الإعلام "الإسرائيلي" وصناعة الفتنة.. عبد الله الشاعر

الساعة 09:52 ص|01 فبراير 2018

فلسطين اليوم

كضحيّة لا تقاوم حتميّة الانبهار بجلّادها، يتلقف الشارع الفلسطيني الأخبار التي يدسّها الإعلام الصهيونيّ كالسمّ في العسل، وكجلّاد خبر جروح ضحيّته المفتوحة كلّها.

يعرف الاحتلال أين ومتى يرشّ السكّر على موتنا، لنقيم وليمة العزاء، وأين ومتى يرشّ الملح على الجراح، فنتلوى ألما!

ينشر في صحافته الصفراء الكاسدة دسائسه، فيتلقّفها رعاة الفتنة، من طرفي الانقسام ليعيروا بها بعضهم، ثم يمرروها  ككرة مهترئة للمتصيّدين في الماء العكر، من هواة الندب على الحال من الاعلاميّين الصغار، الذين لا يجدون الشجاعة لتغطية أخبارنا المشرّفة، فيلتقطونها بشباكهم ويعاملونها كحجارة كريمة، وكأنّهم بتلك الأخبار الصهيونيّة المفتعلة، قد حازوا السر! ويبيعونها للمؤمنين بنظريّة المؤامرة، ليتشدّقوا بامتلاكهم مفتاح الحكاية، ثم يتخلصون منها كملابس قديمة يلقيها البسطاء على أجساد أحلامهم العارية، فيبدو المستقبل رثّاً باليا!.

وفيما نحن نلوك تلك الأخبار، يمضي الاحتلال إلى أهدافه، ونرتكس نحن في حسرتنا! فمنذ متى كان الصهيونيّ عدلاً ثقةً، يؤخذ من قوله ولا يُردّ؟ ومتى كان الإعلام خارج ميادين الحرب؟ وإلى متى سنظلّ في حيرتنا كالتائه في الظلام الحالك، نلتفت إلى كلّ عود كبريت يشعله لنا الاحتلال بأخباره الملفّقة، ودسائسه المكشوفة؟! فلا نحقّق شيئا عدا الجري من شعلة لأخرى دون أن نبرح سجننا الكبير؟ وإلى متى سنظل نشتبك مع بعضنا، والاحتلال يصبّ زيته على نارنا وقضايانا تحترق؟