مستقبله السياسي على المحك

محدث الشرطة تتهم نتنياهو بالرشوة ومتظاهرون يطالبونه بالاستقالة

الساعة 08:25 م|13 فبراير 2018

فلسطين اليوم

اتهمت شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" مساء الثلاثاء، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتورط في قضايا فساد خاصة بتلقيه رشاوى وخيانة الثقة.

وأوصت الشرطة بضرورة تقديم نتنياهو أمام المحكمة وذلك بعد أن تأكدت الشرطة من تورطه بشكل رسمي في قضايا فساد والمعروفة باسم ملفي (1000 و 2000) وامتلاكها حقائق مدعومة بأكثر من 180 شهادة تتهمه بتلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة.

ووفقًا للشرطة فإن مدى وكثافة تلقي نتنياهو للهدايا ارتفع مباشرة حين تم انتخابه رئيسًا للحكومة. وأنها مرتبطة بنشاطه المباشر وغير المباشر بالدفع بمصالح رجل الأعمال ميلتيشن التجارية، وأن نتنياهو تصرف على نحو مخالف للمصلحة العامة.

وتقدر الشرطة أنه خلال عقد من الزمن تلقى نتنياهو ما يقدر بمليون شيكل رشوة، 750 ألف منها حولها ميلتشين بنفسه، و250 ألف انتقلت لنتنياهو بواسطة رجل الأعمال الأسترالي، جيمس باكر.

وكشفت التقارير إلى أن الشاهد المركزي الذي لم يتم الكشف عنه مسبقًا في القضية 1000، هو عضو الكنيسيت ووزير المالية السابق، يائير لبيد، حيث سأله نتنياهو إذا ما التقى مع رجل الأعمال أرنون ميلتيشن، فيما يتعلق بالاعفاء الضريبي الذي يخص قانون "مواطن عائد" الذي، بحسب وسائل الإعلام يعود بأرباح مالية مباشرة على ميلتيشن.

بالإضافة إلى الإعفاء الضريبي، قدرت الشرطة أن نتنياهو قدم 4 تسهيلات لميلتشين مقابل رشوة، وهي: مساعدته في تمديد تأشيرة دخول الولايات المتحدة، وترتيب عقد عدة لقاءات مع مدير وزارة الإعلام، شلومو فيلبر، لتقديم المشورة لميلتشين حول كيفية دمج شركتي "كيشيت" و"ريشيت" في القناة الثانية، مقابل تغطية إعلامية داعمة لنتنياهو في الجسم الجديد الصادر عن الدمج.

وبحسب الشرطة، فإن ذلك يتناقض مع مساع نتنياهو السابقة التي عمل خلالها على فصل القناة، وأنه غير من موقفه بشكل كامل وفقًا لمصالح ميلتشين.

وذكرت الشرطة أن المساعدة الثالثة التي قدمها نتنياهو لميلتشين تتعلق بالوساطة والمساعدة للشريك الهندي لميلتشين، راتان تاتا، وآخرها المساعدة في إنقاذ القناة الإسرائيلية العاشرة والوساطة في صفقة بيعها، في حين امتلك ميلتشين 24% من أسهم القناة.

وأضاف بيان الشرطة حول التوصيات أنه في ما يتعلق بالملف 2000 وفي أعقاب التحقيقات والاستماع إلى الإفادات، تم بلورت قرائن وأدلة تدين رئيس الحكومة في طلب رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وأنه تشكلت قاعدة أدلة كافية لإدانة ناشر "يديعوت أحرونوت"، موزيس، بتقديم رشوة.

وقالت الشرطة إن نتنياهو وموزيس التقيا منذ العام 2009 عدة مرات، وعقدا اجتماعات ثنائية ناقشا فيها مساعدة بعضهم البعض كـ"مقايضة" لتعزيز مصالحهم، إذ يحصل نتنياهو على تغطية داعمة من خلال إصدار قانون يحد من انتشار صحيفة "يسرائيل هيوم"، أو العثور على شريك لموزيس، والحفاظ على المصالح التجارية للمؤسسة.

