إسرائيل: روسيا هي الآمر الناهي في الشرق الأوسط وواشنطن اختفت

الساعة 08:43 م|12 فبراير 2018

فلسطين اليوم

يومًا بعد يوم، تنكشف الأمور التي دارت وراء الكواليس يوم السبت التاريخيّ، العاشر من شباط (فبراير) 2018، بعد إسقاط المُقاتلة "الإسرائيليّة" في عمق الكيان الصهيوني، فقد نقلت صحيفة هآرتس العبريّة، في عددها الصادر يوم الاثنين عن مصادر سياسيّة وأمنيّة وصفتها بالمُطلعّة جدًا في تل أبيب، نقلت عنها قولها إنّ الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، هو الذي أطلق صفارّة انتهاء الـ "مُباراة" بين الأطراف المتنازعة، التي أعلنت موافقتها على قراره، بما في ذلك، "إسرائيل"، على حدّ قولها.

وقال مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، عاموس هارئيل، إنّ هذه الصورة، صورة الوضع، ناتجة عن تحليل سلسلة الأحداث التي وقعت يوم أوّل من أمس السبت. ولفت، نقلاً عن المصادر عينها، إلى أنّه بعد الموجة الثانية من الهجوم "الإسرائيليّ" على مواقع عسكريّةٍ تابعةٍ للجيش العربيّ السوريّ وللحرس الثوريّ الإيرانيّ، واصل كبار قادة دولة الاحتلال التمسّك بمبدأ التصعيد ومُواصلة تنفيذ الهجمات في العمق السوريّ، ولكنّ النقاش في القضيّة، تابعت المصادر نفسها، تمّ حسمه لصالح التهدئة ووقف الاعتداءات "الإسرائيليّة"، بعد الاتصال الهاتفيّ، الذي أجراه رئيس الوزراء "الإسرائيليّ"، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الروسيّ بوتن.

وتابع المُحلّل هارئيل قائلاً إنّ الهدوء "الإسرائيليّ" بعد المحادثة الهاتفية بين بوتن ونتنياهو يؤكّد مرّةً أخرى أنّ صاحب البيت والقرار في منطقة الشرق الأوسط برمّتها هم الروس، على حدّ قوله.

وأشار إلى أنّ هذه التطورّات جرت وتجري في الوقت الذي باتت فيه الولايات المُتحدّة الأمريكيّة بمثابة حاضرة غائبة عن الأجندة والمشهد، فيما تُحاول "إسرائيل" البحث عن سياسةً خارجيّة أمريكيّةٍ مبدئيّةٍ وعقلانيّةٍ، وواضحة المعالم، في الوقت الذي تقوم فيه روسيا بإدارة الأمور بدون مُنازع.

علاوةً على ذلك، لفتت المصادر المطلعّة في تل أبيب، إلى أنّ روسيا استثمرت كثيرًا في سوريّة من جميع النواحي، ولن تسمح لـ "إسرائيل"، بأيّ شكلً من الأشكال أنْ تُحبط هذا الإنجاز الاستراتيجيّ، أكّدت المصادر في تل أبيب، كما أفادت الصحيفة العبريّة.

وشدّدّ المُحلّل هارئيل على أنّ هذه الرسائل قام بوتن بتوجيهها لنتنياهو خلال المكالمة الهاتفيّة بينهما، ولكّنه استدرك قائلاً إنّ هذا الأمر لا يعنيّ بأنّ لإسرائيل لا توجد أوراق للضغط والتأثير، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، إدخال سوريّة إلى حالةٍ من الفوضى، ولكنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، أضاف المُحلّل الإسرائيليّ، ليس معنيًا بمُواجهةٍ مع روسيا، إذْ تكفيه المُواجهة المُباشرة التي انطلقت إلى العلن يوم أوّل من أمس السبت، بحسب قوله.

ولفتت المصادر "الإسرائيليّة" أيضًا إلى أنّه عندما تُطلق إيران طائرات مُسيّرة إلى "إسرائيل" فهي لا تخطط لإسقاطها فحسب، بل لشنّ هجومٍ "إسرائيليٍّ" ردًا على ذلك، لهذا، بدأت إيران بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات لم يحدث مثله منذ حرب 1982، ونجحت في إلحاق ضرر بطائرةٍ "إسرائيليّةٍ"، سقطت في النهاية في إسرائيل.

كلمات دلالية