خبر مصدر فلسطيني : جفاء صامت بين « حماس » والقاهرة يحول دون استئناف الحوار

الساعة 11:01 ص|26 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - دمشق

كشف مصدر سياسي فلسطيني رفيع المستوى، النقاب عن أنّ أي تأخر في استئناف الحوار الوطني الفلسطيني وإزاحة العقبات التي لازالت تحول دونه، سيعمق ليس فقط الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، بل وسيوسع الفجوة التي تظهر حيناً وتختفي حيناً بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومصر، ثم بين مصر وسورية من جهة أخرى.

 

وأشار هذا المصدر الفلسطيني الذي تحدث لـ "قدس برس" وطلب الاحتفاظ باسمه، إلى أنّ الحديث عن أنّ مصر وجهت دعوة للفصائل الفلسطينية للحضور إلى القاهرة لبحث سبل استئناف الحوار الوطني والتمديد للتهدئة، "ليست معلومات دقيقة، ولا تعكس حقيقة الموقف المصري"، الذي عبر عنه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يوم أمس الخميس، بأنّ القاهرة مستعدة للدعوة إلى الحوار إذا طلبت الأطراف منها ذلك.

 

واعتبرت المصادر أنّ هذه الإشارة هي رسالة مباشرة إلى "حماس" بالطلب من مصر التدخل لإعادة الحوار، وهي خطوة إن أقدمت عليها "حماس" فلا بد أن تستجيب لشروطها المصرية، وهي القبول بالورقة السابقة التي تقول "حماس" إنها "فتحاوية بامتياز".

 

ولفت المصدر الانتباه إلى أنّ "حماس" التي طالبت ولا تزال تطالب بوسيط "محايد" بينها وبين "فتح"؛ تتعرض لعملية استنزاف من أطراف مختلفة، هدفها جر "حماس" إلى الانصياع للحوار والتهدئة بشروط "فتح" والقاهرة.

 

وأكد المصدر أنّ التصريحات التي كانت صحيفة "القدس العربي" قد نقلتها عن وزير المخابرات المصري عمر سليمان عن مطالبته بما سماّه "تأديب" قيادة "حماس" التي وصفها بـ "العصابة" ليس فقط في غزة وإنما في دمشق كذلك، هي جزء من محاولة القاهرة الضغط لإضعاف "حماس" وإجبارها على القبول باستحقاقات الحوار الوطني بشروط الرئيس محمود عباس والتهدئة بالشروط الإسرائيلية.، كما قال.

 

وأوضح المصدر أنه وتحت هذه الجفوة الصامتة بين حركة "حماس" والقيادة المصرية، يتم تجاهل المطلب الفلسطيني بضرورة فتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية والغذائية القادمة من كل أنحاء العالم إلى غزة، وهو الإجراء الذي تمتنع مصر حتى الآن على اتخاذه، وتتحدث في الوقت نفسه عن أنّ حركة "حماس" قامت بضرب بوابة معبر كرم أبو سالم بالصواريخ‏، ما أدى إلي قيام الجانب الإسرائيلي بإغلاق المعبر، وعدم دخول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات للقطاع‏. وأضاف المصدر "كيف يمكن لمصر أن تغلق معبر رفح الذي هو معبر فلسطيني ـ مصري، وتذهب لإيصال سبع شاحنات لا تكفي قطاع غزة لساعتين عبر معبر يخضع للاحتلال الإسرائيلي"، وفق تعبيره.

 

وذكر المصدر أنّ التواصل بين "حماس" ومصر لم ينقطع إلى حد الآن، لكنه أكد أنه ليس اتصالاً من النوع الذي يمكن أن يقود إلى وجود مبادرة جديدة لاستئناف الحوار الوطني، أو الحديث من أجل تجديد العمل بالتهدئة، على حد تقديره.