خبر سكان غزة لا يكترثون بالتهديدات الإسرائيلية ولسان حالهم يقول « ماذا سيحل بنا أكثر؟ »

الساعة 01:34 م|25 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

لم يكترث سكان قطاع غزة الذين يشتد عليهم الحصار يوما بعد يوم، بالقرارات التي اتخذها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بخصوص قطاعهم المحاصر، وذلك لان حالة الضيق والضنك التي يعانوها باتت أكبر بكثير من أي قرار ممكن أن يتخذه جيش الاحتلال.

 

فسكان غزة باتوا بلا كهرباء ولا دقيق ولا وقود، والمجاعة تتهددهم في كل وقت، لا بل داهمت الكثير من البيوت التي لم تجد رغيف الخبز بعدما أغلقت معظم المخابز أبوابها بسبب نفاد الدقيق والوقود.

 

من عنده القليل من الطحين عجنها، ولكنه لم يجد وقود من أجل خبزها، الأمر الذي دفع العديدن للذهاب إلى الأفران القديمة التي تعمل على الحطب.

 

وتقول "أم احمد" وهي ربة بيت وأم لخمسة أطفال، إنه بعد انقطاع غاز الطهي اضطررنا إلى العودة لبوابير الكاز القديمة من أجل الطهي عليها، ولكن ماذا نفعل بعد نفاد الطحين وإغلاق المخابز أبوابها.

 

وأعلنت شركة توزيع الكهرباء، أنها خفضت عدد ساعات الكهرباء،  حيث تصل الكهرباء لكل لبيت بمعدل ست ساعات في اليوم، وفي كثير من الأحيان تحدث أعطال خلال هذه الساعات ولم يتمكن المواطن من الاستفادة منها.

 

ويقول الحاج وجيه "أبو علاء" صاحب فرن يعمل على الحطب في أحد أحياء غزة، كنت في الماضي قبل مشكلة الكهرباء أخبز لعشرين عائلة طوال النهار لا يعتمدون في خبزهم على الغاز أو الكهرباء لكن اليوم أصل الفرن من ساعات الصباح أجد طوابير من الناس أمام الفرن من أجل أن أخبز لهم وأظل حتى ساعات الليل حيث أخبز يوميا لأكثر من مائة عائلة.

 

وأصبح مشهدا مألوفا لدا المواطنين أن يحملوا العجين على رؤوسهم، بعد أن يوضع في فرش العجين أو "الطبلية" ليذهبوا إلى الفران ليخبزوا وهم لا يعرفون متى ستنتهي هذه المعاناة.

 

وحذر أصحاب المخابز والمطاحن أن الدقيق في المطاحن والمخابز سينفذ حتى نهاية الأسبوع الجاري.

 

هذه المعاناة حذر منها النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، والتي قال أنها وصلت إلى الوضع الكارثي، في صورة لم يسبق لها مثيل.

 

وأشار رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إلى توقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" عن تقديم مساعدتها لـ 750 ألف لاجئ جراء إغلاق المعابر، ومنع الاحتلال دخول المساعدات والدقيق، ونفادها من مخازن الوكالة، وهو ما يؤثر بشكل كبير عليهم خاصة أنهم يعتمدون على هذه المساعدات بشكل كلي.

 

وبين الخضري، أن النقص وصل إلى السلع الأساسية مثل الدقيق والأرز والسكر والزيوت، إلى جانب تواصل حجز بضائع التجار الفلسطينيين في الموانئ الإسرائيلية وتلف بعضها، ومنع دخول الوقود بكافة أنواعه.

 

وشدد على أن تواصل إغلاق المعابر "هو حكم بالإعدام على مليون ونصف المليون إنسان، وانتقال من مرحلة العقاب إلى الإبادة الجماعية".

 

هذه المعاناة التي يعانيها المواطن في قطاع غزة جعلته فعلا لا يكترث كثيرا بأي خطوة قد تتخذها إسرائيل بخصوص قطاع غزة سواء عمليات عسكرية أو اجتياح موسع أو اغتيالات لان ما فيه أكبر بكثير من هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية.

 

وتسائل المواطن حسين سليمان "ماذا ستفعل إسرائيل بنا أكثر مما نحن فيه الآن؟ .. فالموت لنا بكرامة أفضل أن نهان بهذه الطريقة والجميع يتفرج علينا".

 

وأضاف أن "حجم التحمل والصمود والصبر عند أهل غزة لا حد له ولا مثيل" معربا عن استغرابه مما هم فيه، وقال "أدعو علماء النفس أن يحللوا هذه الظاهرة".

 

لم يعد لدى سكان قطاع غزة المحاصرين ما يمكن أن يخسروه، حيث أصبح الترقب والانتظار، ومتابعة التطورات هو أقصى ما يمكن أن يفعلوه، بعد أن ينجحوا في تأمين رغيف الخبز.