دراسة: 84.7% من الإعلاميين الفلسطينيين يمتلكون هواتف ذكية

الساعة 08:52 م|24 يناير 2018

فلسطين اليوم

كشفت دراسة علمية بحثية متخصصة حديثة أعدها الباحث د. نعيم فيصل المصري أستاذ الإعلام المساعد بكلية فلسطين التقنية في دير البلح أن الإعلاميين الفلسطينيين يستخدمون الجوال من النوع الذكي أكثر من غيرها من أنواع الجوالات الأخرى.

وجاءت نسبة استخدام الهواتف الذكية -بحسب الدراسة- 84.7%، في حين من يستخدمون الجوال العادي بلغت نسبتهم 15.3%.

كما أكدت الدراسة أن الجوال من أكثر الأجهزة استخداماً من قبل الإعلاميين عند الولوج إلى شبكة الانترنت.

وأشارت الدراسة التي جاءت تحت عنوان استخدامات الإعلاميين الفلسطينيين الهواتف الذكية في المجال الإعلامي أن تطبيقي WhatsApp وFacebook messenger تصدرا قائمة تطبيقات الدردشة التي يستخدمها الإعلاميين الفلسطينيين عبر الجوال ثم تطبيق Viber .

وبينت الدراسة التي نشرت نهاية شهر يناير الحالي في المجلة العربية للعلوم الإنسانية التي تصدر عن مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت أن الدخول إلى الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتوتير ويوتيوب من أكثر الاستخدامات التي يمارسها المبحوثين عبر الجوال ، تلاها إرسال واستقبال الرسائل النصية ، في حين جاءت أقل الاستخدامات التي يمارسها المبحوثين عبر الجوال الاستماع إلى الإذاعات عبر الإنترنت ، ومشاهدة القنوات الفضائية ومقاطع الفيديو .

وأكدت الدراسة التي أجريت على عينة قوامها 450 مفردة من الإعلاميين الفلسطينيين أن شبكة التواصل الاجتماعي Facebook من أكثر استخدامات المبحوثين لشبكات التواصل الاجتماعي عبر الجوال ،في حين جاء YouTube في المرتبة الثانية ، وأقل استخدامات المبحوثين شبكتي MySpace و Linkedin ، كما أن أكثر استخدامات المبحوثين للتطبيقات الإعلامية عبر الجوال في تحرير الصور ، تلاها بعد ذلك تحرير الأخبار ، وأدناها الرسم والتصميم والجرافيك .

وأوضحت الدراسة أن المحادثة والتخاطب والتواصل مع الزملاء الإعلاميين من أكثر أوجه استفادة المبحوثين من الهاتف المحمول في مجال عملهم الإعلامي ، تلاها تسهيل عملية نقل الأخبار والأحداث بسرعة ودقة عالية في المرتبة الثانية ، في حين جاءت أدنى أوجه الاستفادة من الهاتف المحمول في العمل الإعلامي إعداد وجمع وإنتاج المادة الإعلامية عبر تطبيقات الجوال بيسر ، ثم تدعيم وتنويع مصادر المواد الإعلامية .

وبينت الدراسة أن الهاتف المحمول ساهم في الوصول إلى كم كبير من المعلومات بسرعة وقلل من عناء الحصول عليها من وجهة نظر المبحوثين أكثر من غيرها ، ثم مساهمة الهاتف في زيادة الثقافة المعرفية في مختلف المجالات في حين أدنى مساهمة كانت في تلبية جميع الاحتياجات المهنية ، وتوفير الصور والتصاميم والفيديوهات الداعمة من وجهة نظر المبحوثين.

وأوضحت الدراسة أن إتاحة الانترنت بسهولة من أكثر الخدمات التي تقدمها شركات الهاتف المحمول للإعلاميين ، تلاها الرسائل القصيرة sms ، في حين رأى المبحوثين أن أسعار خدمة الإنترنت التي تقدمها شركات الهاتف المحمول مكلفة ، ثم تغطية إرسال شركات الهاتف المحمول للاتصال بالإنترنت سيئة ، كما بينت الدراسة أن توصيل الأخبار للجمهور عبر تنبيهات الرسائل القصيرة من أكثر الخدمات الإعلامية التي تقدمها المؤسسات التي يعمل بها المبحوثين للجمهور ، في حين توصيل الأخبار للجمهور عبر المستعرض احتلت المرتبة الثانية ، وكانت أدنى الخدمات خدمة التسوق ( شركات ومؤسسات تجارية) ، وخدمة "الرسائل الصوتية" .

وأشارت الدراسة أن المواقع الإلكترونية أكثر المصادر التي يستقي منها المبحوثين المعلومات ، تلاها الشخصيات المهمة في المرتبة الثانية ، في حين جاءت مصادر المعلومات الأقل اعتماداً من قبل المبحوثين الأسرة والأصدقاء والأقارب ، والندوات والمؤتمرات ، وبينت الدراسة أكثر الوظائف التي يعمل بها الإعلاميين الفلسطينيين وظيفتي التحرير والمراسلة إذ جاءت في المراتب الأولى في حين وظيفتي تقديم البرامج والكتابة جاءت في أدنى مراتب الوظائف الإعلامية للمبحوثين ، كما أن المبحوثين يعملون بالمؤسسات الفلسطينية أكثر من غيرها من المؤسسات، إذ جاءت نسبتهم 82.7% في حين من يعملون في المؤسسات العربية بلغ نسبتهم 10.7% وأدناها العمل في المؤسسات الأجنبية .

