الوضع الصحي في غزة يدخل مرحلة الانهيار التام

الساعة 10:46 م|14 فبراير 2018

فلسطين اليوم

يعيش القطاع الصحي في قطاع غزة أزمة خانقة وصلت إلى توقف مولدات الكهرباء في بعض المشافي والمراكز الصحية، إضافة إلى توقف عمال النظافة عن العمل بسبب عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية وهو ما شكل مكرهة صحية داخل المشافي المركزية، إلى جانب نفاذ أدوية هامة لمرضى السرطان والأطفال الخدج والثلاسيميا ومرضى غسيل الكلى وغيرهم، وهو ما يتطلب تكاثف الجهود وتحييد ملف المرضى من التجاذبات السياسية.

وللاطلاع على الوضع الصحي في قطاع غزة كان لنا هذا الحديث الصحفي مع المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة، حيث أكد أن القطاع الصحي دخل مرحلة انهيار وتدهور واضح وملحوظ، منذ بداية العام 2018، ويعد الأكثر قسوة، موضحاً أن هذا القطاع الصحي تعرض ولا زال يتعرض لخطر أزمة الوقود في المستشفيات والمرافق الصحية كافة، إضافة إلى توقف الكامل لمحطة توليد الكهرباء في القطاع هذه الليلة (14/2) سيكون له تداعيات قاسية على المرضى وسيجهد منظومة الخدمات الصحية بشكل كامل، إضافة إلى أزمة خدمات النظافة في المرافق الصحية، سيكون لها ارتدادات قاسية ومؤلمة لحياة المرضى والمجتمع الفلسطيني، مؤكداً عدم توفر بيئة صحية سليمة والطواقم الطبية تقوم بتأدية واجبها مع المرضى بالشكل الذي يحمي المريض.

وأوضح أن الأزمة التي يعيشها القطاع الصحي انعكست على العمليات الجراحية حيث توقف إجراء 500 عملية جراحية حتى اللحظة في مشافي غزة.

وتابع، الدكتور القدرة أن المشكلة الحقيقية الذي يعاني منها القطاع الصحي هي نقص الأدوية بنسبة 45% غير متوفرة في قطاع غزة وصولاً إلى أبسط حقوق الأطفال الخدج، وهي إبرة السيرفكتل التي تعمل على نمو الجهاز التنفسي مما أدى إلى وفاة خمسة أطفال خديج، وإذا استمرت الأزمة ستتضاعف مؤشرات وفيات الأطفال لدى قطاع غزة.

كذلك، يعاني القطاع الصحي من نقص حاد بنسبة 58% في لوازم المختبرات، ما يعني أن أكثر من 58% من العينات المخبرية لا يجري فحصها في المختبرات التابعة لوزارة الصحة، الأمر الذي أدلا إلى صعوبة استيعاب حملات التبرع بالدم بسبب عدم وجود الإمكانات اللازمة لفصل الدم عن مشتقاته وفحص الدم، عوضاً عن أزمة مرضى غزة بشكل مستمر وهي عدم مقدرتهم للخروج من قطاع غزة لاستكمال رحلاتهم العلاجية سواء من معبر رفح الذي يشكل شريان الحياة لقطاع غزة، أو ما يقوم به الاحتلال من عنصرية كبيرة لدى المرضى، أدت إلى منع 55% من مرضى قطاع غزة من الوصول للمستشفيات في الداخل الفلسطيني المحتل والقدس والضفة.

وشدد الدكتور القدرة على أن هذه الأزمات التي تعصف بالقطاع الصحي منذ بداية العام الجاري لا شك أنها تهدد منظومة الخدمات الصحية وسيكون لها بالفعل ارتدادات خطيرة وقاسية سيدفع ثمنها المريض الفلسطيني من حياته.

وحذر الدكتور القدرة، من استمرار الوضع على ما هو عليه، والذي يهدد حياة 113 طفلاً في حضانات الأطفال، و100 مريض منوم في العناية المكثفة، وأكثر من 700 مريض بالفشل الكلوي يحتاجون لغسيل كلوي ثلاث مرات أسبوعياً في ظل ظروف غير آمنة، إضافة إلى مئات المرضى المنومين في داخل غرف التنويم في أقسام المشافي.

وأكد أن منظومة الخدمات الصحية لمعالجة أزماتها تحتاج إلى حاضنة حكومية تقف عند مسؤولياتها، ودعم ومساندة المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي، إضافة إلى مطالبة المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم وغير القانوني وغير الإنساني عن القطاع المستمر منذ 11 عاماً والذي يستهدف تقويض الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني.

أبرز الأدوية المفقودة في مشافي القطاع

وعن أبرز الأدوية المفقودة في مشافي وزارة الصحة، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، أن الادوية المفقودة تتمثل في علاجات اكتمال النمو لدى الأطفال من بينها إبرة السيرفكتين التي تعمل على نمو الجهاز التنفسي، إضافة إلى 90% من خدمات مرضى السرطان، وأدوية مرضى الثلاسيميا، وأدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والتشنجات، إضافة إلى العديد من الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لإتمام عمليات جراحية في قطاع غزة، إلى جانب مستهلكات طبية لعمليات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية، وغيرها ... وشدد على أن هذه الأرقام والأعداد غير المتوفرة ليست بالهينة وتعني انعدام الخدمة الصحية لمرضى قطاع غزة.

مطالبة بالدعم مباشرة دون الدخول في الإجراءات المالية والإدارية

وحول أزمة الوقود في المشافي والمراكز الصحية بعد تبرع دولة الإمارات بمبلغ 2 مليون دولار للوقود وكذلك دولة قطر، قال القدرة:" نقدر كافة الجهود الساعية لحلحلة وحماية مرضى قطاع غزة، وان التطمينات من الاشقاء في الامارات تم الإعلان عنها بشكل رسمي، إضافة إلى تطمينات من دولة قطر الشقيقة أيضاً، وأن القطاع الصحي ينتظر أن يتم تسيير هذه المبالغ على هيئة مقومات أساسية كالوقود والأدوية للقطاع الصحي، مطالباً الأشقاء في الامارات وقطر وكافة المحبين للشعب الفلسطيني والداعمين لصموده بان يتم الدعم بشكل مباشر دون الدخول في الإجراءات المالية والإدارية التي قد تستغرق ثلاثة شهور في الوضع التقليدي لان الوضع لا يحتمل.

لم يتم إغلاق أي مشفى

وحول وضع المشافي الآن وهل تم إغلاق أي منها بسبب أزمة الوقود، أكد الدكتور القدرة أنه لم يتم إغلاق أي مستشفى، وإنما الحديث هو عن توقف مولدات كهربائية في ثلاث مستشفيات و16 مركزاً صحياً.

وقال:" نحاول قدر الإمكان من خلال خطة طوارئ ان نستثمر ما لدينا من أجل حماية المرضى لفترة أطول وخاصة فيما يتعلق بالأقسام الحساسة والحيوية والتي تعتبر أقسام إنقاذ حياة. وأضاف أن وزارة الصحة تقوم بإجراءات تقشفية قاسية ومؤلمة لإدارة أزمتها، من أجل إطالة أمد الخدمات الصحية لبعد شهر مارس.

وأكد على أن وزارة الصحة من واجبها أن تدير الازمة، إاعلاء الصوت حتى يتم مساندة المرضى وإنقاذ الوضع الصحي في غزة.

كلمات دلالية