خبر الدكتور« رمضان شلح » : ما يجري في غزة هو الوصف والمعنى الحقيقي للإرهاب

الساعة 06:02 م|27 ديسمبر 2008

لقاء الدكتور رمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذي أجرته معه إذاعة صوت القدس في غزة .‏

** ما يحدث اليوم مجزرة حقيقية ... إنها دير ياسين جديدة

 

** إن العدو يؤكد اليوم على دمويته وقدرته على إنتاج عشرات المذابح والمجازر

 

**  المقاومة في فلسطين لن تراهن على المواقف العربية وما يسمونه بالخيار الاستراتيجي للسلام سقط وانهار اليوم أمام خيار القتل الاستراتيجي لدى إسرائيل

 

** الوحدة الوطنية ليست شعاراً يطرح في المناسبات والمطلوب الآن ترجمة حقيقية تخرجنا من دوامة الانقسام دون اشتراطات أو عراقيل

 

**  يريدون اليوم أن يجعلوا التهدئة واقعاً قائماً بأي ثمن.

 

** ما يجري اليوم بحق شعبنا في غزة هو الوصف الحقيقي والمعنى الحقيقي للإرهاب

 

وفيما يلي النص الكامل لما تحدث به الدكتور رمضان شلح عبر إذاعة صوت القدس من غزة...

 

في البداية أتوجه بالتحية لشعبنا الفلسطيني الصامد الأبي في غزة البطلة  وأشد على أياديهم في هذه اللحظات العصيبة من تاريخ صراعنا مع هذا المشروع الدموي القاتل.

 

اليوم العدو الصهيوني يرتكب مجزرة جديدة ... إنها حرب إبادة وجريمة حرب بكل معنى الكلمة، اليوم القيادة الصهيونية تقدم للعالم المتحضر في عيد الميلاد هدية جديدة .. دفقة جديدة من الدم الفلسطيني، إنها دير ياسين جديدة تثبت بها قيادة المشروع الصهيوني أنها قادرة على إنتاج دير ياسين جديدة كل يوم وقادرة على إنتاج كفر قاسم كل يوم وبحر البقر و صبرا وشاتيلا وقانا...

 

لكن الفرق بين دير ياسين الأمس ودير ياسين اليوم إن الجيوش العربية كانت بجوار دير ياسين الأولى في القسطل تقاتل من اجل تحرير فلسطين، ولكن تحدث دير ياسين اليوم بحق شعبنا الفلسطيني بغزة الأبي الصامد وعلم إسرائيل يرفرف في بعض العواصم العربية، إلى هذا الحد وصل الهوان بهذه الأمة... لذلك أنا أقول لشعب فلسطين ولأهل غزة أهلنا الأحباب اصمدوا واثبتوا و صابروا ورابطوا يا أهلنا بهذا الصبر والثبات سينتصر هذا الدم الفلسطيني، بل إنني أقول لكم وكلي ثقة في الله سبحانه وتعالى أن دمكم هذا الذي ينزف اليوم سيغسل عار هذه الأمة بل سيغسل أدران هذه الأمة ويغسل كل ما علق بها من أوساخ الأنظمة والحكومات المستسلمة الخانعة لهذا الكيان اللقيط الذليل اصبروا و صابروا وسترون بإذن الله بشائر النصر تسطّع بدماء الشهداء الذين سقطوا على ارض غزة البطلة.

 

لن نراهن على المواقف العربية بل نقول إن الذين يظنون اليوم بأن هذه قد تكون رسالة ليراجع النظام العربي موقفه من ما يسمى الخيار الاستراتيجي للسلام، نحن نقول لهم اليوم المشروع الصهيوني أن الخيار الاستراتيجي لهذه الدولة اليهودية على مدار السنوات وعلى مدار الوقت هو استمرار القتل والمذابح بحق الشعب الفلسطيني لن يتغير قانون القتل والإبادة والمجازر منذ دير ياسين الأولى إلى هذا اليوم في قطاع غزة الصامد، لم يغير النظام العربي خياره للأسف للحديث عن خيار السلام الاستراتيجي لان بعض العرب يراهنون اليوم أن هذه الدماء وهذا الإرهاب وهذا التوغل والوحشية التي تمارسها إسرائيل على شاشات التلفاز ويرى العالم كله بدم بارد كيف يسفك دم الشعب الفلسطيني أنها تراهن على توسع رقعة هذا الخيار حتى تزيد مساحة الاستسلام في هذه الأمة. ولكن نقول لهم خاب ظنكم شعب فلسطيني المنقوع بالدم منذ قرن إلى اليوم لن يستسلم  ولن يرفع الراية البيضاء بوركت غزة وبورك شعب غزة والله إنكم لأخطر بقعة على وجه الأرض اليوم انتم تحاصرون من يحاصركم وانتم تسفكون ماء الحياة في وجوه من يسفكون دمكم على مرآي من ملايين البشر هذا ما أقوله اليوم للشعب الفلسطيني وهذا ما نتوقعه من شعبنا وأهلنا مزيد من الصمود والثبات

