خبر حملة تضامن واسعة مع الأسيرة فاطمة الزق ووليدها يوسف (أصغر أسير فلسطيني)

الساعة 08:18 ص|26 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : رام الله

بأي قانون يحرم الأب من مشاهدة طفله وضمه لصدره؟ وأي شريعة التي تجيز أن يولد الطفل مع والدته في السجن فتتفتح عينيه على عذابات وآلام السجون محروما من طفولته وابسط حقوقه حتى انه يبكي عندما يشاهد الجنود الرجال؟، أسئلة طرحتها بحسرة ومرارة الأسيرة فاطمة يونس الزق على محامية نادي الأسير التي زارتها في سجن "تلموند" الذي تقبع فيه مع ابنة شقيقها المعتقلة روضة حبيب منذ اعتقالهما في 20 /5/2007 على حاجز "ايرز".

وأضافت الأسيرة الزق :" حزنت من كل قلبي عندما شاهدت التقارير على الفضائيات قبيل وبعد عملية الافراجات الأخيرة ولم يتذكر أحد طفلي حتى بالاسم، فإلى متى يستمر هذا الإهمال الذي ندفع ثمنه غالياً في ظل الأوضاع المتردية في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ؟؟".

منع الزيارات

ورغم صبرها واحتمالها شدة السجن وظروفه الصعبة فان الزق عبرت للمحامية عن حزنها الشديد لاستمرار قوات الاحتلال بحرمان أسيرات وأسرى قطاع غزة من الزيارات منذ أكثر من عام.

وقالت:" الأشد ألما حتى من ظلمة السجن وعذاباته انقطاعنا عن الأهل وحرماننا من الزيارات فانا أعيش عذابا يوما لأني محرومة من مشاهدة زوجي وأطفالي الثمانية ومنذ حوالي شهر ونصف لم يزرني احد من المحامين أو المؤسسات حتى أصبحت اشعر بأنني منقطعة عن العالم الخارجي".

وأضافت:" أن وضعنا كأسيرات غزة خاصة بحاجة لمتابعة دائمة والشيء الوحيد الذي يخفف عنا هو سماع أصوات أولادنا أحيانا على الإذاعات المحلية ولكن ذلك لا يغني عن زيارات أهالنا في غزة لأننا نعيش قلق وتوتر وخوف دائم بسبب انقطاع أخبار الأهل لذلك نطالب الرئيس محمود عباس ووزارة شؤون الأسرى بالاهتمام بقضية أسيرات وأسرى غزة لأن تجاهل حالتنا يؤثر على نفسياتنا كثيراً".

وذكرت محامية نادي الأسير بأنها "لاحظت خلال زيارة فاطمة أن نفسيتها مرهقة لعدم رؤيتها لأولادها منذ لحظة اعتقالها".

حرمان حتى الرسائل

وذكرت الأسيرة الزق أن "الإدارة لا تكتفي بحرمان أسرى القطاع من الزيارة فحتى الرسائل التي نرسلها أو التي يبعث بها أهلنا لا تصلنا لأنهم يريدون عزلنا عن العالم وفرض كل أشكال العقاب علينا".

وأضافت :"حتى في الأعياد لم نتمكن من التواصل مع أهلنا وهذا هو العيد الرابع الذي استقبله بدون عائلتي وأهلي والعيد الثاني على يوسف ابني الأسير بعيدا عن أبيه الذي لا يعرفه وعن إخوته وأجداده".

وتابعت تقول:" ولكن رغم الألم والفراق طلبت من إدارة السجن السماح لي بالاتصال مع أسرتي هاتفيا قبل العيد ولكنهم رفضوا بحجة إنني أجريت مكالمة قبل عدة شهور وهي مبررات واهية لذلك طالبت نادي الأسير بالعمل على متابعة إحضار رسائل من أسرتها للاطمئنان عليها".

واستطردت تقول:" منذ عامين ونحن نتجرع المرارة والظلم فإلى متى هذا الصمت القاتل على هذا الوضع دون دانى اهتمام فهذا ظلم كبير؟ ولماذا لم يذكر ابني الصغير ولم يتحرك أصحاب الضمائر وقت التبادل والافراجات حتى بالإعلام لم يذكر وجوده علما انه يشارف على إكمال العام من عمره فماذا ينتظر المسؤولين هل الضمائر ماتت ولا يوجد ضمائر حية ؟؟".

وأبلغت الزق محامية نادي الأسير أن السلطات الإسرائيلية قررت عقد جلسة محاكمة للنظر في ملفها في 1/1/2009 علما انه لدى اعتقالها لم تكن تعلم بأنها حامل وتمت متابعة قضيتها بشكل مكثف من خلال محامي نادي الأسير الذين تمكنوا من الحصول على تصريح لأن تضع مولودها بدون قيود.

حملة تضامن

وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير :"إن النادي أطلق أمس حملة واسعة للتضامن مع الأسيرة الزق وطفلها يوسف"، مطالباً كافة المؤسسات بالضغط على سلطات الاحتلال لإلغاء كافة الإجراءات التعسفية التي يدفع ثمنها طفلها وبالعمل للإفراج الفوري عنهما وتكثيف كل الجهود لتنظيم مسيرات واعتصامات حاشدة في يوم محاكمتها للمطالبة بإطلاق سراحها.