اذا كانت حماس هي السيد فلماذا لا يتحدثون معها -هآرتس

الساعة 01:25 م|17 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: اسرائيل تريد اعطاء حماس صفة السيد في قطاع غزة كي تعفي نفسها من تحمل المسؤولية عنه. وفي نفس الوقت تعتبرها منظمة ارهابية حتى لا تتفاوض معها من اجل اعادة اعمار القطاع. واذا كانت اسرائيل قد وجدت حل عبقري للمشكلات تحت الارض فان المشكلات فوق الارض لن يحلها سوى رفع الحصار - المصدر).

 

مفهوم جديد، سيادة، دخل الى الاستخدام في المواجهة بين حماس واسرائيل. "هذه الليلة نفذنا عملية مهنية دقيقة. الامر يتعلق بخرق فاضح للسيادة الاسرائيلية"، شرح وزير الدفاع افيغدور ليبرمان. المنطق الذي يقف من وراء مهاجمة نفق حماس الذي "غزا" حدود دولة اسرائيل. قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة العقيد كوبي هيلر قال إن "حماس هي السيد في قطاع غزة، وعليها تقع المسؤولية لمنع كل العمليات الارهابية التي تخرق سيادة دولة اسرائيل، بما في ذلك تحت الارض".

 

تقسيم العمل بين اسرائيل وحماس هو أمر مدهش. ووفقا لهذا التقسيم فان اسرائيل تعترف بحماس كسيد على هذه الارض التي تسيطر بنفسها عليها، وهي الجسم الذي يجب مساءلته وحتى دفع الثمن عن كل عملية ارهابية تخرج من القطاع. لذلك فهي تمنح حماس صولجان القيادة الوهمي في القطاع، بما في ذلك السماح لها بالدفاع عن سيادتها. محمود عباس الى الخارج واسماعيل هنية الى الداخل.

 

ولكن هذا امر هامشي، الجزء الهام يتعلق بتبرير المس بالسيادة الاسرائيلية على أنه تبرير قانوني مناسب، ومهاجمة النفق (رغم أنه يبدو في هذه المرة أن الدافع الامني ليس هو دافع الهجوم، وحسب اقوال قائد المنطقة الجنوبية ايال زمير، "النفق الارهابي الذي مر تحت معبر كرم أبو سالم يمس بالدرجة الاولى سكان قطاع غزة". كم هو مثير القلق على حياة المليوني غزي المحبوسين داخل حصار اسرائيلي).

 

أين تبدأ وأين تنتهي السيادة الاسرائيلية؟ حسب المعطيات التي نشرها مركز "غيشه" فان اسرائيل قلصت بصورة دراماتيكية عدد تصاريح الدخول الى اسرائيل، عدد التصاريح التجارية انخفض بنحو 85 في المئة، تم الغاء حصة الخروج من غزة للصلاة في الحرم في القدس، ومن العام

 

الماضي تطلب اسرائيل من المغادرين الى الخارج تعهدا بعدم طلب العودة الى القطاع خلال سنة، ادخال البضائع الى غزة انخفض ايضا بصورة كبيرة. لكن حسب ما نشرته هنا عميره هاس ("هآرتس"، 14/1) فان اسرائيل تقلق على سعادة مواطني غزة، وتهتم بأن يقوموا بملء استبيان استطلاع رأي حول السعادة.

 

اذا كانت حماس تحظى بصفة سيد القطاع، فهي لا تستطيع القيام بمهمتها هذه طالما أن اسرائيل تخنق السكان في القطاع من خلال حصار استمر اكثر من عشر سنوات، حيث لا يستطيع الطلاب الخروج للدراسة، وعندما في المعبر الوحيد الى القطاع الذي يوجد في الاراضي الاسرائيلية يصعب حتى نقل البضائع الاساسية. اذا كانت اسرائيل تعترف بسيادة حماس في قطاع غزة فليس من المسموح لها أن تعمل فيه مثلما تعمل في اراضيها، أن تقوم بقصفه كما تريد وتحدد مستوى حياة مواطنيه. ولكن من السهل على اسرائيل أن تمنح لحماس صفة السيد وهو أمر يعفيها من المسؤولية على مصير السكان. وفي نفس الوقت اعتبار حماس منظمة ارهابية لا تجري معها المفاوضات حول اعادة اعمار القطاع.

 

اذا كانت اسرائيل تخشى من الانهيار في قطاع غزة، الامر الذي سيخلق مواجهة عنيفة جديدة بينها وبين حماس، فيجب عليها اعطاء مضمون حقيقي لسيادة حماس. ولكن خطوة كهذه تعني مشاركة فعلية وحوار مع هذا السيد الذي يعتبر منظمة ارهابية، هذا التناقض الذي لا تستطيع اسرائيل حله. اضافة الى ذلك، حسب اسرائيل، فان فتح فضاء المعيشة في غزة فقط يعزز حماس، لكن هذا الادعاء ينقصه المنطق، اذا تم اضعاف حماس بسبب سياسة الاغلاق فكيف يمكن الطلب منها تحمل المسؤولية كسيد؟ اذا لم تنجح عشر سنوات من الحصار في تغيير سياسة حماس، فما الفائدة من تمديده؟.

 

في المقابل، اذا كانت السنوات الثلاثة الاخيرة، كما قال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، هي الاكثر هدوء منذ "ايام شمشون البطل" فربما أن حماس لم تعد هي التهديد الفظيع الذي تصفه اسرائيل، وأنه قد حان الوقت لفحص طرق جديدة للتعامل معها. "العبقرية الاسرائيلية والعقل اليهودي اوجدا الحلول لكل الانفاق الارهابية"، هكذا تفاخر الجنرال بولي مردخاي في مقابلة اجريت معه في قناة "الحرة". ولكن هذه العبقرية لا تكفي من اجل حل التهديد على الارض. هذا التهديد يمكن أن يزيله فقط رفع الحصار.