خبر إسرائيل تعترف بفشلها في إحباط البرنامج النووي الإيراني وتلوح بالخيار العسكري

الساعة 10:18 م|25 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: وكالات

ليس سراً أنّ الدولة العبرية بدأت بحملتها ضد البرنامج النووي الإيراني قبل تسع سنوات، وليس سراً أنّ تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) أكدت أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستحصل في السنة القادمة على التكنولوجيا والمواد اللازمة لإنتاج القنبلة النووية.

 

بالإضافة إلى ذلك، ما زالت تتعالى الأصوات في إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران للقضاء على برنامجها النووي ليس قبل حلول صيف العام القادم 2009، وفي هذا السياق أعربت مصادر سياسية وأمنية رفيعة المستوى في تل أبيب، الأربعاء، عن امتعاضها الشديد وإحباطها العميق من فشل الجهود الإسرائيلية لوقف البرنامج النووي الإيراني.

 

وقالت المصادر إنّ الجهود التي تبذلها الدولة العبرية تجابه بالكثير من الصعوبات والمشاكل. ووفق مصادر سياسية موثوقة فإنّ الأمل الوحيد لدى الإسرائيليين يكمن في انخفاض أسعار النفط والأزمة الاقتصادية اللذين من شأنهما زيادة الصعوبات لدى إيران للوصول إلى القنبلة النووية.

 

وقال دبلوماسيون إسرائيليون إنّهم تشعروا على جلدهم في الآونة ألأخيرة، أنّ الحملة العالمية لإحباط البرنامج النووي الإيراني تتحرك في مكانها فقط، وأنّ الجبهة العالمية ضد إيران ضعيفة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الدول الغربية تجد صعوبة في اتخاذ قرارات لزيادة العقوبات الاقتصادية والسياسية على إيران في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً بسبب الموقف الروسي والصيني، الرافض لسياسة فرض عقوبات جديدة على الإيرانيين بسبب البرنامج النووي. ولفتت المصادر ذاتها إلى أنّه حتى الآن اتخذ مجلس الأمن الدولي ثلاثة قرارات في مراحل مختلفة لفرض العقوبات الاقتصادية والسياسية على طهران بسبب مواصلتها لعمليات تخصيب اليورانيوم، ولكن وفق جميع المعطيات والدلائل والمؤشرات، وفق المصادر، فلا يبدو في الأفق أن يقوم مجلس الأمن الدولي باتخاذ سلسلة أخرى من العقوبات، وساقت المصادر قائلة إنّه تبيّن من عدد من المعطيات التي قامت الدول الأوروبية بنشرها مؤخراً، مثل ألمانيا، على سبيل الذكر لا الحصر، أنّ حجم التبادل التجاري مع إيران تضاعف عدّة مرات على الرغم من أنّ ألمانيا الرسمية أعلنت عن موافقتها وتطبيقها لقرارات مجلس الأمن الدولي، وفي الوقت نفسه تواصل إيران الإعلان تباعاً عن تقدمها في البرنامج النووي مدّعية أنّه من أجل الأهداف السلمية.

 

وأردفت المصادر الإسرائيلية قائلة إنّ تل أبيب قلقة جدا خصوصاً من السياسة الروسية، التي تواصل مساعدة إيران في بناء الفرن الذري في بشهار، والتي، أي روسيا، تواجه بفتور بالغ النوايا النووية لإيران.

 

وفي هذا السياق، قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب، إنّه خلال الزيارة التي قام بها هذا الأسبوع رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال المتقاعد عاموس غلعاد إلى موسكو لإقناع الروس بوقف تقديم المساعدات لإيران نشب جدال بينه وبين مسؤول روسي رفيع المستوى، حيث قال الأخير أنّ العقوبات المفروضة على إيران هي عقوبات سياسية، واقترح عليه، أي على غلعاد، بدلاً من الطلب من روسيا وقف التبادل التجاري مع إيران أن يذهب إلى الدول الأوروبية التي تتاجر مع طهران ويقنعها بالعدول عن ذلك، وفق ما أكدته المصادر الإسرائيلية.

 

وزادت الصحيفة قائلة إنّه خلال اللقاء الذي عقده الجنرال غلعاد، مع المدير العام لوكالة الطاقة الذرية في روسيا، سيرغيي كيريينكو، أبلغه الأخير بأنّ المفاعل النووي في بشهار لن يساعد الإيرانيين على الحصول على القنبلة النووية.

 

واعترفت المصادر الإسرائيلية أنّ الدولة العبرية لم تعول كثيراً على الموقف الروسي من قضية إيران النووية، ولكنّها في المقابل عولت على الموقف الألماني في هذه القضية، وأضافت أنّ المدير العام لوزارة الخارجية الألمانية قام الأسبوع الماضي بزيارة إلى تل أبيب، حيث أبلغ صنّاع القرار بأنّ ألمانيا تعد خطة جديدة لفرض العقوبات على إيران، ولكنّه أوضح بالمقابل أنّ الخطة، حتى في حال الاتفاق عليها، ستخرج إلى حيّز التنفيذ بعد نصف سنة فقط، الأمر الذي أغاظ الإسرائيليين، وساقت المصادر أنّ ممثلي وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذين فوجئوا من الموقف الألماني، هاجوا المسؤول الألماني بشدة بالغة خلال اللقاء معه.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع، لم تسمه، قوله للمسؤول الألماني، إنّ الدولة العبرية غاضبة وقلقة جداً من الموقف الألماني، فألمانيا تردد صباحاً ومساءً أنّه يجب توجيه ضربة عسكرية لإيران، ولكن في المقابل فإنّها تزيد من حجم التبادل التجاري مع طهران، على حد تعبيره.

 

علاوة على ذلك، أضافت المصادر ذاتها، أن أكثر ما يقلق الإسرائيليين هو الموقف الإسباني، ففي الأسبوع الماضي قام نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي سفاري، بزيارة رسمية إلى مدريد واستقبل من قبل الإسبانيين كاستقبال الملوك، وعلى الرغم من احتجاج إسرائيل وسفيرها في مدريد على هذه الزيارة، إلا أنّها تمت، والأنكى من ذلك، أنّ وزير الخارجية الإسباني ميغائيل موراتينوس، قال في مؤتمر صحافي بعد الزيارة إنّ بلاده معنية بتوثيق العلاقات مع طهران.

 

وتلقت إسرائيل كما طلبت توضيحاً من وزارة الخارجية الإسبانية جاء فيه إنّ إسبانيا ترفض أي شكل من أشكال عزل دولة سيادية، بما في ذلك إيران، كما أكدت الخارجية الإسبانية أنّ موقف أسبانيا يقول إنّه إذا وافقت حماس على التفاوض مع الدولة العبرية فعلى إيران أن تحذو حذوها.

 

وخلصت المصادر الإسرائيلية إلى القول إنّ الدولة العبرية تعول على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، وفي حال رفضه الاقتراحات الإسرائيلية، فإنّ إسرائيل ستضطر لاتخاذ قرارات صعبة، في تلميح واضح لعملية عسكرية ضد إيران.