خبر حان وقت اسقاط حماس.. اسرائيل اليوم

الساعة 01:36 م|25 ديسمبر 2008

بقلم: بوعز هعتسني

ليس العجز غير المفهوم لقوة عسكرية مثل دولة اسرائيل بازاء جيب الارهاب الذي نشأ في غزة مفاجئا البتة. هذا هو نفس العجز الذي قاد اسرائيل الى خلق المشكلة من العدم. وعدم القضاء عليها في البدء. لا يوجد أي توقع من الحكومة الحالية التي هي كسابقتها برئاسة اريك شارون وجهت اعمالها نحو الارهاب كدعاية نحو مواطني اسرائيل اكثر من كونها علاجا مهما للارهاب. وكانت الذروة باطلاق المدافع النار على مناطق خالية بعد أن تحققوا من عدم وجود احد هناك.

البطولة التي يظهرها الوزير حاييم رامون الذي يدعو الى دخول غزة والى اسقاط حكم حماس هناك لم تأتِ من تغير مفاجيء لمواقفه اليسارية المتطرفة بل العكس. الفصل بين غزة ويهودا والسامرة يمنع من "اتفاق" مريب كما يخطط ولهذا يريد رامون ان يبعد جنودنا حماس وهي المنظمة التي أتى بها هو ورفاقه بحماقتهم لتحكم غزة بتأييدهم للانتخابات.

هدف رامون هو اعطاء القطاع لابي مازن وتوحيد غزة ويهودا والسامرة تحت السلطة نفسها. أي من أجل اقامة دولة ارهاب فلسطينية تامة في يهودا والسامرة ايضا وهو ما سيفضي الى ان نبدأ بتلقي الصواريخ ايضا على مركز البلاد، وقد يجعل ابناءنا الاخيار يسفكون دماءهم في غزة. كل ذلك بحسب افضل منطق يساري افضى بنا الى الضرب الشديد.

لكن المشكلة اعمق. لانه من الواضح مع كل ذلك ان استمرار الوضع الحالي غير محتمل. يثار السؤال ماذا نفعل؟

أجل ستضطر حكومة حقيقية الى اخضاع حماس والى تجريدها من اكثر سلاحها والى احراز هدوء تام والى اعادة جلعاد شليت بلا شرط. هذا واجب كل حكومة حقيقية.

السؤال الجدي هو كيف يمكن التوصل الى هذا الوضع المأمول؟ اليكم عدة سبل تفضي الى ذلك:

1.الخنق الاقتصادي.  هل زودت انجلترا والمانيا بعضهما بعضا بشيء ما في الحرب العالمية سوى الدم والنار؟ كيف يخطر بالبال اصلا الا نخنق غزة اقتصاديا في الوضع الحالي؟ لماذا يهمنا الا تكون هناك كارثة انسانية بازاء الكارثة التي يحدثون لنا؟ من يظل يقدم الكهرباء لزبون يطلق النار على محطة توليد الطاقة في زيكيم التي يستفيد هو نفسه منها؟

الرد على ولولة  حماس التي سأتي بعقب هذا الخنق تكون اقتراحا باستعمال الانفاق التي حفروها بحرص لتهريب منتوجات مثل الوقود والغذاء والادوية. هذا افضل من أن يظلوا يهربون السلاح من طريقها.

2.عزل جميع سجناء حماس، ووقف الزيارات، ووقف اطلاق اولئك الذين انتهت مدة حبسهم واعلان ان اولئك القتلة الذين طلبتهم حماس لاطلاق شليت هم رهائن عوضا منه. والى ذلك اعتقال اناس من المستوى السياسي في حماس يطلق سراحهم فقط مقابل شليت.

3.القضاء المنهجي على قيادة حماس وجميع المسلحين مهما كان.

4.استغلال كل اطلاق نار من القطاع لهدم البيوت والقضاء على الاشجار قرب الحدود، بعد اعلام المواطنين بذلك قبل. ان هذه المناطق قرب الحدود تستعمل قواعد لخروج المخربين، ومنافذ للانفاق، ومواقع اطلاق نار ومراقبة وتنصت.

5.هدم الاحياء التي يطلقون النار منها بعد تحذير سابق للسكان بطبيعة الامر. ولنرَ آنذاك من يملك قدرة اكبر على التدمير. حتى حكومة اولمرت – لفني – بيرتس عملت على هذا النحو زمن حرب لبنان. آهذا وحشي؟ أجل. لهذا فليفكروا مرتين قبل اطلاق النار على مواطنينا.

يجب ان يوجد شرطان سابقان لتنفيذ هذه المراحل: الاول بناء جهاز اعلام عالمي ضخم الموارد يواجه الهجمة الدعائية العربية التي ستأتي كالمعتاد والمتوقع. لن يكون هذا عملا غير ممكن.

يمكن ان نبين من الذي يقود الهجمات التي لا تنقطع على المواطنين وما هي عقيدته الجهادية؛ اما الشرط الثاني للقيام بالمهمة العسكرية فهو اجراء تغييرات تشريع خاصة لمواجهة الارهاب ليكون من الممكن العمل على نحو قانوني بغير الخوف من التدخل المتوقع لقضاة محكمة العدل العليا.

اذا فعلنا ذلك على نحو دائم سيمتلىء قطاع غزة باعلام بيضاء اسرع من المتوقع وسيعود الهدوء الى بلداتنا.