تقلص المقلص لإنهاء الخدمات بالكامل

مخيمات الضفة تحتج على سياسة الأونروا

الساعة 06:18 م|28 يناير 2018

فلسطين اليوم

تقارن أم عماد (55 عاما) بين ما كانت تتلقى من خدمات في السابق من وكاله الغوث الدولية " الأونروا" من مكتبها في رام الله، وهذه الأيام التي باتت تقتصر خدماتها على ما تقدمه عيادة المخيم من أدوية بسيطة وخدمات التعليم في المدارس.

أم عماد من مخيم الأمعري الواقع ما بين مدينتي رام الله والبيرة، قالت إن الخدمات في السابق كانت تشمل كل أبناء المخيم، فكانت الخدمات المقدمة للأطفال والمرضى والعاطلين عن العمل وللشباب والحوامل ومساعدات ترميم المنازل وإعادة تأهيلها، إلى جانب الخدمات الإغاثية السريعة وخاصة للعائلات التي تتعرض للاقتحام منازلها وهدمها من الاحتلال، في حين باتت اليوم لا تشمل إلا الحالات الأكثر فقرا في المخيم، وفي نطاق الصحة وتشغيل البطالة فقط.

يعمل زوج أم عماد، وهي من مدينة اللد قبل لجوء عائلتها إلى المخيم، في سوق الخضار القريب "الحسبة" ولديها عشرة أبناء، تزوج عدد منهم ولا يزال لديها من تعليهم في البيت. تقول إن زوجها لا يعمل كل الأيام بسبب مرض أصابه في رجليه، ويحتاج إلى علاج بشكل دائم، أحيانا لا يتوفر في عيادة المخيم، مما يضطرها إلى شرائه من الصيدليات على نفقتها الخاصة، تتابع:" أحيانا لا أجد الدواء في عيادة المخيم، وبسبب الأوضاع المادية الصعبة لا أشتريه ويبقى لأيام بلا دواء".

أم عماد كما غيرها من العائلات في المخيم تخشى من أنباء تقليص ميزانية الوكالة، قالت:" ما فائدة كرت الوكالة مع كل هذه التقليصات، لم يبق شيء تقدمه لنا، الفقر في كل بيت".

مخيم الأمعري، والذي يسكنه أكثر من سبعه آلاف لاجئ، يعاني من نسبه عالية من الفقر والبطالة تتجاوز 40%، حسبما يقول "جهاد طملية" من لجنة خدمات المخيم، حاله حال كل المخيمات في فلسطين والشتات.

وقال طملية:" هذه التقليصات الهدف الأساسي منها سياسي، لشطب قضية اللاجئين، فالوكالة التي تشكلت بالأساس من أجل إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء خدماتها يعني إنهاء قضية اللاجئين".

غضب اللاجئين في مخيمات الضفة اتجاه هذه التقليصات اتخذت أشكال احتجاج مختلفة، ففي مدينة رام الله كانت الاعتصامات اليوم الأحد (28 يناير) على أبواب المخيمات تعبيرا عن الرفض والاحتجاج لسياسية التقليصات التي تنتهجها وكاله الغوث منذ سنوات وتستمر بها حتى الأن.

يقول طملية:" هذه الوقفات رسالة احتجاج وغضب من وكاله الغوث على جميع الأصعدة سواء على صعيد التعليم أو الصحة أو الإغاثة، بحجة عدم وجود الميزانيات، وهو ما نرفضه تماما، فالتمويل موجود ولكن الهدف هو للضغط على السلطة لأغراض سياسية، والتقليص لأنهاء نهائي لخدمات وكاله الغوث".

وأشار طملية إلى تقليصات جديدة طالت كل نواحي الحياة من بينها الصحة والتعليم وهما القطاعين اللذان تعهدت الوكالة أكثر من مرة إن التقليص لن يشملهما، فاليوم الحديث عن فصل أكثر من 150 معلما، ونسبة الطلاب في الصفوف كانت لا تتعدى 30 ولكن اليوم نرى أن العدد تجاوز الـ 50، إلى جانب إغلاق مستشفى الوحيد الموجود في الضفة للاجئين.

وقال طملية إن المطلوب حاليا من السلطة العمل على تشكيل ضغط على وطالع الغوث لاستمرار خدماتها للاجئين، وان تقوم بحملة دبلوماسية وسياسية للدول العربية والدول العالم من أجل تشجيع على الاستمرار لتقديم المساعدات لوكالة الغوث.

كلمات دلالية