وأوضحت الدراسة أن أكثر الظروف التي يزداد فيها استخدام المبحوثين الانترنت عبر الجوال عند ووقوع أحداث ضخمة وبحاجة إلى معرفة الجديد في موضوع معين إذ جاءت في المراتب الأولى في حين أوقات الفراغ والمناسبات والأعياد جاءت في أدنى مراتب ظروف استخدام المبحوثين للانترنت.

وبينت الدراسة أن أهم سبل استثمار الهاتف النقال في تطوير الخدمات الإعلامية للإعلاميين من قبل المبحوثين تمثل بدايةً في ضرورة تزويد الإعلاميين من قبل المؤسسات التي يعملون فيها بأجهزة اتصال حديثة كالجوالات الذكية لمواكبة الأحداث والتطورات بسرعة ، تلاها توفير اتصال مستمر بشبكة الإنترنت عبر الهاتف النقال وبسرعات عالية.

توصيات الدراسة

وأوصى د. المصري كافة الجهات معنية وخاصة وسائل الإعلام المختلفة ووزارة الإعلام ونقابة الصحفيين الفلسطينيين بضرورة إتقان الإعلاميين الفلسطينيين لكيفية إعداد وإنتاج وتدعيم وتنويع مصادر المواد والمحتوى الإعلامي عبر تطبيقات الجوال بما يعزز المهنية والموضوعية في العمل الإعلامي وتزويدهم بأجهزة اتصال حديثة كالجوالات الذكية لمواكبة الأحداث والتطورات بسرعة.

كما أوصى بتدريب وتأهيل الإعلاميين لمواكبة تكنولوجيا إعلام الجوال الحديث وخدماته الإعلامية المتعددة والمتنوعة وتنفيذ برامج تدريبية لصقل وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وتعلم فنون وأساليب وطرق جديدة في إعداد وجمع المادة الإعلامية عبر الهواتف الذكية ويمكن إنتاج ونشر محاضرات ودروس ومواد الكترونية مسموعة ومرئية تساهم في ذلك .

وطالب د. المصري باستثمار الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية المختلفة الهواتف الذكية في بث المواد المرئية المسموعة عبر وسائل حديثة كمشاهدة القنوات وبث الإذاعات عبر تطبيقات الهواتف الذكية النقالة عبر الإنترنت خاصة في أوقات الأزمات الذي يكثر فيها انقطاع التيار الكهربائي والتشويش عبر الأقمار الصناعية.

كما طالب باستخدام الهاتف النقال في الاستماع إلى الإذاعات عبر الإنترنت، ومشاهدة القنوات الفضائية ومقاطع الفيديو.

وقد يعود ذلك إلى بطء سرعة الإنترنت في الأراضي الفلسطينية وانشغال الإعلاميين واعتمادهم على الشبكات الاجتماعية والرسائل النصية كأدوات سريعة في الحصول على الأخبار والمعلومات.

واقترح د. المصري إنشاء وتصميم وتنفيذ تطبيقات إعلامية متخصصة تخدم وتسهل عمل الإعلاميين وتعتبر دليل بيانات للتواصل مع زملائهم ومصادرهم والجمهور لتغذيتهم بأفكار لقصص وأفكار إعلامية ذات اهتمام للرأي العام وكمصدر معلومات دقيقة وسريعة تزود بها المؤسسات والإعلاميين.

وشدد على ضرورة تطوير البنية التحتية للاتصالات ومحاولة إتباع أحدث أساليب تكنولوجيا الاتصال من خلال توفير وإتاحة فضاء واتصال مستمر بشبكة الإنترنت عبر الهاتف النقال وبسرعات عالية في جميع الأماكن وكافة أنحاء الأراضي الفلسطينية وليس الاقتصار فقط على المؤسسات والمقاهي والأماكن السياحية لمتابعة كل جديد من قبل الإعلاميين وأفراد المجتمع وبأسعار مخفضة للإنترنت للعاملين في مجال الإعلام ، مما يتطلب من شركات مزودي خدمة الإنترنت في فلسطين تقديم خدمات إنترنت سريعة وبأسعار مناسبة في جميع الأماكن مع تقديم تسهيلات وتخفيضات خاصة للإعلاميين الفلسطينيين .

وأكد د. المصري على ضرورة تقديم مقترح لتخصص كامل تحت مسمى إعلام الهاتف النقال وأفراد مساق متخصص في مجال إعلام الهاتف النقال وخدماته ضمن أقسام وتخصصات الإعلام بالكليات والجامعات الفلسطينية، داعياً المؤسسات الإعلامية الاستفادة من الهواتف الذكية في خدمة التسويق وتقديم الرسائل الصوتية ورسائل الفيديو وليس الاعتماد على إرسال الأخبار من مواقع إخبارية فور حدوثها عبر الرسائل النصية القصيرة فقط..

وطالب د, المصري بتوفير جوالات ذكية بمواصفات عالية للإعلاميين من قبل المؤسسات التي يعملون فيها وذلك لتغطية الأحداث مباشرة من مواقع الإحداث ومواكبتها وتعزيز وبناء ما يعرف الآن الإعلامي الشامل القادر على العمل في الميدان وامتلاك كافة مهارات العمل الإعلامي من اقتراح الفكرة والكتابة أو تغطية المادة وتحريرها وجمع المعلومات والتصوير والتصميم والمونتاج والإخراج والإعداد والتقديم ومعالجة الصور والرسم والتصميم والجرافيك".

كلمات دلالية