خبر ضوء في آخر النفق.. معاريف

الساعة 01:40 م|25 ديسمبر 2008

بقلم: يوسي احيمئير

عيد الحانوكا هو عيد الانوار. عيد بهجة. عيد يكبر فيه الضوء ويعظم من مساء الى آخر – من شمعة واحدة في أول يوم حتى ثماني شمعات في اليوم الثامن، تضيء معا وترفع نفوسنا وقتا قصيرا حتى تخبو. نحتاج الكثير من الضوء في النفق المظلم الذي نتحسس فيه طريقنا. لكن اضواء شمعدان الحانوكا مؤقتة. في الاسبوع القادم مع مضي العيد سنجد انفسنا مرة اخيرة في الايام العادية ومع المشكلات التي تعظم نحو السنة الميلادية القادمة التي اصبحت تطرق الابواب.

على مدخل سنة 2009 اصبحت توجد المشكلات الصعبة حقا. سبيل حل هذه المشكلات – اذا حلت – ستقرر مستقبل الدولة. والسبيل سيقررها مواطنو الدولة في انتخابات الكنيست الـ 18 بعد نحو من شهر ونصف. سيضطر مواطنو اسرائيل الى ان يحسموا آنذاك الامر بين ترك السلطة القائمة لليسار على حالها، وهي سلطة مراوحة في المكان، وضعف وعدم فعل في أي مجال، وبين اقامة سلطة جديدة تحمل معها املا جديدا وتجري دما جديدا في الشرايين المتصلبة.

من الواضح للجميع أن سبيل عدم الهدف، والجلوس المكتوف اليدين والعمل بالعينين (انظر الى رحلات اولمرت المسرفة في العالم مع احداث وهم احياء المسيرة السلمية) لن يستطيع العمل بعد ازاء التطورات العالمية المديرة للرأس التي هي لغير مصلحتنا ولا سيما ازاء الادارة الجديدة في واشنطن.

الرئيس اوباما وجماعة مستشاريه الخطرين سيستعملون بلا ريب توجها جديدا نحو الشرق الاوسط، ونحو اسرائيل ونحو النزاع. سيكون من السهل عليه ان يخضع حكومة في اسرائيل ترأسها شخصية شاحبة بلا تجربة اصبحت قد اوضحت انها تتجه الى تسليم اكثر ممتلكات الامة الى السوريين والفلسطينيين. الضغوط على رئيس حكومة مثل ايهود باراك او تسيبي لفني ستكون مباشرة ومثمرة. والموافقات على الانسحابات والتنازلات من قبل اسرائيل ستحرز بسهولة وستتحقق "رؤيا" العودة الى خطوط 1967 سريعا.

مع انشاء الدولة الفلسطينية – الحماسية ستبدأ المشكلات الحقيقية، كمرحلة نحو استمرار اضعاف اسرائيل ومحاصرة حياتها. قد تجد اسرائيل نفسها معزولة اكثر ولن يأتيها الخلاص حتى من واشنطن.

لهذا يجب أن نؤمل ان تنهي الحكومة الفاشلة الحالية طريقها وان تقوم بدلا منها حكومة مع برنامج صهيوني ومع قوة وطنية، ومع قدرة على الثبات للضغوط وقدرة على تجنيد الشعب كله للنضالات الصعبة التي ترتقبنا في كل حال، العسكرية في الميدان والسياسية ايضا مع ادارة اوباما التي لا تريد بالضرورة الخير لاسرائيل. من الحسن إذن ان يعلن طالب التاج رئيس الليكود بنيامين نتنياهو الان مواقفه عندما يبلغ السلطة التي لا ترجع اسرائيل عنها وهي ان تظل القدس كاملة وتحت سيادتنا، والا يوجد انسحاب من هضبة الجولان، والا تزال مستوطنات اسرائيلية عن ارضها والا يسلم لنظام ارهابية في القطاع.

كلما اوضحت الامور اكثر وعلى نحو ابكر في الايام والاسابيع التي بقيت حتى الانتخابات، سيصبح اسهل ان نحظى بتأييد الجمهور الاسرائيلي المشتاق الى اعادة بناء الكرامة القومية. وهكذا سيصبح اوضح للادارة التي هي اقل صداقة في واشنطن ان لاسرائيل ايضا خطوطا حمراء لا تجتازها، وان دولة اليهود لن تعرض مستقبلها للخطر بتنازلات بلا مسؤولية وغير محقة.

ستقوم الادارة الجديدة في واشنطن قبل ان تقوم الحكومة الجديدة عندنا. اصبح قد تقرر وحسم من يرأس الادارة في الولايات المتحدة. لكننا لا نستطيع ان نقول بيقين من سيؤلف الحكومة المقبلة في اسرائيل. لكننا اصبحنا في ضوء شمع الحانوكا نرى الضوء في طرف النفق. تباشير أمل ونحن ما نزال تحت سلطة حكومة تقف مكانها، توحي بالضعف ويقرر ايحاءاتها الانهزامية اناس اعلام متعجرفون.