"أرجعونا الي ديارنا".. الأبعاد – والأهداف

الساعة 12:56 م|08 فبراير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: د. محمد عرندس

في ظل الهجمة المسعورة على قضايا الأمة والتي تقف على رأسها القضية الفلسطينية كان لابد من مهاجمة أكثر ما يميزها الا وهو "قضية اللاجئين"،  وتوجت هذه الهجمة بتقليص الدعم الامريكي لـ"لأونروا" وبحث قرار في الكونجرس بعدم انتقال هذا الحق الي الأبناء ، بمعنى أن اللاجئين هم فقط من هاجروا من الأراضي الفلسطينية ، والذين هرم أو مات أغلبهم  ، أي يريدون انهاء قضية اللجوء .

ومن المفارقة العجيبة أن الجميع أخذ يبحث عن كيفية تعويض الدعم الأمريكي فعقدت وتعقد المؤتمرات لذلك ، وكأن اللجوء أصبح قدر حتمي ، ونسوا أن الحل الحقيقي يكمن في "العودة ". لذلك كان لابد من اطلاق حملة " أرجعونا الى ديارنا" حينها لن نحتاج الى تلك الأموال، فاللاجئون ليسوا حفنة من المتسولين على أبواب البيت الأبيض .

ان قضية اللاجئين من أهم القضايا التي تؤرق الاحتلال وقوى الاستعمار العالمية فهي تذكرهم بحجم الاجرام الذي مارسوه في حق شعب اْقُتلع من أرضه ليحل محله شرذمة من شذاذ الأفاق  تم  جمعهم  من  أصقاع      الأرض ليكونوا خنجراً في قلب هذه الأمة ، ويكونوا خندقاً متقدماً لتلك القوى يضربون من خلاله كل من يقاومهم .

والمتتبع لقضية اللاجئين يجد أنها من القضايا التي كان وما زال يتمترس عندها المفاوض الصهيوني فيما كان يسمى " مسار التسوية أو السلام " لعلمه ما تعنيه من انهاء لوجوده ، فالعامل الديموغرافي - السكاني - يمثل خطر وجودي لكيانه ، فكيف ان تم عودة اللاجئين الى ديارهم!!.

في الجانب الاخر للأسف نجد ان اصحاب هذا الملف يتساهلون به، فتم استبدال "حق العودة والتعويض" بـ"حق العودة أو التعويض " بمعنى أنه يمكن التنازل عن حق العودة فيما لو تم التعويض ، ومؤخرا يتم تجييش كل الامكانيات لتعويض التقليص الأمريكي بدلاً من التركيز على المطلب الأساسي ألا وهوا" حق العودة" مع عدم نسياننا ضرورة أن يعيش اللاجئ حياة كريمة.

ولتصويب هذا المسار ولتذكير العالم بجوهر القضية والأزمة اطلق مجموعة من الاسرى الفلسطينيين حملة "ارجعونا الى ديارنا" فهم من غابوا بأجسادهم عنا الا انهم يعيشون بأرواحهم ووجدانهم هموم هذه الامة والتي تكون من خلال :

1-    الاعتصام في مخيمات الشتات والعالم امام المؤسسات الدولية و "الأونروا" تحديدا تحت شعار الحملة مكتوبا بكل اللغات الحية.

2-    نصب خيام للاعتصام في غزة على حدود فلسطين التاريخية دون أي احتكاك مع العدو.

3-    عدم اعطاء أي صبغة تنظيمية لهذه الحملة ، بل تكون حملة شعبية خالصة .

4-    ارفاد هذه الحملة بكل لوازم النجاح سواء من المؤسسات او التنظيمات.

5-    التغطية والدعم الاعلامي من جميع المؤسسات الاعلامية وبكل اطيافها .

6-    التأكيد ان هذه الحملة ستكون مقدمة لاقتحام الحدود – وتحديدا في غزة - وشعبنا  مستعد  لتحمل العواقب.

7-    لذلك يجب على كل من يؤمن بعدالة هذه القضية واهميتها المشاركة في هذه الحملة ولو بكلمة او رفع راية او اعتصام لكي يعيد احياء حق العودة  لكي يعلم ترامب ومن حوله اننا اصحاب حق ... لا حفنة من المستجدين لدولاراته، فكل ما نريد هو: " ارجعونا الى ديارنا".