خبر زحالقة: حدة التصريحات الإسرائيلية تعكس الحالة الانتخابية وتصاعد التطرف

الساعة 01:26 م|25 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

أرجع نائب عربي في البرلمان الإسرائيلي، تصاعد حدة اللغة في تصريحات المسؤولي وقادة الأحزاب الإسرائيلية، ضد الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، إلى الحالة الانتخابية التي تعيشها الساحة الإسرائيلية، وتصاعد أجواء التطرف والعنصرية في أوساط الشارع الإسرائيلي، مشيراً إلى تصاعد الدعوات المؤيدة لاجتياح قطاع غزة، وترحيل فلسطينيي الـ 48 .

 

وقال النائب الدكتور جمال زحالقة، من "التجمع الوطني الديمقراطي"، إنّ هذه التصريحات لها علاقة بالانتخابات القريبة، حيث يُلاحَظ أنّ القيادات السياسية الإسرائيلية تتنافس فيما بينها في التصعيد اللفظي ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

 

وأضاف النائب زحالقة، في تصريحات صحفية، أنّ هذه التصريحات "تلقى آذاناً صاغية في المجتمع الإسرائيلي، وهذا يدلّ على تفشي مظاهر العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي"، وفق تقديره.

 

وأشار زحالقة إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين وقادة الأحزاب، "يحاولون رفع رصيدهم الشعبي، من خلال هذه التصريحات، تمهيداً للانتخابات، من خلال التهديدات المستمرة ضد قطاع غزة، وضد فلسطينيي الـ 48" .

 

ولفت زحالقة الانتباه، إلى أنه رغم هذه التصريحات والدعوات، فإنّ "الحكومة الإسرائيلية تحجم عن القيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، لأنها تخشى ببساطة أن تدفع ثمناً غالياً وباهظاً، وهذا هو العامل المركزي والحاسم الذي يمنع إسرائيل من القيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة"، حسب استنتاجه.

 

وبشأن تصريحات تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، وزعيمة حزب "كاديما" الذي يقود الحكومة،  ضد وجود الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 48، والداعية إلى ترحيلهم إلى الدولة الفلسطينية في حال قيامها؛ قال العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي "إنّ ليفني تمثل التيار المركزي في السياسة الإسرائيلية، فهي ليست شخصية سياسية هامة فقط، وتصريحاتها يجب أن لا تُفهم أنها شخصية، فهي تمثل الدولة والمؤسسة الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي، وبالتالي فأقوالها بخصوص الهوية القومية لفلسطينيي الداخل، والتعبير عنها في الدولة الفلسطينية العتيدة، وأنّ من يريد حقوقاً قومية عليه أن يلحق بالدولة الفلسطينية؛ هي أقوال  في غاية الخطورة"، على حد وصفه.

 

وأعاد زحالقة إلى الأذهان "نحن (الفلسطينيون) الأصل في هذه البلاد، وأهلها الأصليين، ولم نهاجر إليها، ولم نهاجر إلى إسرائيل، بل إسرائيل هي التي جاءت إلينا، ونحن نستمد وجودنا من انتمائنا لوطننا وليس من المواطنة الإسرائيلية"، حسب ما شدّد عليه.

 

وفي ما يتعلق بتصاعد العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، أوضح النائب زحالقة، أنّ المجتمع الإسرائيلي، "يعيش أزمة هوية، ويعيش حالة من الخوف، بعد حرب لبنان، وهذه الأجواء ترفع من منسوب العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي"، كما قال.

 

ورأى زحالقة أنّ هذا التصعيد اللفظى ومنسوب التطرف هما "تعبير أيضاً عن حالة الرعب، بعد أن فشل عدوانها (القوات الإسرائيلية) على لبنان، ولأنّ إسرائيل فشلت في كل مخططاتها، في قطاع غزة، ولبنان، وأيضاً على المستوى الإقليمي، لا سيما بعد أن فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في مشروعها للهيمنة على المنطقة، وبالتالي ترجم الشعب الإسرائيلي هذه الحالة إلى مزيد من العنصرية والتطرف"، وفق تحليله .

 

وأكد زحالقة أنّ المفاوضات الجارية بين الجانب الإسرائيلي وجناح السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، "لم تخفف من حالة الرعب والخوف لدى المجتمع الإسرائيلي، لأنّ الإسرائيليين يعلمون أنها مفاوضات وهمية، وعبثية، ولهذا فالمجتمع الإسرائيلي يتبنى فكرة إدارة الصراع وليس حله"، على حد تعبيره.

 

وبشأن تصاعد التأييد لحزب الليكود والأحزاب اليمينية، قبيل الانتخابات العامة؛ أوضح زحالقة أنّ "المجتمع الإسرائيلي اكتشف أنّ وعود حزبي كاديما والعمل كاذبة وزائفة، وبالتالي بحث عن بديل، وجاء (زعيم حزب الليكود بنيامين) نتنياهو، الذي يؤمن بأنّ حل الأمور لا يأتي من خلال  المفاوضات، وإنما من خلال المزيد من القوة العسكرية لحسم الأمور، والمجتمع الإسرائيلي، يجري هو الآخر وراء وهم حسم الأمور عسكرياً"، كما ذكر.