قائمة الموقع

في الجيش يشعلون كل اضواء التحذير.. هآرتس

2018-02-09T16:15:00+02:00
ليبرمان وزير الحرب الاسرائيلي
فلسطين اليوم

في الجيش يشعلون كل اضواء التحذير.. هآرتس

ولكن ليبرمان يسمح لغزة بالانتظار

بقلم: عاموس هرئيل

 (المضمون: يبدو أن وزير الدفاع يجلس على فوهة بركان وبصعوبة يشخص وجود نسمة خفيفة. ما زال هناك 12 موقع مختلف عليه على الحدود مع لبنان. رغم أن نائب رئيس الاركان هو المرشح الرئيسي لرئاسة هيئة الاركان إلا أن هذا الموضوع بعيد عن أن يكون محسوم - المصدر).

تحذير رئيس الاركان غادي آيزنكوت في بداية الاسبوع لوزراء الحكومة بشأن خطر تفجر ازمة انسانية خطيرة في قطاع غزة، ثارت عاصفة سياسية، قبل أن يتم ابتلاعها في ضجيج التحقيقات مع رئيس الحكومة وحرب الاتهامات بين نتنياهو والشرطة. هذه الاقوال كشفت عن اختلافات اساسية في الرأي وعن درجة لا بأس بها من التوتر بين المستوى السياسي والجيش حول مسألة كيفية العمل في قطاع غزة.

جلسة الحكومة بعيدة عن أن تكون منتدى مغلق، لكن الاقتباسات المفصلة من اقوال آيزنكوت لم تصل الى وسائل الاعلام من المحيطين به، بل من وزراء ليسوا من مؤيدي وزير الدفاع افيغدور ليبرمان. عندما تم نشر تحذير رئيس الاركان استخدم ضغط شديد على مكتبه من المستوى السياسي كي ينشر توضيح أو نفي للتقارير. آيزنكوت لم يتراجع. ومن صارع على زيادة الانقسام كان وزير الاستخبارات والمواصلات اسرائيل كاتس، الذي هاجم ليبرمان بشأن سياسته في غزة. موقف ليبرمان، قال كاتس، يساعد حماس بصورة مباشرة. هذا كان اغلاق واضح للحساب حول معارضة وزير الدفاع تطبيق مخطط الجزيرة الصناعية امام شاطيء غزة التي اقترحها كاتس.

ليبرمان كالعادة لم يصمت. في جلسة حزب اسرائيل بيتنا في الكنيست ادعى وزير الدفاع بأنه يحظر على اسرائيل تحمل المسؤولية عن القطاع ويجب عدم تنفيذ مشاريع اقتصادية طموحة في القطاع، قبل حل مسألة الجنود والمدنيين الاسرائيليين المفقودين في غزة. وفي مناسبة اخرى قال إن كاتس محبط من عدم امكانية تطبيق افكاره الامنية وقام بتوصيته بالتركيز على الحرب ضد حوادث الطرق التي ازداد عددها بصورة كبيرة جدا هذا الاسبوع.

 

وزير الدفاع عاد للبحث في محاضر جلسة الحكومة في يوم الاحد. وقال إن رئيس الاركان لم يبلغ الوزراء بأن الازمة قد اندلعت، بل حذر من انهيار محتمل في المستقبل. والشخص المؤهل من جانب اسرائيل لتحديد وجود ازمة انسانية هو منسق اعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآف مردخاي. ليبرمان توجد لديه وثيقتين لمنسق اعمال الحكومة في المناطق والشباك، اللذان امتنعا عن تعريف الوضع في غزة كأزمة انسانية. حسب الوزير هذا دليل على أن ما هو موجود في غزة هو ضائقة اقتصادية جذورها سياسية. واسرائيل ليست هي التي يجب عليها حلها.

اذا كان يوآف مردخاي لم يقل ذلك، فان هذا لم يحدث. ولكن عمليا القطاع قريب من الكارثة – مردخاي وزملاءه يستخدمون كل اشارات التحذير باستثناء التعريف الرسمي لازمة.

