خبر أسرى عوفر: جلادو السجن وسجانيه يواصلون حربهم النفسية والجسدية بحقنا

الساعة 11:15 ص|26 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : رام الله

كل من يتذكر معسكر "عوفر" في أيامه الأولى من أواخر آذار من العام 2003 يتمنى ألا يعود إليه أبداً، ذلك لأن "منجم العذاب" هذا يعبر سابقاً وحالياً عما تفتقت عنه عقلية الاحتلال الإسرائيلي من قسوة في الهمجية وسادية في الإذلال بحق كل من وقع فريسة تحت خيامه البالية، التي لم تكن سوى غطاء ينساب من بين ثقوبها مطر الشتاء، مثلما هو الحال لترابه الأبيض الذي لم يكن سوى بساط للنوم، هذا إن كان هنالك نوم معتاد.

ذاك التراب كان يتحول إلى "طين مجبول بالماء، مانحاً قالبه لجسدٍ مثخن بالتراب المبلول، الذي تراكم، إلى نفسٍ تكالبت عليها صنوف شتى من التعذيب والاضطهاد".

ولا يزال جلادو هذا السجن وسجانوه يواصلون حربهم النفسية والجسدية بحق مئات من المعتقلين الفلسطينيين، فقبل أيام اقتحموا إحدى الأقسام وقاموا بتقييد وحجز العشرات من الأسرى لأكثر من ستة ساعات، كما أن إدارة السجن سلبت من المعتقلين كثيراً من حقوقهم ومطالبهم وانجازاتهم، هذا إلى جانب ما تفرضه عليهم من إذلال وهوان دائم.

هذا الأمر بالطبع، لم يسكت عنه المعتقلون، فكيف يصمتوا وقد دخلوا "مدفن الأحياء" وهم أحرار، وكعادتهم لا يمكن أن يصمتوا على إهانة محتل وسادية جلاد.

وأمام كل ذلك هبوا هبة رجل واحد منددين بهذه الممارسات الإسرائيلية الهمجية، الأمر الذي بادلهم فيه أولئك السجانون المجرمون بالرصاص وقنابل الغاز والهراوات والكلاب والماء الساخن، وهو ما أحدث إصابات تزيد عن الستين حالة ما بين إصابة أو إغماء أو رضوض وغيرها.

وفي ظل هذا المشهد لم يستسلم المعتقلون لذلك التعسف والإجرام الإسرائيلي، بل قاموا بمعاودة الاحتجاج ورمي الجنود بالأحذية وكل ما وجد بين أيديهم، إلى جانب حرقهم لتسعة خيام (وفق ما قال أحد المعتقلين لفلسطين).

وقال الأسير في اتصال هاتفي :"إن إدارة السجن صادرت "الكانتينا" الخاصة بالمعتقلين والكثير من الأدوات والمخصصات من السجائر والحلويات وكذلك أجهزة التلفاز"، مؤكدا أن الوضع في السجن ما زال متوتراً، خاصة في ظل الإضراب العام والمتواصل الذي ينفذه المعتقلون.

وقال معتقل آخر :"إن إدارة السجن لا زالت تمارس أعمالاً استفزازية، جردتنا من كل ما نملك بما في ذلك الخيام"، موضحاً أن الأسرى يريدون من إضرابهم "وقف التفتيش اليومي، والاقتحامات المفاجئة، وعدم استخدام الكلاب البوليسية في عمليات التفتيش، وإنهاء عملية تكبيل الأسرى داخل المعتقل، والاهتمام بالمرضى، وتحسين نوعية الطعام، واستبدال الخيام البالية"، موضحا أن سجون الاحتلال ما هي إلا "مسالخ بشرية" تفتقر إلى أبسط الاحتياجات الإنسانية.

وحذر الأسير من انتفاضة شاملة وعارمة للمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مضيفا :"إن ما يعانيه معتقلوا "عوفر" يمر بمثله معظم الأسرى في السجون الإسرائيلية"، مطالباً المؤسسات الحقوقية العالمية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن الأسرى أو حتى للتخفيف من معاناتهم على أقل تقدير.