يا درعي، رواندا ليست ديارهم -هآرتس

الساعة 01:06 م|25 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

"العودة الى الديار"، هكذا يسمي وزير الداخلية، آريه درعي حملة ابعاد طالبي اللجوء من اسرائيل، رغم أن المرشحين للابعاد هم مواطنو ارتيريا والسودان، والنية هي ان يفرض عليهم المغادرة الى رواندا. من ناحية درعي، دولة اخرى في افريقيا هي ديارهم، حتى لو لم يكونوا فيها ابدا، لا يتكلمون لغتها، ثقافتها غريبة عليهم، وهناك لا يعرفون احدا. "هم يعودون الى مكانهم الطبيعي"، قال اول امس في مقابلة مع صوت الجيش واضاف: "ليت كل دولة كانت تعاملهم مثلما تعاملنا نحن معهم".

 

بخلاف اقوال درعي، لا يمكن لاسرائيل أن تتباهى بمعاملتها مع طالبي اللجوء. فقد فعلت الدولة كل ما في وسعها كي تثقل عليهم، تُيأسهم وتدفعهم لان يغادروا. فالضغط عليهم لم يتوقف حتى بعد اقامة الجدار على الحدود المصرية ووقف دخول غيرهم من طالبي اللجوء. اكثر من 20 الف غادروا اسرائيل في السنوات الاخيرة. كثيرون منهم كانوا يسمون في اسرائيل "متسللون" اعترف بهم في دول غربية اخرى كلاجئين وحصلوا على حقوق رفضت اسرائيل منحها لهم.

 

ولكن حتى مع 40 الف طالب لجوء رفضوا المغادرة رغم الضغوط، التهديدات، انعدام الحقوق وحتى الحبس في منشأة حولوت، فان اسرائيل غير مستعدة لان تتقبلهم. وزارة الداخلية تجر الارجل لسنوات في فحص طلباتهم للجوء، ومعدل الاعتراف باللاجئين هو الادنى في العالم الغربي. صحيح أن درعي صرح بان هذه ليست حملة ابعاد ولكن لا توجد اي طريقة اخرى لوصف قرار الحكومة الطرح على طالبي اللجوء الخيار بين المغادرة الى دولة اجنبية في افريقيا وبين الحبس بلا قيد زمني.

 

تعلن اسرائيل المرة تلو الاخرى بانها توصلت الى تسوية مع دولة ثالثة، يحصل فيها المبعدون على مكانة وحماية، ولكنها ترفض الكشف عن اسم الدولة وعن الاتفاق، رغم أنه معروف ان المقصود رواندا. وأول أمس نفت حكومة رواندا ان تكون وقعت على اتفاق وامس شدد نائب

 

وزير الخارجية بانه بلاده لن توافق على استيعاب اناس يرسلون اليها خلافا لارادتهم. "سياسة الابواب المفتوحة عندنا لا تنطبق الا على من يأتون الى رواندا بارادتهم دون اي اضطرابات.

 

تثير تصريحات النفي القاطعة من رواندا القلق وتؤكد الحاجة الى كشف الاتفاق، اذا كان موجودا. لا يمكن لاسرائيل ان تتجاهلها وتبعث بالناس الى دولة تنفي ان في نيتها أن تستوعبهم. وحيال مخططات الحكومة المرفوضة فان مبادرات المواطنين تبث الامل. فلموجة الرسائل، العرائض والمظاهرات ضد الابعاد انضم ايضا طيارون ورجال طواقم، دعوا شركات الطيران الى رفض نقل طالبي اللجوء بخلاف ارادتهم. الى جانب ذلك تعهد الكثيرون لاعطاء الحماية لطالبي اللجوء وادخالهم الى بيوتهم. لعل هؤلاء يدفعون درعي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى وقف هذه السخافة في اللحظة الاخيرة.

 

كلمات دلالية