شابان غزيان يواجهان البطالة بالورد.. هكذا حصلوا على فرصة عمل!

الساعة 11:11 م|15 فبراير 2018

فلسطين اليوم

ليس غريباً أنْ تجد في غزة من يتنازلون عن أحلامهم بالعمل في مجال تعليمهم، ويلجؤون إلى عملٍ آخر ليواجهوا الفقر والبطالة في تخصصاتهم، فقد تجد خريج "إعلام" يعمل "سائق أجرة" أو خريج إدارة اعمال يعمل في مهنة "البناء" أو خريج آداب يعمل في شركة ما، وآخرين من شتى التخصصات لا يجدون عملاً في أيٍ من المجالات.

الشابان ياسر ومحمد الترك- الأول (22 عاماً) خريج محاسبة والآخر (21 عاماً) متخصص في هندسة الحاسوب الحواسيب دفعتهما الأوضاع الاقتصادية المتردية في قطاع غزة إلى التفكير في شيء "خارج الصندوق" لمواجهة البطالة، فكانت فكرة بيع الورد وتوصيله عبر الدرجات الهوائية المزينة بالألوان والورود.

بعد تحقيقهما في العام 2016 اسماً معروفاً وسط الزبائن، قررا أن يفتحا محلاً كلاسيكياً على أن يحافظا على توصيل الورد من خلال الدرجات الهوائية، وهو الشيء الذي يميزهما عن باقي محلات بيع الورد في قطاع غزة.

ولفت المشروع اهتمام وأنظار المارة في شوارع المدينة المحاصرة، فثقافة بيع الورود واقتناءها تبقى محدودة نوعًا ما، في مجتمع يعاني الفقر والبطالة، ويسعى فيه أرباب الأسر، لتوفير قوت أطفالهم بالدرجة الأولى.

يقول الترك أثناء تجهيز باقات الورد لزبائنه :"قطاع غزة يعاني من ندرة الوظائف، ومن الصعب جداً أن يجد الطلبة الحاصلين على الشهادات اعمالاً توائم تعليمهم الجامعي، وحاولت اكثر من مرة العمل في مجال تخصص ولكن كانت الأجور متدنية ولا تكفي لسد متطلبات الحياة".

يضيف: "راودتنا الفكرة لبيع الورود على الدراجات الهوائية، عندما كنت أفكر بمشروع صغير أوفر من خلاله فرصة عمل لي".

وتابع بائع الورد: "حدثت إخوتي وابن عمي، ووافقوا جميعًا، فكونّا فريقنا، ولدينا خطط مستقبلية بتوسعة عملنا لنطاق أكبر".

واعتمد فريق باعة الورد، الذين تتراوح أعمارهم من 15-23 عامًا، على القراءة والشبكة العنكبوتية، وسؤال أصحاب متاجر بيع الأزهار والمزارعين عن كيفية العناية بالأزهار أكبر فترة ممكنة، واعتمدوا على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لأنفسهم.

وذكر أن هناك صعوبات عديدة واجهت فكرتهم في بدايتها، أولها "عدم توفر المكان، وعدم توفر المعدات، ومحدودية أنواع الورد في غزة"، مشيراً إلى انهم بدأوا "مشروعهم الخاص بتمويل ذاتي، مما حال دون إضافة عاملين جدد إلى الفريق".

ويشير إلى أن تسليط الأضواء من قبل الإعلاميين على فكرتهم ساهم بشكل كبير في نجاحهم  واكسابهم الشهرة المطلوبة.

وبين أنهم يراعون الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة ويعمدون للبيع بأسعار معتدلة حتى يجذبوا أكبر عدد من الناس للشراء، وتتراوح الأسعار من 10 شواكل إلى 100 شيكل.

وذكر ان الفكرة حققت لهم دخلاً مستقراً، وجنبتهم ويل الفقر والبطالة، داعين الشباب إلى البحث عن أفكار مشاريع خلاقة وجديدة، والاستعانة بالإنترنت للبحث عن تلك الأفكار.

 ويتطلع أصحاب متجر"بائع الورد" إلى تطوير المحل، وان يصبح لهم أكثر من فرع، وان يدخلوا البهجة والسرور على كل بيتٍ فلسطيني.

وتخرج مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، سنويًا حوالي 30 ألف طالب وطالبة، وتبلغ نسبة العاملين منهم 20 في المئة، بينما العاطلين عن العمل، تصل إلى 75 في المئة، حسب إحصائيات رسمية.

وفي 22 أيار/مايو العام الماضي، أصدر البنك الدولي، بيانًا قال فيه، إنّ نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43 في المئة، وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80 في المئة من سكان القطاع يحصلون على إعانة اجتماعية، ولا يزال 40 في المئة منهم يقبعون تحت خط الفقر.

27752617_523886834662197_7322506714733762691_n.jpg
28060945_523379518046262_6691964914648744811_o.jpg
27657874_519007161816831_2597976805577842939_n.jpg
27544987_519007141816833_4531367052237578470_n.jpg
27067215_515465058837708_2303121860949694265_n.jpg
27023646_512958995754981_7334201645754433569_o.jpg
27337248_514248182292729_1382145018048827751_n.jpg
26904220_511995179184696_4383012367370428497_n.jpg