10 سنوات على استشهاد القائد عماد مغنيّة "روح المقاومة"

الساعة 08:45 ص|12 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بين عامَي 1982 و1992، عقد من الزمن عاشه عماد مغنية منخرطاً في مقاومة استثنائية، عشر سنوات فعل فيها الكثير الكثير.

وبين عامَي 1993 و1998، نصف عقد من الزمن، بنى خلاله عماد مغنية عالماً من الأمن والاستخبارات والعمليات النوعية، جعلت يد المقاومة هي الطولى في كل الساحات.

وبين عامَي 1998 و2008، عقد آخر من الزمن، أنجز خلاله عماد مغنية بناء مقاومة، تنجز التحرير وتمنع عودة الاحتلال، وقدم ما لم يتوقعه صديق ولا عدو.

وبين عامَي 2008 و2018، لا يزال إنتاج عماد مغنية يصرف يومياً في كل الجبهات.

10 سنوات على استشهاد عماد مغنيّة: ابن الثورتين

عشر سنوات مرّت على استشهاد «روح المقاومة» عماد مغنية، كُتب فيها الكثير عنه. عن بداياته، وألمعيّته، وصفاته التي لا مجال لحصرها. سيرته كذلك. يصعب وضعها في سياق واحد. كان عماد خلاصة تجارب كثيرة، لكن، سياسياً، وجهادياً، هو ابن ثورتين: الثورة الفلسطينية، والثورة الإسلامية في إيران.

عماد مغنيّة... إسلاميّ في «فتح»: بدايات «حاج فلسطين»

الشهيدان جهاد وعماد مغنيّة (الأول والثاني من اليسار) في إفطار في منزل أحد مرافقي السيد محمد حسين فضل الله (الأخبار)

«لا. لا يوجد لدينا شخص بهذا الاسم». بحزمٍ، ومن دون تردد أو ارتباك، نفى الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله، أن يكون في حزبه شخص اسمه عماد مغنيّة. كان ذلك ردّاً على سؤال وُجّه له في إحدى المقابلات التلفزيونيّة، في تسعينيات القرن الماضي. مرّ الزمن، حيث الأب مستلقٍ على الفراش في غرفة صغيرة، في أحد مراكز حزب الله، كان عبارة عن بيت لعائلته. يومها أحاطته العائلة، فخطر على بال ابنه أن يسأل والده: «إذا استشهدتَ، فهل سينعيك حزب الله أم سينكرك؟».

«فرصة» الاجتياح الإسرائيلي: من منظمة التحرير الفلسطينية إلى المقاومة الإسلامية

إنه حزيران من عام 1982، حين اجتاحت إسرائيل لبنان بآلياتها العسكرية وجنودها. تصل الأنباء تباعاً إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان السيد محمد حسين فضل الله، يرافقه الحاج عماد، للمشاركة في «مؤتمر يوم المستضعفين». يقطع السيد زياته، ويقرر العودة إلى لبنان، غير أن القصف الإسرائيلي كان قد أتى على مدرجات مطار بيروت الدولي، ما حال دون رجوعه، وعماد، عبره.

مغنية وسلامة: أوسلو تهديد... فلنحوّله إلى فرصة

في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، أظهرت القيادة الفلسطينية جنوحها للحل السلمي. تسبّب هذا الجو في ظهور خلافات داخل الصف الفلسطيني، ما أحدث توتراً في العلاقات بين ياسر عرفات ونائبه خليل الوزير، «أبو جهاد». فالأخير كان أحد محرّكي الانتفاضة الفلسطينية الاولى، ومن المخططين للعمليات التي نفذت في الداخل الفلسطيني. «أبو عمار» أراد استغلال هذه العمليات سياسياً، بينما كانت وجهة نظر «أبو جهاد» هي عدم استغلال الانتفاضة في الوقت الحالي (كانت لا تزال في بدايتها).

الانتفاضة الثانية: رُسُل عماد وأسلحته في فلسطين

«كان عماد يتواصل معنا يومياً للاطلاع على الوضع الميداني في جنين» (مروان بوحيدر)

بعد تحرير الجنوب عام 2000، وقف الشهيد عماد مغنية مع الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح قبالة مستوطنة «شلومي»، على الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية. ردّد شلح أبياتاً من قصيدة «الأرض» للراحل محمود درويش: «سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل / سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل». نظر مغنية إلى شلح وضرب على صدره قائلاً: «وحياتك سنطردهم».

«الرفيق رضوان» عضواً في خلية الشياح

قبل المقاومة الإسلامية، كان عماد مغنية رفيقاً من الرفاق الذين صعد نجم مطارقهم ومناجلهم في سبعينيات اليسار المزدهرة. اسمه «الرفيق رضوان»، قبل أن يحمل اسمه الحركي الأخير «الحاج رضوان».

المقاوم الذي تصدر فتيان ضاحية بيروت الجنوبية طيلة ثلاثة عقود، طرق أيضاً أبواب اليسار الكثيرة في منتصف سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يغريه تيار الصحوة الاسلامية.

حفيد «العتّال» وابن بائع البطّيخ

رحل محمود عن هذا العالم في عام «النكسة». لم يعش مع حفيده الأوّل، وقد طار به فرحاً، أكثر مِن خمس سنوات. كان يحمل إليه، كلّما عاد إلى المنزل، بعض الحلوى مِن الدكّان: ما أعزّ مِن الولد إلا ولد الولد. يأتي يُلاعبه، يُناغيه، أتراه كان يعلم أنّ ذاك الطفل الذي بين يديه، مع رفاق له، سيُغيّرون شكل عالمه؟ العالم الذي آلمه، أرهقه، أحنى ظهره «عتّالاً على البور» في بيروت.

كلمات دلالية