الأوضاع لن تكون كما سبق

تحليل "إسقاط الطائرة": رسالةٌ تؤسس لمرحلة مقبلة

الساعة 11:10 ص|10 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بعد موجة من التهديدات والتوقعات بحرب شاملة في الجبهة الشمالية مع "إسرائيل"، خلال الفترة الماضية، جاءت الطائرة "الإسرائيلية" التي أُسقطت بنيران سورية وأصيب فيها طياران "إسرائيليان" لتوقع أولى مؤشرات الحرب المقبلة.

فقد أعلن جيش الاحتلال، تحطم مقاتلة "F-16" إسرائيلية بنيران سورية، وإصابة الطيارين اللذين كانا على متنها، وسقوطها داخل الأراضي المحتلة، وجاءت في أعقاب إسقاط الجيش لطائرة إيرانية بلا طيار، أطلقت من مطار "تيفور" في منطقة تدمر في سوريا باتجاه "إسرائيل".

وفور إسقاط الطائرة "الإسرائيلية"، أعلنت حالة الطوارئ فيما تداعت حكومة الاحتلال لتقدير موقفها، وفتحت أبواب الملاجئ، خاصةً بعد أن أطلقت طائرات الاحتلال صواريخها تجاه الأراضي السورية.

رسالة صغيرة ومرحلة جديدة، هي عناوين للمحللين حول ما جرى في الصباح من قصف متبادل بين سوريا و"إسرائيل"، توقفت عند ردود أفعال كل من سوريا و"إسرائيل".

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، رأى أن ما حدث في سوريا اليوم رسالة صغيرة جداً من حزب الله وإيران بألا تفكر "إسرائيل" بالتمادي في أحلامها، وأن تفوقها الجوي أضحى شيء من الماضي، معتقداً أن الاحتلال الرسالة جيداً.

وأوضح، أن كلمة السر اليوم أمريكا فهي وحدها التي تقرر هل ستساند حليفتها لوضع لمسات أخيرة على ترتيبات المنطقة، مشيراً إلى أن الأمر أكثر تعقيداً من الدخول بمغامرة يمكن أن تتوسع لدرجة لا قبل لأحد بها.

ورأى المدهون، أن "إسرائيل" اليوم أضعف من مواجهة حزب الله وحدها وأمريكا أعقد من دخول حرب متدحرجة دون استعداد مسبق، تدشن اليوم معادلة اشتباك قوية ما بين "إسرائيل" من جهة و"إيران" من جهة أخرى في سوريا.

أما الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، فيرى أن ما حدث اليوم في الجبهة الشمالية, أسس لمرحلة جديدة في الصراع ما بين محور المقاومة ومابين دولة الاحتلال، عنوانها الانتقال من مربع توازن الرعب إلى مربع كسر معادلة القوى.

وبين، أن الطيران "الإسرائيلي" ليس مجرد سلاح تدميري لدى "إسرائيل"، بل هو عنوان الردع الصهيوني، وهو السلاح الذي يعوضها عن ضعفها الجغرافي والديموغرافي، والأساس لكل استراتيجياتها العسكرية فلا ضربة استباقية، ولا نقل المعركة لأرض العدو ولا ثنائية الطائرة والدبابة، كل ذلك بدأ يتآكل وهذا خط أحمر كبير لدى قادة الجيش والمستوى الاستراتيجي.

واعتبر لافي ذلك، سبب وجيه لاندلاع حرب, ولكن اندلاع حرب من عدمه تبقى الكلمة الفصل فيها لدى الدور الروسي في المنطقة، ومدى تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى جميع الأطراف وخاصة أن هناك تنسيق عسكري مع كلا الطرفين، فاذا استطاع بوتين تقديم قواعد لعبة جديدة وخطوط حمراء جديدة يتوافق عليه كلا الطرفين لن يكون هناك مصلحة لـ"إسرائيل" في حرب  ولكن إذا فشل بوتين بذلك فالطريق إلى حرب سيكون مفتوحاً.

كلمات دلالية