ليبرمان اتهم حماس بالمسؤولية عن التدهور بسبب تصميمها على استثمار كل ميزانيتها لبناء القوة العسكرية بدل توجيه الموارد لتحسين البنى التحتية المتهاوية. وهو يشخص اسباب اخرى لزيادة خطورة الوضع: قرار السلطة الفلسطينية اقالة أو ارسال 6 آلاف من موظفي الدولة للتقاعد والتوتر بين قطر وحماس، الذي بسببه أوقفت قطر مشاريع اعادة الاعمار بمبلغ 400 مليون دولار في القطاع. هذه حسب رأيه اسباب انخفاض عدد الشاحنات الداخلة الى القطاع في معبر كرم أبو سالم.

اذا كانت قطر لا تستثمر الاموال في المشاريع، فليس لحماس والتجار في غزة سبب للاستثمار في شراء مواد البناء. اضافة الى ذلك، حماس قررت البدء بشراء الوقود من مصر بدل اسرائيل. في كل الحالات، ليبرمان لم يجد أي خطر حقيقي في الوضع في قطاع غزة وهو ليس مستعد لاستخاذ خطوات مستعجلة. يبدو أن وزير الدفاع يجلس على فوهة بركان، لكن بصعوبة يشعر بنسمة بسيطة.

اقوال آيزنكوت التي قيلت، بصيغة مشابهة تقريبا، في المركز متعدد المجالات في هرتسليا قبل اكثر من شهر – دلت على عمق الخلافات. فهو يعتقد أنه توجد لاسرائيل مصلحة واضحة في أن لا تتفشى الأوبئة في قطاع غزة. هذه ليست مجرد اتهامات سيوجهها المجتمع الدولي الينا، أو خطر الحرب مع حماس. الجيش الاسرائيلي ربما يتفاخر بأنه طور "قبة حديدية" للانفاق، بعد القبة الحديدية الاصلية التي عالجت الصواريخ، لكن أحدا لم يخترع حل شامل للجراثيم يمنع تفشي امراض ووصولها الى مستوطنات النقب وغلاف غزة.

اختلافات في الرأي مشابهة متوقعة في قضية المساعدة التي تقدمها الاونروا للفلسطينيين. رؤساء جهاز الامن مشاركون في تحفظ اسرائيل من الاتفاق الغريب الذي يمنح الدعم الاقتصادي الكبير لاحفاد اللاجئين من العام 1948، في الوقت الذي يتم فيه اهمال ملايين اللاجئين في سوريا والعراق وتركهم لمصيرهم. كيف يخافون من أن تقليص المساعدات لغزة في هذا الوقت الاشكالي جدا سيفاقم الازمة الخطيرة أصلا.

في هذه الاثناء حدثت في الاسابيع الاخيرة عدة احداث مقلقة في الضفة الغربية. مواطنان اسرائيليان قتلا بعملية اطلاق نار وعملية طعن، و14 فلسطيني قتلوا في المواجهات مع الجيش الاسرائيلي، عدد منها حدث خلال مطاردة المخربين القتلة. في هذا الاسبوع قتلت قوة من وحدة الشرطة المختارة احمد جرار، أحد نشطاء حماس الذي ترأس خلية اطلقت النار وقتلت الحاخام رزئيل شيفح في البؤرة الاستيطانية حباد جلعاد. مطاردة قاتل الحاخام ايتمار بن غال ما زالت مستمرة. المتهم بالقتل عبد الحكيم عادل يحمل الهوية الاسرائيلية ويعيش بين نابلس ويافا. في هذا الاسبوع عندما نشرت صورته في وسائل الاعلام شخص الصورة قائد كتيبة احتياط تعمل في المناطق. هذا الشخص المتطوع في "بيت هشنطي" قام باستضافة المخرب في بيته بعد أن وجد هذا الشاب نفسه في مواجهة مع ادارة المؤسسة.

في الشباك والجيش تابعوا بقلق التطور في قضية اخرى، التي كشفت فيها السلطة الفلسطينية عن عدد من العبوات الناسفة المتطورة جدا والتي وضعت على شارع في منطقة جنين. في الايام الاخيرة قامت السلطة بعدد من الاعتقالات في هذه القضية، هذا دليل أول، بعد سنوات كثيرة، على وجود مهندس عبوات ناسفة مع قدرة عالية نسبيا.

