاف ومعالجة مئات الجرحى والمصابين.