تقرير أين سلاح الأجهزة الأمنية من اشتباكات جنين البطولية؟

الساعة 11:09 ص|18 يناير 2018

فلسطين اليوم

رغم قرار المجلس المركزي الفلسطيني قبل يومين بتوقيف التنسيق الأمني بين السلطة وجيش الاحتلال "الإسرائيلي"، إلا أن اقتحام الاحتلال لمدينة جنين ومحاصرة منازل عائلة جرار والاشتباك لساعات طويلة مع مسلحين وهدم ثلاثة منازل من العائلة؛ في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية الفلسطينية في التصدي للاحتلال وطرده من المدينة؛ الأمر الذي يضع علامات استفهام كبيرة حول إمكانية تطبيق تلك القرارات، خاصة وأن الاحتلال أعلن عن أن معلومات استخباراتية دقيقة وصلتهم عن خلية قتل المستوطن "الإسرائيلي" الأسبوع الماضي في نابلس (جبل النار).

وعند الحديث عن دور الأجهزة الأمنية في الانتفاضة والتصدي للاحتلال، يدافع الفريق المحسوب على السلطة بأن مئات الشهداء من أفراد الأجهزة الأمنية سقطوا في مواجهات مع الاحتلال، والحقيقة أن هؤلاء الشهداء قاموا بأعمال فردية من تلقاء ذاتهم رافضين الذل والهوان والانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال أيام أعينهم بحق أبناء شعبهم، دون وجود قرار رسمي من قبل قيادة السلطة بالتصدي للاحتلال في مدن الضفة الغربية المستباحة أمام آليات الاحتلال وجنوده.

كانت ليلة البارحة، بأمس الحاجة إلى سلاح الأجهزة الأمنية لصد العدوان عن جنين وأهلها، الذي يُشهر كثيراً في الأفراح والمناسبات والاستعراضات العسكرية المخصصة لقمع التظاهرات السلمية وملاحقة عناصر المقاومة في مدن الضفة.

النائب في المجلس التشريعي من كتلة التغيير والإصلاح د. عاطف عدوان، قال معقباً على ما جرى في جنين، على صحفته على الفيسبوك:" استطاعت أجهزة الأمن التابعة لحكومة الحمد الله أن تحدد مكان المجاهدين الذين قتلوا الحاخام ارزيل؛ وأعملت السلطات الإسرائيلية من خلال التنسيق الأمني التي قامت بدورها بإحاطة المكان والاشتباك معهم وقضوا شهداء رحمهم الله.

من جهته، تساءل مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، أين الأجهزة الأمنية وتمكين الحكومة في الضفة الغربية في مواجهة الاحتلال وحماية المقاومة؟"، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية في الضفة دورها قائم على ملاحقة المقاومين وتتبع المقاومة ولا تقوم بأي دور في حمايتهم.

في ذات السياق، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان لها: "إنّ "ملحمة جنين البطولية جاءت لتؤكد أن هذا الأسلوب هو البديل الوطني الشعبي عن السياسات الهابطة والقرارات الباهتة للسلطة الفلسطينية والتي ينزوي فيها آلاف منتسبي الأجهزة الأمنية، الذين يعزفون عن حماية شعبهم من جرائم الاحتلال ومستوطنيه".

وأضافت "تعود جنين القسام من جديد إلى الواجهة لتعيد الذاكرة من جديد إلى معركة مخيم جنين الخالدة، في ظل سنوات طويلة من محاولات تفتيت الوعي الشعبي بالمقاومة وفرض الرؤية والعقيدة الأمنية على الأجهزة الأمنية بجهود الجنرالات الأمريكية وبرعاية صهيونية وبخضوع السلطة".

في ذات السياق، أكد حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس في غزة، لمراسلنا، أن الأصل في الأجهزة الأمنية الفلسطينية أن يكون دورها حماية السلم المجتمعي؛ وتشكيل حماية حقيقية للمقاومة، باعتبار أن المقاومة أحد أهم حقوق شعبنا وانجازاته، كما تفعل الأجهزة في غزة، وهو غير حاصل في الضفة.

وقال:" أن تهاجم قوات الاحتلال مدينة جنين وتغتال الشهداء وتهدم البيوت دون تدخل من قبل الأجهزة الأمنية هذا يعني أنها لا تقوم بدورها في حماية شعبنا من الاحتلال إطلاقاً.

وأضاف، أن التنسيق الأمني الذي هو من أسس للانقسام الفلسطيني، واستمراره يعني استمرار هذا الانقسام، مشيراً إلى أن السلطة ورغم الاجماع الفلسطيني على وقف التنسيق الأمني وما صدر من قرارات سابقة وجديدة حول وقفه إلا أن السلطة مصرة على المضي قدماً فيه.

كلمات دلالية