خبر يسخنون المحركات.. يديعوت

الساعة 01:37 م|25 ديسمبر 2008

بقلم: اليكس فيشمان

حماس تعرف انها ستتلقى ضربة الا انها تعتقد انها ستكون ضربة "متناسبه" وان القيود الدولية المفروضة على اسرائيل ستلزمها بالحفاظ على لعبة نزيهة لفترة زمنية محدودة.

الضربة "المتناسبة" المضبوطة قد تكون مثلا هجمة جوية او سلسلة هجمات مشابهة مع الكثير من وسائل الاعلام الهستيرية من على جانبي الحدود. في ظل هذا الوضع المتناسب والمضبوط ستمر عدة ايام وسرعان ما تبدأ صور الضحايا في المستشفيات الآيلة للانهيار في غزة- من دون كهرباء او ماء او تجهيزات- بالتسبب في انهاء العملية بسرعة كبيرة. وعندئذ ستعود اسرائيل الى نفسها:- الراي العام في اسرائيل سيهدأ والجيش يستعيد جزءا من كرامته المحطمة، قادة حماس سيخرجون من ثقوبهم وتعود للدروان حول تكراري المعابر بوساطة مصرية كما كان في الماضي- حتى اشعار اخر.

ان كان المجلس الوزراي المصغر قد قرر بالامس تلبية توقعات حماس واختار عملية عكسرية "متناسبة" حتى يكوي وعي هذه الحركة- من خلال ضربات جوية وتكنولوجية- حتى تتذكر مشاعر الهزيمة التي نسيتها، فعليهم في هذه الحالة ان لا يشرعوا في هذه العملية على هذا النحو وليعودوا لقراءة كتاب فينوغراد.

كل عملية عسكرية اسرائيلية –كائنة ما كانت- صوت عليها المجلس الوزاري المصغر بالامس لا يمكن ان تضع نصب عينيها استبدال حكم حماس لعدم واقعية هذه الخطوة. مثل هذه العملية لا تشمل ايضا وبالضرورة هدف احتلال قطاع غزة، وهي بالتاكيد خيار اخر على طريق الوصول الى قمة التدهور والتصعيد. الوضع اليوم يشير الى ان كل عملية عسكرية اسرائيلية في غزة يجب ان تضرب ارادة ورغبة حماس في القتال وعند هذه النقطة السعي للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار.

ان كان رئيس هيئة الاركان يطالب المستوى السياسي طوال الوقت بتحديد واضح للاهداف- ما يطلق عليه "خطة البدء"- يجيب ان هذا هو الهدف. الهدف الواقعي لاية عملية عسكرية ليس ازالة حماس وانما توجيه ضربة لقدراتها وفاعليتها العسكرية واضعاف حكمها. نهاية كل عملية يجب ان تكون اتفاق تهدئة في شروط يمكن لاسرائيل ان تتعايش معها.

العبرة الثانية المستفادة من حرب لبنان- التي كان على المجلس الوزاري ان يعلقها بالامس على جدران الغرفة التي صدر فيها قراره للجيش بالبدء في العملية- هي:- الاستعداد والتأهب لسقوط مئات الصواريخ لفترة زمنية على اسرائيل بما في ذلك صواريخ ذات مدى (40) كليو مترا وصولا الى اسدود وبئر السبع وكل المدن الكبيرة في الجنوب. هذه الصواريخ ستطلق حتى اليوم الاخير من القتال ولكن ذلك لن يعتبر فشلا اسرائيليا.

الانجاز الاسرائيلي سيتمثل في طلب حماس لوقف اطلاق النار بعد القضاء على مقدراتها التي تمتلكها اليوم:_مراكز ومنشأت الحكم والقوات العسكرية والمدنية. اقل من ذلك سيعتبر مضيغة للوقت لان قادة حماس سرعان ما سيعيدون بناء البنى التحتية خلال عدة اشهر بعد ان يخرجوا من المخابىء ويستأنفون اطلاق النار وتوازن الرعب الامر الذي سيعتبر انتصارا لهم.

توخيا لعدم الوقوع في هذا الشرك يتوجب على قيادة المنطقة الجنوبية- قبل انطلاق الطائرات بخمس دقائق- ان تضع القوات البرية على اهبة الاستعداد من اجل تنفيذ استكمال ابادة الاهداف التي هاجمها سلاح الجو. ان كانت قواعد اللعبة معروفة وتم الاكتفاء بالضربات الجوبة من تدون تدخل بري فاعل- فهذا يعني اننا قد عدنا الى الفرضية والقاعدة التي كانت احد اركان الفشل في حرب لبنان الثانية.

بالامس علمت حماس اسرائيل درسا في المواظبة. في الايام الاولى من استئناف القتال- 19/12 تقريبا- اطلقت الحركة عددا غير كبير من الصواريخ على تجمعات كثيرة من دون ان تصيبها. هذا كان تحذيرا مفاده انها واقعة في مدى النيران وقائلة لاسرائيل من خلال ذلك:- اياكم ان تجربونا. نحن سنتحرك حتى جدار غزة- وانتم لن تجرءوا على المس بنا. الا ان اسرائيل تجاوزت قواعد اللعبة التي فرضتها حماس وقتلت بالامس ثلاثة من سكانها على الحدود واثنين اخرين في العمق.

(الامر الذي اعتبر عندنا "خلل خلال المهمة"). خمسة قتلى يوجبون حماس بالرد "غير المتناسب".

سياسة حماس- التي تحددت من خلال مداولات داخلية في قيادتها- تنص على الرد بسرعة وصراحة حتى لا تخطىء اسرائيل في فهم الرسائل.

لذلك سمحوا لانفسهم باطلاق (64) صاروخا وقذيفة راجمة بالامس على سلسلة طويلة من التجمعات السكانية المختلفة. الا انهم في هذه المرة ايضا لم يسمحوا لانفسهم بالضرب داخل التجمعات. هذا ارتقاء في مستوى التصعيد من وجهة نظرهم.

الان اصبحت الكرة في يد القيادة الاسرائيلية السؤال المطروح هو هل هي قادرة على اتخاذ قرارات تتيح تجسيد حق المواطنين الاساسي والطبيعي بان يكونوا  بامان فوق ارضهم.

بالامس صدر التلميح الاول:- سلاح الجو هاجم قواعد الراجمات جنوبي القطاع. الجهات العسكرية افادت انها الخلية التي اطلقت الراجمات نحو كرم سالم. مخربين قتلا من جراء الهجوم واخر اصيب اصابة بالغة.