إن انضمام كل هذه الاحداث الى عدد القتلى المرتفع نسبيا أدى برئيس الاركان الى تعزيز القوات في الضفة الغربية قبل نهاية الاسبوع. في جهاز الامن يقلقون من امكانية التصعيد في الايام القريبة القادمة، حيث ستتضافر المظاهرات الكبيرة مع محاولات تنفيذ عمليات. في هذه الاثناء التنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية مستمر رغم التوتر السياسي.

12 نقطة خلاف

تهديدات اسرائيل الاخيرة تناولت ما يجري في لبنان، لكن القصف الاسبوعي تقريبا (حسب مصادر اجنبية) حدث هذه المرة في سوريا. في ليلة الثلاثاء – الاربعاء قصف من الجو موقع مجمع الابحاث الامنية في سوريا "سيرس" في الجمرية قرب دمشق. وحسب وسائل الاعلام العربية فان اسرائيل سبق لها وهاجمت هذا الموقع على الاقل مرتين في السابق – في شهر ايلول الماضي قصفت جوا في عملية اعطيت لها اهمية خاصة، منشأة كبيرة اخرى لـ "سيرس" قرب حماة.

القصف الاخير جاء في هذا الاسبوع بعد زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للرئيس بوتين في موسكو، ويبدو أن اسرائيل تستمر في البث لروسيا وايران ولاعبين آخرين في الساحة الشمالية بأنها تصمم على علاج السلاح المتطور ضدها، وفي الاساس ضد جهود طهران لتسليح حزب الله بأنظمة تحسن مستوى دقة الصواريخ التي توجد بحوزتها.

هذا القصف جاء في ذروة هجوم جديد يقوم به نظام الاسد ضد جيوب المتمردين في وسط سوريا وشمالها، وهي عمليات تم فيها مرة اخرى استخدام فتاك للسلاح الكيميائي وتفجيرات منفلتة العقال من الجو. القسوة المتزايدة التي يظهرها نظام الاسد، مثل جهود روسيا وايران لترتيب السيطرة والنفوذ في سوريا في اليوم التالي لانتهاء الحرب، لا تكبح في هذه المرحلة جهود اسرائيل لصد تسلح حزب الله. مع ذلك، فان سؤال كيف ستتصرف اسرائيل بخصوص نية ايران اقامة مصنع سلاح في اراضي لبنان ما زال مفتوحا.

أول أمس بدأ الجيش الاسرائيلي ببناء مقطع من مقاطع الجدار المخطط له على طول الحدود الامنية مع لبنان، في رأس الناقورة. قريبا ستبدأ الاعمال في المقطع الثاني في غرب المتلة. بالاجمال، هناك اعمال مخطط لها لمسافة 11 كم، والتي يتوقع أن تستمر لعدة اشهر. لبنان يواصل الاحتجاج والتحذير من التداعيات (اعضاء مجلس الوزراء في لبنان تجولوا على طول الحدود في هذا الاسبوع) بذريعة أن اسرائيل تقوم بغزو الاراضي اللبنانية. يوجد بين الطرفين خلاف منذ انسحاب الجيش الاسرائيلي في لبنان في العام 2000 حول تموضع الحدود في 12 نقطة، وحول الحدود البحرية في نقطة اخرى تثير النقاش حول ملكية حقول للغاز في البحر المتوسط. في السابق تم التوصل الى تفاهمات حول 6 من هذه النقاط، لكن التفاهمات لم تترجم من خلال تحريك الجدار الذي يرسم الحدود على الارض.

في هذه الاثناء تبذل جهود للتهدئة من خلال قناتين، عن طريق اللجنة الثلاثية مع اليونفيل وعن طريق الادارة الامريكية، وهناك يتوسط في هذا الامر احد رجال وزارة الخارجية، ديفيد سترفيلد. ورغم ازدياد التوتر إلا أن اسرائيل تقول إن الحكومة اللبنانية وحزب الله غير معنيين بمواجهة عسكرية حول الجدار. مصدر التوتر الحقيقي يتعلق بمصانع السلاح – امكانية أن يقوم الجيش الاسرائيلي باستخدام القوة لاحباط خطة ايران، وهي عملية يمكنها أن تواجه رد عنيف من حزب الله.

