تحليل ميلادينوف في "مؤتمر هرتسيليا" مفطوم على الرواية الصهيونية

الساعة 09:45 ص|12 فبراير 2018

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات

في مقدمة كلمته أمام المؤتمرين في "مؤتمر هرتسيليا" الحادي عشر، تحدث المبعوث الدولي لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف عن نشأة وتطور دولة الاحتلال، وكان أشبه بمن يقرأ من خطابات نتنياهو، متناسيًا عدوانية إسرائيل منذ نشأتها وقيامها على العنف وصناعتها للحروب، فبدأ كلمته قائلًا "لقد نجحت إسرائيل بتأسيس ديمقراطية، وحققت تقدمًا تكنولوجيًا وأمنيًا، كما نجحت في الرد على كل التحديات التي وقفت أمامها وشكلت عليها تهديدًا أمنيًا. إسرائيل تحارب منذ يومها الأول من أجل بقائها، وتحارب أمام التحديات الأمنية، معاداة السامية مستمرة طوال الوقت، هناك من يدعون لتدمير إسرائيل، والشرق الأوسط يواجه راديكالية إسلامية؛ هذه هي القضايا التي تحدد وتشكّل النقاش المتعلق بالفرص والتهديدات. السؤال السياسي المركزي هو كيفية "تربيع الدائرة"، كيف يمكن التوصل لتعاون مع الجهات المعتدلة والمنفتحة في المنطقة مع إسرائيل؟".

وفي بقية كلمته تجاهل عامل الاستيطان والرفض الإسرائيلي والحصار على غزة، واختار التركيز على كلام عام عن الأمل في صناعة السلام، وكان هنا يشبه سياسيي حزب "العمل" فقال "كل تقدم يسمح بخلق فرص للتعاون العربي الإسرائيلي لا يمكن أن يتم دون حل لقضية الفلسطينيين. نحن أمام معادلة مهمة: هل نواصل إدارة الصراع أم نحاول حله؟ في حال كنا نحاول إدارته، يجب أن نتحدث عن الأمن، عن غزة، وعن الضفة الغربية".

وأكد على "التشاؤم الموجود بين أولئك الذين يتعاملون مع عملية السلام بالنسبة للخطوة والتحدي الذي يقف أمام حل الدولتين. لكن حتى أولئك الذين يتحدثون عن إدارة الصراع لا يعلمون كم من الوقت سيستغرق أمر إدارته؛ لذلك يجب دراسة النماذج التي استدللنا بها حتى الآن وبحث الاتجاهات اللازمة".

وعبر عن عدم اعتقاده بأن عملية السلام قد ماتت بالفعل، وأنه ليس هناك فرصة للسلام بالقول "نحن بالطبع في مفترق كبير، مثلما كنا مرات كثيرة في السابق. الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين متدنية، لكن في السابق كان هناك نقاط متدنية أكثر للثقة بين الطرفين ومستوى أعلى في درجة العنف، اليوم المستوى متدنٍ نسبيًا، ولم ينسحب أحد رسميًا من الاتفاقيات السابقة. وفقًا لذلك، ما زال هناك فرصة للسلام، ومثلما يقول الأمين العام للأمم المتحدة دائمًا: لا توجد خطة ثانية بديلة لحل الدولتين؛ هذا هو الأساس لأي تسوية سلام مستقبلية، هذا ليس مثالًا، بل تقدير جديّ للوضع.

 

 

كلا الطرفين ناقشا في السابق الاتفاقات على أساس مبدأ حل الدولتين. استطلاعات الرأي في صفوف الإسرائيليين والفلسطينيين تُشير إلى أن الأغلبية مازالت تدعم الانفصال، وهذا المبدأ. نسبة أقل من الناس يثقون بأن الحل ممكن في الوضع الحالي، لكن ما زالوا يرون فيه أساس لحل مستقبلي. قرارات الأمم المتحدة تستند على أساس هذا المبدأ، ولذلك لا يمكن التخلي عنها بهذه السرعة. كما أنها مهمة لحل الصراع الإسرائيلي - العربي، في حال كنا نريد تعاونًا إسرائيليًا عربيًا، فإن حل الدولتين هو المفتاح لذلك.

بالإضافة لذلك، لا توجد أي صيغة أخرى قادرة على تلبية تطلعات كلا الجانبين، لا يوجد أي صيغة أخرى تسمح لكلا الجانبين بالحفاظ وتطوير الكرامة القومية، والحرية والأمن. كل خيار آخر - باستثناء الفصل بين إسرائيل والفلسطينيين - لا يقدم أي تلبية لهذه الأهداف، أنا لا أعتقد بأن الإسرائيليين يريدون العيش في دولة يوجد بها شعب واحد يسيطر على شعب آخر؛ هذا يقوض الديمقراطية والأهداف التي على أساسها أقيمت إسرائيل.

بشكل عملي، يجب ان نسأل: كيف يمكن تحقيق هذا الحل؟ والأمر ممكن، ليس من خلال العنف؛ بل فقط من خلال المفاوضات بين كلا الطرفين. سيضطر الفلسطينيون والإسرائيليون للعيش جنبًا إلى جنب، وهم فقط من يستطيعون أخذ القرار حول ما سيكون على طاولة المفاوضات وما لا يكون، وماذا ستكون الحلول الوسط بينهم. نشاطات أحادية الجانب تشكل خطرًا على الوضع، لا الفلسطينيون ولا الإسرائيليون يعيشون في وضع يسمح لهم بأن يتفاوضوا على اتفاق دائم، الحد الأقصى الذي يستعد كل جانب منهما لاقتراحه لا يرضي الحد الأدنى للطرف الآخر. دور المجتمع الدولي والامم المتحدة هو بحث كيفية خلق ظروف تسمح لكلا الجانبين بالعودة لطاولة المفاوضات. هذه هي الاتجاهات التي يجب التعامل معها في حال كنا نريد خلق جو إيجابي، هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات بناء ثقة وخطوات من طرف الجانبين من أجل دعم الاقتصاد الفلسطيني، البنى التحتية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية؛ هذه هي مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، لأنها تخدم فرصة تحقيق حل الدولتين.

إن حل الدولتين يحتاج لمفاوضات، وهذا يحتاج شروطًا، علينا أن نركز على مسألة ما هي هذه الشروط، وكيف نجعلها ممكنة؟ لا يكفي تحسين البنى المدنية والاقتصادية، بل يجب التعامل أيضًا مع الأجواء السامة في الشبكات الاجتماعية والحوار العام ومحاربة الكراهية. لقد حان الوقت لنكون واضحين في هذه المسألة، ولا نسمح بالتهاون تجاه معاداة السامية، التطرف والإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط. بالإضافة لذلك يجب تبني نهج أكثر شمولية، يتعامل مع جميع المشاكل في الشرق الأوسط من أجل تعزيز السلام.

كلمات دلالية