"اللايك و الكمنت".. علاقات اجتماعية فاترة تفرزها مواقع التواصل الاجتماعي

الساعة 09:46 م|21 يناير 2018

فلسطين اليوم

خلقت مواصل التواصل الاجتماعي حالة من الفتور في العلاقات الاجتماعية، حيث أصبحت هذه المواقع تشكل بديلاً للزيارات المنزلية في المناسبات المختلفة لدى الكثير من الناس، لا سيما و أنها لا تحتاج تكلفة مادية.

 و يكتفي مستخدمو هذه المواقع بوضع "اللايك" أو "التعليق"، أو حتى الاستجابة لدعوة من خلال الفيسبوك، و يعتبر نفسه بأنه قام بالواجب المطلوب منه.

الناشطة الإعلامية دعاء برهوم تقول: "للأسف أن مواقع التواصل الاجتماعي تسببت في حالة من القطيعة بين الأقارب، و قطعت أرحام دعا لوصلها الله سبحانه و تعالى، اعتقاداً من البعض أنه يقوم بالواجب من خلال التواصل عبر السوشيال ميديا".

و أضافت برهوم لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "إن صلة الرحم من الواجبات الاجتماعية والتي امرنا بها الله سبحانه وتعالى، وجعل أجر لمن وصل رحمه، ولكن للأسف اصبح تعلقنا بمواقع السوشيال ميديا او بالعالم الافتراضي الازرق سبب في البعد عن العلاقات، و الاكتفاء بوضع لايك او كمنت في المناسبات المختلفة".

و رأت برهوم أن التواصل من خلال السوشيال ميديا لا يجدي نفعا او تقارب، بل احيانا يزيد من الكراهية والحقد لان المجتمع يزاحم في نشر كل ما يتعلق به على مواقع التواصل .

و اعتبرت أن المواقع الافتراضية تسببت في تفكك العلاقات الأسرية، مشيرة الى أن وضع "لايك" أو "كمنت" لا  يغني عن الزيارة الحقيقية التي هي السبب في تقارب الناس وتبادل الألفة والمحبة بينهم.

من جهته لفت المحامي عائد الهيموني إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لها إيجابيات و سلبيات، حيث أن من ايجابياتها انها ترفع العتب عندما تكون المسافات بعيدة بين الأقارب، حيث أن وضع اللايك او الكومنت صحيح لا يقوم بمقام الزيارة، ولكن يبقى أفضل من لا شيء.

و تابع يقول: "بالإضافة لبعد المسافات، فإن هناك حالات معينة أو ظروف طارئة تؤدي إلى الانشغال أو عدم القدرة على الذهاب للزيارة، فاللايك والكومنت يمكن أن تسد مكان الزيارة و يمنع الجفاء الذي قد يطرأ بسبب قلة التواصل".

و حذر من أن  مواقع السوشيال ميديا، قد يكون لها سلبياتها إذا ما جعلت العلاقات  بين الناس جامدة نوعاً ما و نسودها مجاملات كاذبة أحياناً.

الاخصائية الاجتماعية، فلسطين عابد أشارت في حديث لــ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" الى أن مواقع التواصل الاجتماعي أثرت بشكل كبير على الفرد  و المجتمع، خصوصاً أنها أصبحت الوسيلة الأكثر استخداماً للتواصل بين الناس، حتى بين أفراد العائلة الواحدة في نفس المنزل.

وتابعت تقول: "ربما سهلت هذه المواقع التواصل بين الأفراد، و جعلته أقل تكلفة، لكن لا يجب أن تمنع التقارب على أرض الواقع، و القيام بصلة الرحم و زيارتها في المناسبات المختلفة، و لا يجب أن يُكتفى بوضع اللايك، حتى لا يؤدي ذلك إلى قطيعة اجتماعية".

واعتبرت عابد أنه من الصعب التوقف عن هذه الظاهرة الآن بسبب التطور في عالم الالكترونيات و التكنولوجيا، و استحداث وسائل و برامج للتواصل دون توقف، إلا أنها أشارت الى أن الاسرة بإمكانها أن تقوم بإجراءات من شأنها الحد من هذه الظاهرة من خلال العودة إلى الترابط، ووضع قيود لأفرادها، و تقليص فترات استخدام هذه الوسائل.

من جهته اعتبر الداعية الإسلامي، الدكتور سميح حجاج أن تبادل الاتصالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير كافي لخلق علاقات اجتماعية سليمة، و ترابط اجتماعي بين أفراد المجتمع.

و وصف مواقع التواصل بأنها مواقع للتمزيق الاجتماعي و ليس للتواصل.

 

 

 

 

كلمات دلالية