جنرالات في وضع التأهب

وزير الدفاع قال مؤخرا إنه سيقرر بشأن هوية رئيس الاركان القادم قبل الاعياد، بعد نحو سبعة اشهر. آيزنكوت الرسمي كعادته بادر الى تقليص ولايته بشهر ونصف، حيث ستنتهي في الاول من كانون الثاني القادم، بدل 14 شباط، وهو الموعد الذي استبدل فيه بني غانتس. هذه الخطوة هدفت الى ترتيب ولاية رؤساء الاركان بصورة افضل وتمكين من سيحل محله من تولي المنصب في بداية السنة المالية. في هيئة الاركان يقولون إن القصة منتهية فعليا – نائب رئيس الاركان الجنرال افيف كوخافي هو رئيس الاركان القادم. هذا التقدير متعلق بالمؤهلات البارزة لكوخافي، وبجهاز التدمير الذاتي الذي شغله منافسه الاساسي الجنرال يئير غولان في نفس الخطاب الفاشل عشية ذكرى يوم الكارثة قبل نحو سنة ونصف. غولان احرق نفسه في نظر اليمين، وتلقى هجمات من نتنياهو ومن بعض الوزراء وبهذا أغلق الطريق أمام احتمال تعيينه. حسب هذا المنطق، بقي كوخافي وحده في المنافسة.

ربما يكون هذا تحليل بسيط جدا. القرار حول هوية رئيس الاركان يحسم في نهاية المطاف بين وزير الدفاع الذي سينتخب مرشحه وبين رئيس الحكومة الذي يجب عليه المصادقة على ذلك في الحكومة. نتنياهو لا يظهر أي تأثر من رئيس الاركان أو هيئة الاركان العامة – توجد لليبرمان اسباب خاصة به لعدم اختيار شخص يوصف انتخابه كأمر مفهوم من تلقاء ذاته.

في العام 2014 عشية تعيين رئيس الاركان الحالي، كان نتنياهو مشغول جدا بهذه العملية. وقد استدعى اليه غولان في مقابلة شخصية، وحتى أنه حاول دعم ترشحه. آيزنكوت الذي كان يحظى بافضلية في الخبرة على غولان، فوجيء؛ من المعقول أنه كان يأمل من غولان الذي بدا وكأنه استجاب لعرض نتنياهو، أن يتصرف بصورة مختلفة – التصرف مثلما تصرف هو نفسه في 2011 عندما قال لنتنياهو واهود باراك بأن غانتس أفضل منه، لأن لديه خبرة أكثر بقليل منه. ولكن في حينه صمم وزير الدفاع موشيه يعلون على تعيين آيزنكوت. عندها تم الاتفاق على تعيين غولان نائب أول لآيزنكوت، وبعد ذلك ينتظر المنافسة القادمة.

ليس سرا أن ليبرمان، الذي وضعه في الاستطلاعات ليس جيدا، يصر على ابقاء بصماته كوزير للدفاع. احدى طرق ذلك هي التعيين المفاجيء خارج الصندوق لرئيس الاركان القادم. تفكير كهذا يمكنه أن يفتح الطريق أمام مرشحين شباب أقل توقعا، الى جانب كوخافي. أو مفاجأة من ناحية اخرى، مثلا اعادة احد الجنرالات القدامى الى الخدمة مثل قائد سلاح الجو، أمير ايشل.

ايشل الذي يحظى بالتقدير المهني الكبير، يجر خلفه عبء خاص به، في الاساس كرجل سلاح جو، على خلفية الولاية الصادمة لدان حلوتس، رئيس الاركان في حرب لبنان الثانية. ولكن الصمت التام الذي يحافظ عليه منذ تسرحه من شأنه أن يدلل على امكانية اعادة فحص ترشحه. كوخافي ما زال المرشح الاساسي والاكثر معقولية لهذا المنصب، لكن يبدو أن تعيين رئيس الاركان القادم بعيد عن أن يكون موضوعا منتهيا.

اخبار ذات صلة