عملية خانيونس..هل تجرعت "إسرائيل" الضربة أم تحضر لغدر غزة؟!

الساعة 09:31 م|18 فبراير 2018

فلسطين اليوم

لا تزال تفاعلات عملية خانيونس تدوي في "إسرائيل" التي وصفتها الأخيرة أنها العملية "الأكثر جرأة منذ العام 2014"، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية انها رسالة لـ"إسرائيل" على جهوزية المقاومة، وأنها لن تقبل بفرض "إسرائيل" لوقائع اشتباك جديدة، وظهرت الرسالة جلية في العملية النوعية والتصدي للطيران الإسرائيلي الذي هاجم غزة ليلاً.

وفرضت التطورات الأخيرة نفسها على التحليلات والتعليقات "الإسرائيلية" التي أجمعت على أن ما حصل "ليس عادياً"، وقُتل في العملية البطولية جندي إسرائيلي وأصيب أربعة آخرين من سلاح الهندسة.

المحللون الفلسطينيون و"الإسرائيليون" اتفقوا في قراءتهم للعملية على شيئين هما، أن إسرائيل تقف امام تحسبُ للمقاومة، والثانية أن المقاومة ترفض فرض "إسرائيل" لقواعد اشتباكٍ جديدة، وأنها لن تصمتَ على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

الخبير والمختص الامني د. خضر عباس يرى أن العملية تأتي في سياق محاولات المقاومة الرد على اعتداءات الإسرائيلية، واصفاً العملية بـ"النوعية والذكية"، كونها أرسلت رسالة واضحة للاحتلال أنَّ المقاومة لن تقبل بوقائع اشتباك جديدة في الميدان في "إسرائيل".

ويرى أنَّ العملية تعطي إشارات واضحة أنَّ المقاومة باتت على أهبة الاستعداد لأي مواجهة قادمة، وترسل رسالة واضحة لـ"إسرائيل" مفادها أن المواجهة والمعادلة تغيرت وبدأت تتعقد في جميع الجبهات التي تحيط بالكيان.

واربكت العملية المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي كونها لم تكن في الحسبان، ودللت على فشل الحسابات السياسية الإسرائيلية المتسرعة التي طالبت بتوجيه رد قاس لغزة، وهو الامر الذي لم تنجر له القيادة العسكرية الإسرائيلية التي تعرف جيداً مخاطر الدخول في مواجهة مفتوحة مع غزة، واتضح ذلك من رد جيش الاحتلال الذي وصف بالرد المتأني خوفاً من استفزاز جبهة غزة، قول المختص عباس.

واستبعد المختص الأمني عباس قيام "إسرائيل" بتصعيد عسكري ضد قطاع غزة، مشيراً إلى انَّ "إسرائيل" ردت بقصف مناطق اعتيادية كي لا تشعل فتيل التوتر ولا تثير المقاومة، وكانت حريصة بقصف مواقع للمقاومة لا ينتج عنها أي خسائر في الأرواح، "كونها تعلم أن المقاومة لن تصمت على وقوع شهداء في صفوف الغزيين"، داعياً المقاومة لعدم التسليم في القراءة التي تقول ان إسرائيل لن تقدم على عملٍ عسكري "كون أنَّ إسرائيل لا يؤمن جانبها ومعروفة بغدرها".

وتوعّد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، صباح الأحد، باغتيال من يقف وراء عملية التفجير. وقال ليبرمان إن 'الحادث لم ينته بعد لان من يقف وراء التفجير لم يتم تصفيته".

وذكر أن "الفصائل الفلسطينية ومباركتها للعملية البطولية في اللحظات الأولى لتنفيذها، وتصديها للطائرات الإسرائيلية الحربية بالمضادات الأرضية" يفهم منها انها لم تعد تقبل بالمطلق بالاعتداءات الإسرائيلية وأنها لن تترك الأخيرة تفرض قواعد اللعبة في الميدان، وأنها تعمل جاهدة لتصويب المسار الذي تحاول إسرائيل فرضه على الأرض".

وعن اتهام "إسرائيل" للمتظاهرين بزرع العبوة، أشار إلى أنها تحاول من وراء ذلك "اقتناص الفرصة للتخفيف من حدة تظاهر الغزيين قرب السياج،" خاصة مع تزايد القلق الإسرائيلي من التظاهرات الشعبية، والدعوات المتنامية لزحف غزي كبير نحو الحدود كخيار للضغط على إسرائيل".

ولم يستبعد عباس ان تكون التصريحات مبرراً لارتكابها حماقة تجاه المتظاهرين على الحدود الشرقية، داعياً "الفصائل الفلسطينية إلى قراءة التصريح وابعاده والتعاطي مع المظاهرات برؤية واضحة لتفويت الفرصة على الاحتلال".

وفيما يتعلق بصمت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي على تصريحات جيش الاحتلال أنها هي من تقف وراء العملية، قال "إن صمت سرايا القدس يربك الحسابات الإسرائيلية، ومن الحكمة أن تصمت الجهة المنفذة، كون أنَّ الصمت يربك المستوى السياسي والأمني والعسكري الإسرائيلي" مشيراً إلى "أن التبرع في كشف خيوط العمل من خلال تبني فصيل مقاوم للعملية ربما يسهل على الإسرائيليين الكثير من العمل، ومن الأفضل أنْ لا تحرق جميع الأوراق مرة واحدة، وان تتركَ إسرائيل حائرة فيمن يقف وراء العملية".

في السياق، قال "إن الهاجس الأكبر الذي تعيشه إسرائيل في الوقت الحالي يتمثل في حرب ضد جبهة موحدة تمتد من سوريا ولبنان وقطاع والضفة المحتلة تنسق أعمالها ضد إسرائيل في زمانٍ محدد، وتخشى مواجهة أي جبهة في الوقت الحالي خوفاً من اشتعال جبهة أخرى في نفس الوقت".

وأضاف: "إسرائيل تعتمد في حروبها مع العرب ومع جبهات المقاومة على استراتيجية فرقْ تسُدْ، كونها لا تستطيع مشاغلة أكثر من جبهة في آنٍ واحد".

وكان موقع والاه العبرية شدد على أنه "لا يمكن لإسرائيل الاستخفاف بسيناريو حرب على عدة جبهات"، يأتي ذلك في ضوء التقارب بين المقاومة في غزة وحزب الله وتنامي دعوات "الجبهة الموحدة" حال اندلاع أي حرب في أيٍ من جبهة من الجبهات.

 

 

 

كلمات دلالية