 

الحديث عن الوحدة الوطنية يجب أن لا يكون مجرد شعارات ترفع و الإدانة و الاستنكارات و الشجب فقط في هذه اللحظات العصيبة لا تكفي نحن نريد مواقف حقيقة بل نريد مبادرات تخرج هذا الشعب من دوامة الانقسام و إن لم تبادر الأطراف جميعا و بالذات الإخوة في رام الله إلي إعلان موقف حاسم بالرد علي المجزرة و الجريمة هو الدعوة إلي إنهاء حالة الانقسام بلا قيد أو شرط ما عدا ذلك هو ذر الرماد في العيون

 

الشعب الفلسطيني في الميدان نعم موحد و لكن أين هيا البوصلة و أين هو القرار لا يجب أن يسمح أي فلسطيني  بأن يتماها في موقفه السياسي مع الموقف الإسرائيلي الذي يدك شعبنا اليوم بالطائرات و يقصف شعبنا و يهدم المنازل على رؤوس الأطفال لان هناك أهدافا سياسية في هذه الحملة عندما نتهم إسرائيل إن هذه جريمة حرب ما هوا الإرهاب؟ قالوا لنا إذا كانت المقاومة كان العنف يستخدم لتحقيق أهداف سياسية هذا إرهاب أليس اليوم يستخدم لتحقيق أهداف سياسية.

 

 الذين يتحدثون أن الصواريخ هي الذريعة، إسرائيل لديها برنامج واضح أعلنت ليفني بكل وضوح أنها تريد تغيير الوضع القائم في غزة أي انه تتدخل لصالح طرف في حالة الانقسام هكذا تبدو الأمور واضحة أيضا يريدون أن يجعلوا من الدم الفلسطيني بورصة وبازاراً للوصول إلى سدة الحكم في إسرائيل يريدون أن يصلوا إلي الحكم في سفينة تسبح بالدم الفلسطيني، أليست هذه أهداف سياسية؟ أن يوظف الدم الفلسطيني في وقت الانتخابات والصراعات الإسرائيلية، هم أيضا يريدون أن يفرضوا علينا استسلام و تهدئة بلا ثمن ... هذه التهدئة التي دخلت قاموسنا كمصطلح لماذا هي تريد أن تنهي حالة الانتفاضة في الشارع الفلسطيني التي بدأت منذ ثمانية سنوات يريدون أن يحولوا التهدئة إلي واقع  قائم بدون أي ثمن .

 

لذلك يجب أن ينتبه أهلنا والمقاومون والمجاهدون والسياسيون ... ما هو معروض عليكم اليوم في غزة إما أن تموتوا موتاً بطيئاً في غزة بفعل الحصار و التجويع و إما أن تموتوا موتاً فجائياً بالقصف كما حصل اليوم بال f16  

 

الشعب الفلسطيني الذي عودنا أن يختار موته بالعمل الاستشهادي هو الذي سيقدم الإجابة في الوقت المناسب على هذه المجازر البشعة ولقد عودنا أن يكون الرقم الصعب، وأنا أقول لكم أن المستقبل سيثبت للعالم أننا على الحق وأن دمنا سينتصر وأن صبرنا سيؤتي أكله وثماره فليس علينا إلا أن نصبر ولن يضرنا من خذلنا و لن يضرنا من حاصرنا أو من لم يلتفت إلى دمنا اليوم .

 

نحن لا نريد من أحد أن يتعاطف معنا اليوم تعاطفاً تبدو فيه الشماتة أحياناً.. لذلك أقول لأهلي الثبات الثبات الصبر الصبر الوحدة الوحدة نريد وحدة حقيقة وحدة المواقف وحدة الأهداف و وحدة الوجهة.

 

أقول لقادة العدو الذين يقصفوننا من الجو ومن البحر ومن البر: في تراثنا الفلسطيني هناك مثل يتحدث عن عكا التي يحاولون تهجير أهلها اليوم ليدفعوا بهم إلى مناطق حدودية بانتظار الترانسفير " المثل يقول: لو عكا خايفة من هدير البحر ما وقفت علي الشط " وأنا أقول لقادة العدو: "لو غزة خائفة من هدير البحر ما وقفت على الشاطئ" ذهبت كل أفواج الغزاة الذين مروا إلى غزة وواراهم التاريخ والنسيان وبقيت غزة شاهدة على الانتصار والعزة، هذه غزة ستكون عقدتكم ومقبرتكم وعقدة حلفائكم في العالم كله إلى أن يتحقق الانتصار الكبير وبإذن الله سيندحر هذا الكيان الصهيوني، فلنصبر ولنحتسب شهدائنا عند الله.