خبر جنود الاحتلال يعتدون على « العروس » ويفرّقون الحضور بقنابل الغاز والرصاص في بيت لحم

الساعة 02:01 ص|27 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: الحياة اللندنية

وجد أهالي قرية المعصرة جنوب بيت لحم أمس في مناسبة زفاف أحد أبناء القرية وسيلة للتعبير عن احتجاجهم على جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل في أراضيهم، فنقلوا حفل الزفاف والمدعوين إلى الأراضي المهددة.

 

وسار مئات من أهالي القرية والقرى المجاورة إلى اراضيهم المصادرة، يشاركهم عشرات من الناشطين الأجانب والإسرائيليين، وهم يضربون على الدفوف، وينشدون أهازيج العرس الفلسطيني التقليدي. لكن ما أن وصلوا إلى موقع الارض حتى انهال عليهم الجنود بالضرب، وبإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاط.

 

وكانت العروس ياسمين زواهرة (21 عاماً) أول من تعرض للاعتداء، فما أن وصلت إلى الموقع، آتية من صالون تصفيف الشعر، مع عدد من رفيقاتها وقريباتها، حتى دفعهن الجنود بقوة. وقال مشاركون في المسيرة إن الجنود دفعوا العروس التي كانت ترتدي فستان الزفاف الأبيض وطرحوها أرضاً.

 

وعلى الجانب الآخر من الأرض، كان العريس محمد موسى بين عشرات الشبان الذين تعرضوا للغاز والرصاص المطاطي. ودأب اهالي عدد من القرى الفلسطينية التي يتخللها الجدار على تنظيم تظاهرات سلمية أسبوعية بعد صلاة الجمعة. ويوم أمس، قرر أهالي قرية المعصرة إقامة حفل زفاف ياسمين ومحمد في الأرض المصادرة كوسيلة مبتكرة للفت الانتباه إلى ما يشكله الجدار من خطر على أراضيهم.

 

وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في قرية المعصرة محمد بريجية لـ «الحياة» إن الجنود بادروا إلى استخدام العنف ضد المسيرة، رغم كل ما فيها من مظاهر فرح واحتجاج سلمي. وأصيب شابان من القرية بالرصاص المطاطي، واعتقل ثالث.

 

واستخدم المتظاهرون حفل الزفاف منصة للاحتجاج على الحصار الإسرائيلي على غزة، وعلى الحكم الجائر الذي صدر أول من أمس بسجن الأمين العام لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات 30 عاماً. ويعزل الجدار 23 ألف دونم زراعي من أراضي قرية المعصرة وقرى جنوب بيت لحم المجاورة لها.

 

وينظم أهالي هذه القرى منذ عامين مسيرات احتجاج سلمي للفت انتباه العالم إلى قضيتهم. واستخدموا الجمعة الماضي احتفالات عيد الميلاد منصة للاحتجاج، فارتدى عشرات منهم زي «بابا نويل»، وتوجهوا إلى موقع التظاهر. لكن الجنود، كالعادة، قابلوا «بابا نويل» بسترته الحمراء ولحيته البيضاء الطويلة، بإطلاق الغاز الخانق والرصاص المطاط.

 

وبدأت ظاهرة الاحتجاج السلمي ضد الجدار في قرية بلعين غرب رام الله في السنوات الأولى لإقامة الجدار، ثم انتقلت إلى عدد من القرى الأخرى. وقال منسق «اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار» في الضفة الغربية جمال جمعة لـ «الحياة» إن الاحتجاج السلمي ضد الجدار هو الأسلوب الشعبي الوحيد الباقي لمقاومة الاحتلال. وأضاف: «في ظل الانقسام، وتراجع كل أشكال النضال الأخرى ضد الاحتلال، فإن النضال السلمي الشعبي ضد الجدار هو الأسلوب الوحيد الذي يحافظ على النفس المقاوم