واستند التحقيق في الملف 2000 على تسجيلات صوتية لمحادثات هاتفية أجريت بمبادرة نتنياهو سرا على الهاتف الخليوي لمدير مكتب رئيس الحكومة السابق، آري هارو، في مقر إقامة رئيس الحكومة في القدس. وتوثق التسجيلات لقاءات بين نتنياهو وموزيس، والتي أثارت الشبهات والشكوك التي استدعت التحقيق.

وترفع الشرطة توصياتها إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيخاي مندلبليت، الذي بدوره سيقرر ما إذا كان سيقدم لائحة اتهام ضد نتنياهو أم لا، وفي حال تقديم اللائحة يحال رئيس الحكومة إلى المحاكمة، وفي حال تمت إدانته، يتوجب عليه الاستقالة من منصبه الذي يتولاه منذ 2009.‎ ‎‎‎

وحققت الشرطة على مدى أكثر من سنة مع رئيس الحكومة، ومقربين منه بشبهة الفساد في 3 ملفات أساسية، ويتقديم التوصيات تكون الشرطة قد أعلنت عن انتهاء التحقيق بالقضيتين 1000 و2000.

نتنياهو يهاجم الشرطة
فيما هاجم رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو شرطة الاحتلال، بعد نشر الأخيرة توصيات بتقديم نتنياهو للمحاكمة في ملفي (1000 و 2000) بتهمة تلقي الرشوة وخيانة الثقة.

وقال نتنياهو: "إن التوصيات التي نشرتها الشرطة تعتمد على أشخاص يتهموني بأنني أعمل ضدها وأنني أرسلت امرأة لتورط ضابط شرطة وهذه ادعاءات كاذبة، وهدفها الإطاحة بي".

وأوضح نتنياهو، أنه كرس كل حياته من أجل شيء واحد، وهو ضمان "أمن اسرائيل"، مدعياً أن الجهات القضائية المخولة عندما تدقق في نتائج تحقيقات الشرطة ستجد أن كل توصيات الشرطة مجرد توصيات كاذبة، مشيراً إلا أنه لم يعمل لصالح أمنون ميلشن.

وتابع قائلاً: "علينا بناء دولتنا وتطويرها وقبل كل شيء حمايتها"، متعهداً بأن يمضي قدما لحماية "امن اسرائيل".

وفي ذات السياق فإن المعارضة "الإسرائيلية" اعتبرت التوصيات سبب مهم لأن يقدم نتنياهو استقالته.

مظاهرات أمام منزل نتنياهو

فيما احتشد عدد كبير من "الإسرائيليين" في مظاهرات مساء اليوم الثلاثاء، أمام منزل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تطالبه بالرحيل عن الحكم بعد التأكد بشكل شبه رسمي بتورطه في قضايا فساد.

بينما ذكرت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية بأن نتنياهو يشعر بحالة من القلق والتوتر الشديدين نتائج تحقيقات الشرطة "الإسرائيلية" في قضايا فساد وجهت ضده.

وذكرت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" أن نتنياهو ألغى زيارة تفقدية لشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب اقتراب موعد نشر نتائج التحقيقات ضده.

فيما أكدت الصحيفة أن قيادة الشرطة برئاسة مفتش الشرطة روني الشيخ في حالة توتر شديد تمهيدا لنشر نتائج التحقيقيات في قضايا الفساد الموجه ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

ويرى محللون بأن توصيات الشرطة الإسرائيلية بأنها عبارة عن مسرحية درامية، وهناك من قال: يوم حزين فعلاً في "إسرائيل".

وأكد آخرون بأن النائب في الكنيست "الإسرائيلي" موشيه كحلون رئيس حزب "كلنا" هو الوحيد القادر على تحديد مصير نتنياهو، لكن التقديرات ترجح انه سيستمر بالحكومة معلنا انتظار موقف المستشار القانوني

كلمات دلالية