خبر شجرة الـميلاد مطفأة .. و« الكريسماس » سجين الحصار بغزة

الساعة 07:05 ص|27 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-غزة

لم يتمكن أبو توني (38 عاماً) وأسرته من مشاركة أصدقائه وأقاربه طقوس وفرحة "الكريسماس" في مدينة بيت لحم، واضطر لقضائها في بيته بمدينة غزة تحت جنح الظلام ونقص الغاز المنزلي وانعدام حلوى وهدايا أعياد الميلاد.

لعل أسرة أبو توني إحدى العائلات المسيحية في قطاع غزة لتهنئهم وعيش طقوس وأجواء إحياء عيد الميلاد المجيد في ظل تواصل الحصار ومنع إسرائيل لبعضهم من السفر إلى بيت لحم للاحتفال.

وأوضح أبو توني الأب لثلاثة أطفال أنه تقدم كباقي المسيحيين بغزة للجهات المعنية من أجل الحصول على تصريح له ولأسرته من أجل قضاء أعياد الميلاد في بيت لحم إلا أن الرفض الإسرائيلي أجبره على قضاء الاحتفالات في بيته واقتصارها على الزيارات الشخصية وتبادل التهاني مع الأقارب والجيران بعيداً عن مظاهر الاحتفالات الصاخبة التي يشهدها العالم المسيحي في مثل هذه الأيام.

وأشار الرجل بحزن وألم إلى أن المسلمين ليسوا وحدهم في غزة من يعانون وحرموا من قضاء المناسبات الدينية المتمثلة بالأعياد "عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك" والاستمتاع بلحظاتها وأوقاتها فقط، بل طالت خيوط المعاناة لتمتد إلى شريحة المسحيين في غزة الذين ينتظرون بلهفة واشتياق استقبال أعيادهم المجيدة.

وشاهدت "الأيام" في زيارتها لبيت أبو توني عن كثب شجرة عيد الميلاد وكهف المسيح معتمين في زاوية غرفة الاستقبال بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فيما أنارت شمعتان ولمبة غاز صغيرة الغرفة ليتمكن الحضور من رؤية بعضهم بعضا.

وأوضحت أم توني التي شاركت "الأيام" اللقاء أنها كل عام تتحسر على حرمانها من قضاء الأعياد المجيدة "عيد الفصح والقيامة والميلاد الكريسماس" التي تبدأ مع بداية العام الجديد وتنتهي في التاسع من الشهر القادم، مشيرة إلى أن قلة قليلة من مسيحيي غزة تمكنوا من السفر إلى بيت لحم لقضاء الأعياد وممارسة الطقوس في كنيسة المهد ببيت لحم.

وأوضحت أن أسرتها تسكن بيت لحم ولم تتمكن من رؤية والديها للعام الرابع على التوالي، وكانت تأمل أن تراهم في الأعياد وتعيش معهم وبجانبهم فرحة الأعياد، منوهة إلى أنها اكتفت بمهاتفتهم وتبادل التهاني معهم بالدموع والشوق.

وأوضحت أم توني أنها زينت قبل أسبوع شجرة عيد الميلاد الخضراء بالعديد من أدوات الزينة واشترت "بابا نويل"، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من إضاءة الشجرة بأسلاك كهرباء صغيرة بسبب قطع التيار الكهربائي ثلاثة أيام متواصلة عن بيتها بالقرب من مدرسة العائلة المقدسة.

ولم يكن حال المواطنة منيرفا سابا التي التقتها "الأيام" في كنيسة دير اللاتين بأحسن من أم توني، وأوضحت المواطنة الممتلئة أملاً وبهجة رغم الوضع السيئ في غزة وعدم تمكنها من التوجه إلى بيت لحم أن الإسرائيليين لم يسمحوا لابنها نسيم بعبور إيريز وسمحوا لها فقط ما جعلها ترفض أن تترك ابنها وحيداً يقضي العيد في عزة.

وأشارت إلى أن المسيحيين في بيت لحم يتمتعون بأسعد لحظاتهم عند الاحتفال بالأعياد المجيدة نظراً لأن الكنسية هي مهد المسيح عيسى عليه السلام وطقوس الاحتفال بداخلها وزيارتها تعني الكثير.

وبينت أن غزة خلت من فرق الكشافة والموسيقى التي تصاحب الاحتفال والأجواء واقتصرت على الزيارات فقط.

ويبلغ عدد المسيحيين في غزة نحو ألفين، سمحت قوات الاحتلال لبضع مئات منهم بمرور معبر بيت حانون "إيريز" فقط.

وأوضحت سابا أن الاحتلال خطف الفرحة من عيون المسلمين وألحق الظلم بالمسيحيين بغزة.

وأكدت ضرورة توحد الصف الفلسطيني، مشيرة إلى أن الانقسام ألحق ضررا بالمسلم والمسيحي في غزة والجميع يطمح لحياة هادئة.

وبينما يتقاسم المسيحي والمسلم ويلات الحصار بغزة تبقى العيون تنظر صوب العالم العربي المسلم والغربي المسيحي أملاً في رفع الظلم والحصار عن الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال والحصار عنهم.