"عملية خانيونس" رسالة لضبط قواعد اللعبة بين المقاومة والاحتلال

الساعة 07:17 م|17 فبراير 2018

فلسطين اليوم

أكد محللان سياسيان أن عملية خانيونس البطولية ضد جنود الاحتلال "الإسرائيلي" مساء السبت رداً طبيعياً من المقاومة الفلسطينية على اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين في قطاع غزة وانتهاكه المتكرر لتفاهمات وقف إطلاق النار التي وقعت بعد حرب 2014.

وأوضح المحللان أن العملية البطولية عملية دفاعية وليست هجومية ووقعت داخل حدود قطاع غزة، وأنها تحمل رسائل عدة أهمها رسالة لضبط قواعد اللعبة مع جنود الاحتلال وآلياته العسكرية التي تتوغل بشكل شبه يومي داخل أراضي المزارعين على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" أعلن مساء السبت إصابة 4 جنود "إسرائيليون" بجراح مختلفة بينهم إصابتين بحالة الخطر الشديد، نتيجة انفجار عدة عبوات ناسفة على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب القطاع.

وعلى الفور قصفت مدفعية الاحتلال "الإسرائيلي" مرصداً تابعاً لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي دون التحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء انفجار العبوات.

واتهم الاعلام "الإسرائيلي" عقب العملية، الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس وراء العملية البطولية، رداً على عملية النفق التي وقعت بتاريخ (30 أكتوبر من العام الماضي) والتي راح ضحيتها قائد لواء الوسطى في السرايا و10 مجاهدين بينهم 2 من كتائب القسام.

المحلل السياسي حسن لافي يرى أن عملية خانيونس تحمل في طياتها رسائل عدة منها "تكتيكية وسياسية" إلى العالم أجمع وجنود الاحتلال "الإسرائيلي" على وجه الخصوص.

وأوضح لافي في تصريح لـ"فلسطين اليوم" أن الرسالة الأولى من العملية هي أن المقاومة لها الحق الطبيعي في الرد على الاعتداءات "الإسرائيلية" من توغلات واستهدافات على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

وأكد أن العملية كانت داخل أراضي قطاع غزة وهي عملية دفاعية وليست هجومية مطلقاً، فالقوة العسكرية "الإسرائيلية" الراجلة هي التي اعتدت ودخلت حدود قطاع غزة وانفجرت بها عبوات ناسفة أدت لمقتل جندي وإصابة عدد آخر من الجنود، مبيناً أن العملية لم تكسر أبداً تفاهمات وقف إطلاق النار التي تم صياغتها بعد حرب 2014، وأن المقاومة لا زالت في مرحلة الدفاع عن نفسها ولم تخرج خارج حدود القطاع.

رسالة سياسية

وقال: من حق المقاومة الدفاع عن نفسها خاصة في ظل التهديدات عالية الوتيرة التي واكبت الأيام الماضية بعد سقوط طائرة "إسرائيلية" على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة والتي صاحبت تهديدات "إسرائيلية" كثيرة ضد قطاع غزة".

ويعتقد لافي، أنه ليس هناك دافع حقيقي أو رغبة حقيقية في تصعيد الأمور نحو حرب بين "الجيش الإسرائيلي" والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وعن رسالته الثانية يرى أن العملية نوع من أنواع ضبط قواعد اللعبة من جديد، خاصة وأن الانتهاكات "الإسرائيلية" والاختراقات على حدود بحجة بناء الجدار زادت كثيراً في الآونة الأخيرة.

وعلى المستوى الساسي من الرسالة قال: "غزة تعاني من كارثة إنسانية واقتصادية كبيرة فعندما تأن وتجوع غزة فإن صوتها سيسمعه الجميع ولن يكون أحد بمعزل عن غضب أهلها خاصة الاحتلال "الإسرائيلي" المتسبب الرئيسي في أزماتها"، مشيراً إلى أن 2 مليون مواطن في غزة لن يختاروا الموت وهم صامتون فهم سيقاومون حتى النهاية وهذا حقهم الطبيعي.

دماء أبنائنا ليست رخيصة

من جهته يرى المحلل السياسي اياد القرا، أن عملية خانيونس التي قتل فيها جندي "إسرائيلي" وإصابة اثنين آخرين من الجنود حدث طبيعي ويأتي في سياق التعامل مع التوغلات والاعتداءات اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال تجاه غزة.

وأوضح القرا أن حادثة تفجير النفق بتاريخ (30 أكتوبر) العام الماضي ليست ببعيدة وعمليات القصف التي أدت لاستشهاد مقاومين ومواطنين سابقًا دليل على ضرورة التصدي لهذه الاعتداءات الإسرائيلية.

وأكد، أن على الاحتلال أن يدرك تماماً أن ما حدث ثمن طبيعي لما ارتكبه جنوده في قطاع غزة منذ انتهاء حرب 2014 حتى اليوم، مشيراً إلى أن دماء جنود الاحتلال ليست أغلى من دماء المقاومين والموطنين الفلسطينيين.

وقال القرا: يجب ألا يتملكنا الخوف من رد الاحتلال لأن ما حدث ردًا على جرائمه، وهو المبادر دومًا للتصعيد والتوتر" مستدركاً بالقول: على المقاومين أن يكونوا على حذر شديد

كلمات دلالية