غضب شعبي وبرلماني من تصريحه «العنصري»

وزير مصري يدعو لمنع الصعايدة من ركوب القطارات والسفر للقاهرة

الساعة 10:23 ص|16 يناير 2018

فلسطين اليوم

أثار وزير التنمية المحلية المصري الجديد، أبو بكر الجندي، الغضب في الأوساط المصرية، خصوصاً بين أبناء محافظات الصعيد، حين أدلى بأولى تصريحاته منذ توليه المنصب، أول أمس الأحد.

وقال في مداخلة مع برنامج «الحياة اليوم»، على قناة «الحياة»، مساء الأحد، في معرض حديثه عن تطوير الصعيد: «سنشجع الاستثمار لخلق فرص عمل ومنع الصعايدة من ركوب القطارات والسفر للقاهرة والتسبب في ظاهرة العشوائيات».
وتشمل محافظات الصعيد في مصر 10 محافظات تنقسم لثلاثة أقاليم، شمال ووسط وجنوب الصعيد، وهي محافظات الفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر.

وبعد تصريحات الجندي بدقائق ظهر خلالها غضب مواطني الصعيد، عاد ليؤكد تصريحاته عبر مداخلة هاتفية أخرى لقناة «ام بي سي مصر»، قائلا إن «المؤشرات تدل على تراجع حظ صعيد مصر في فرص التنمية مقارنة بالأقاليم الأخرى، الصعايدة بييجوا يعملوا عشوائيات هنا في القاهرة، أنا نفسي يركبوا القطر تاني ويرجعوا الصعيد».

وشنّ النائب مصطفى سالم، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز طهطا في محافظة سوهاج، هجوما حادا على وزير التنمية المحلية الجديد، معتبرا أن الوزير تهكم على الصعايدة.

وقال في بيان مساء الأحد، إن «الصعايدة ليسوا مواطنين درجة ثانية بل هم من يقودون التنمية في المجتمع إلى جانب باقي أبناء الوطن»، واصفا تصريحات الوزير بـ»العنصرية التي يرفضها جميع أبناء الصعيد».

وطالب الوزير الجديد بتقديم اعتذار رسمي عن تصريحاته، مؤكدا أنه سيقدم طلب إحاطة ضد الوزير لما بدر منه من إساءة تجاه أهل الصعيد.

كما هاجم صحافيون ونواب في البرلمان تصريحات الوزير. وقال عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، جمال عبد الرحيم، إن الصعايدة هم أسياد الوزير، وحديثه أقل بكثير من الرد عليه، مشددا على أن تصريحات الوزير مكانها الطبيعي صندوق القمامة.

وأعلن النائب مرتضى العربي تقدمه بمذكرة لرئيس مجلس النواب، علي عبد العال، ضد وزير التنمية المحلية.
وقدم عضو مجلس النواب، مصطفى بكري، بيانا عاجلا إلى رئيس البرلمان، قال فيه: إن «تصريحات الوزير تعكس عنصرية شديدة النظرة للمصريين من أبناء الصعيد، وما كان يجب على الوزير أن يستخدم هذه اللغة، التي تعكس دونية في النظرة لأبناء الصعيد، وتخصهم وحدهم بالمسؤولية عن العشوائية والفوضى العمرانية».

وتساءل بكري المعروف بقربه من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي: «إذا كانت تلك نظرة الوزير الجديد لأبناء الصعيد، فكيف سيتعامل معهم، وكيف سينظر إليهم، وإلى وجودهم في القاهرة؟».

واستكمل: «أبناء الصعيد لا يركبون القطار ويتوجهون إلى القاهرة أو غيرها، إلا بحثا عن لقمة عيش شريفة، ويأتون إلى القاهرة محتفظين بخصالهم، وصفاتهم، وقيمهم الأصيلة».

وقال عبد السلام الشيخ، النائب عن دائرة قنا وأحد رموز قبيلة الأشراف «أكبر قبيلة تنتسب إلى الرسول محمد»: «نرفض الإساءة للصعيد وأبنائه من قبل أي مسؤول في الدولة»، موضحا أن الصعيد تحمل الصعاب وكان له دور كبير لا ينكره أحد في بناء الدولة من الجنوب حتى الشمال بكل ما يملكون من قدرات وكفاءات.

في المقابل، رفض الوزير الجديد الاعتذار عن تصريحاته، وقال في بيان أمس الإثنين، إن «هناك محافظات في الصعيد تزيد بها معدلات الفقر عن 60%، وتحتاج إلى تنمية حقيقية»، مشيرًا إلى أنه لأول مرة سيتم إعداد تقارير ربع سنوية للخروج بمؤشرات دقيقة عن كل محافظة.

وأضاف أنه لم يوجه أي إهانة لأهالي الصعيد، مؤكدًا أنه لم يصدر عنه شيء خاطئ ليعتذر عنه، ولكن كل ما قاله هو عن ضرورة عودة الصعايدة لمحافظتهم والعمل على ملف التنمية في الصعيد وتوفير فرص عمل لهم.

وبدوره، دافع رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، عن حديث وزير التنمية المحلية الجديد حول الصعيد، مشددا على أن التصريح «أسيء فهمه».

وقال عبد العال، الذي تعود أصوله للصعيد أيضا، إن الوزير أبو بكر الجندي «رجل مهذب ومنضبط وربما لم تسعفه بعض الكلمات».

جاء ذلك خلال تعقيب رئيس البرلمان في الجلسة العامة للمجلس أمس، على اعتراض عدد من النواب على حديث الوزير عن «تنمية الصعيد».

وأضاف عبد العال: «أعتقد أن الوزير سيتقدم باعتذار عن تلك التصريحات، وهناك مشكلة في حديث بعض الوزراء للإعلام والصحافة نتيجة للحماس».

وأكد «بالفعل هناك هجرة من الوجه البحري والقبلي للقاهرة نتيجة لغياب التنمية البشرية لسنوات في هذه المناطق التي تحتاج إلى توطين الخدمات، للحد من تدفق السكان من الوجه البحري والقبلي».