خبر لا يكفي رفع حاجب المحافظ .. هآرتس

الساعة 12:54 م|26 ديسمبر 2008

بقلم: أسرة التحرير

تدل المعطيات على أن الجهاز الاقتصادي في تباطؤ حقيقي. فالايرادات من الضرائب تنخفض، والاقالات تزداد، وقطاع الاعمال في تقلص وتوفير. لكن كي لا يتدهور التباطؤ الى كساد حقيقي ينبغي علاج مرض مالي شديد وهو اجماد الاعتماد. لانه لا يوجد عمل يستطيع الاستمرار في الوجود من غير ان يجدد البنك خطوط اعتماده، ولا يمكن النمو والزيادة من غير أن يزيد البنك مقدار القروض. لكن البنوك تأخذ بتوجه معاكس. فهي تقلص الاعتماد وتخفي سعره وتزيد بذلك خطر أن يصبح التباطؤ كسادا حقيقيا.

أخذ محافظ بنك اسرائيل ستانلي فيشر الى الان بسياسة خفض سعر المال الذي يزود به البنوك. امل فيشر انه عندما يصبح المال أرخص فسيصبح أجدى على البنوك ان تعود الى الاقراض لانه سيقل خطر اعادة الاعتماد. لكن البنوك تعتقد اعتقادا مختلفا فهي تقف اعطاء الاعتماد بزعم القلق على استقرارها.

المشكلة هي ان البنوك فضلا عن انها لا تقرض ترفع جدا ايضا سعر الاعتماد بالرغم من أن المحافظ خفض سعر المال. وهكذا تزيد الفرق المالي أي ارباحها. انها تفعل ذلك لتعويض انفسها من الخسائر التي احدثتها لها استثمارات فاشلة نفذتها في السوق المالية. أي ان قطاع الاعمال والزبائن الخاصين يملأون الان خزائن البنوك التي فرغت.

هذا الاسبوع تابع المحافظ محاولته زيادة السيولة في الجهاز الاقتصادي وخطا بضع خطوات ترمي الى خفض سعر الاعتماد. واقترحت المالية ايضا خطة تقول انها ستعطي البنوك ضمان دولة بمقدار 6 مليارات شاقل لتستطيع تجنيد مال جديد، وسيصبح لها بذلك مصادر اخرى لاقراض المال لقطاع الاعمال. لكن للبنوك مصالح اخرى. فهي حقا تريد الحصول على الضمانات وتجنيد المال لكن لا كي تعطيه قروضا لقطاع الاعمال بل لكي تحسن وضعها المالي. لانه بحسب قوانين بازل 2، مضطرة هي الى أن تصل الى نسبة ربح مال بنسبة 12 في المائة حتى نهاية 2009 وما يزال اكثر البنوك بعيدا عن هذه النسبة الى الان.

لهذا حان وقت ان يعمل المحافظ في اتجاه آخر. عليه أن يطلب الى اصحاب السيطرة في البنوك ادخال اليد عميقة في الجيوب وزيادة مال البنك. عليه أن يطلب اليهم ايضا الاعلان بتخلٍ تام كامل عن تقسيم الارباح. وبهذا يتحسن ربح البنوك وتستطيع اعطاء الجمهور العريض قدرا اكبر من القروض.

ان بنوكنا تسيطر عليها "في الاكثر" اصحاب سيطرة جرى عليهم مسار طويل مرهق من فحص ملكهم المالي. كل جماعة ارادت ان تشتري بنكا فحصت ليعلن ما هي قوتها المالية وما هي قدرتها على ان تحول للبنك مالا جديدا زمن أزمة. والان هذا وقت أزمة.

توجد دول مثل انجلترا يكفي فيها ان يرفع المحافظ حاجبه لتدرك البنوك ما يجب عليها فعله. وليست الحال كذلك في اسرائيل. فلم يكتفِ المحافظ برفع حاجبه بل طلب اليها علنا وبصراحة زيادة اعطاء الاعتماد لكنها ترفض.

لهذا حان وقت الاخذ بخطوة حازمة لزيادة مال البنوك لاحراز الهدف المهم حقا الا وهو منع تحول التباطؤ الى كساد.