حوار د. محمد الهندي يوضح سبب رفض حركته المشاركة في اجتماع المركزي

الساعة 10:58 م|12 يناير 2018

فلسطين اليوم

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور محمد الهندي رفض حركته المشاركة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

و أوضح الهندي في حديث عبر إذاعة القدس" مساء الجمعة، أن سبب رفض الحركة المشاركة في اجتماعات المركزي هو أن هذا الاجتماع يأتي في ظل تحديات كبيرة تعصف بالقضية الفلسطينية، و في مقدمتها قضية القدس، لافتاً إلى أن التصريحات الايجابية التي سمعناها من قبل السلطة خلال الأيام الماضية، بعد قرار ترامب الأخير لم تترجم على أرض الواقع، و كأنها تصريحات هوائية لا قيمة لها.

و قال: "إنه كان من المفترض أن يبنى على هذه التصريحات قرارات كوقف المفاوضات، و وقف التنسيق الأمني و سحب الاعتراف، و انجاز المصالحة الوطنية، و لكن فوجئنا بالإعلان عن اجتماع المركزي في رام الله".

 و اعتبر أن القرارات التي سيخرج بها الاجتماع لن تتجاوز السقف السياسي للسلطة التي لا زالت ترى في المفاوضات و اتفاق اوسلو، و ما ترتب على هذا الاتفاق من اعتراف بالاحتلال كأنه جار، و من ممارسات على الارض مثل التنسيق الامني كطريق.

 و بين أن المراهنة كانت خلال الفترة الأخيرة توضيح أن المسألة ليست مسألة المفاوضات، بل وقف مسألة الوسيط، معتبراً أن أمريكا ليست وسيطاً نزيهاً، و لا بد للبحث عن وسطاء جدد للتفاوض، على أساس حل الدولتين المقبور، الذي لم يعد له و جود على الأرض، و الاستمرار في تسويق الوهم".

و أشار الى أن حركة الجهاد لهذه الاسباب و لأسباب اخرى اتخذت قرار عدم المشاركة، و ما زالت تنتظر أن ترتقي السلطة الى مستوى المسؤولية العامة.

و لفت الى أن الاجتماع يعقد مع استمرار العقاب و سياسة عقاب شعبنا في غزة، متسائلاً: " لماذا لا ترفع هذه العقوبات ما دام هناك خطوات جادة لرأب الصدع و بناء استراتيجية وطنية للمرحلة القادمة..؟".

و أكد الدكتور الهندي وجود مشاورات بين حركته و الفصائل الأخرى لتقييم الموقف و المشاركة، لا سيما و أن حماس و الجهاد هم خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

و أضاف أنه كان من المفترض أن يتم دعوة الإطار القيادي الممثل في فيه حماس و الجهاد ليجتمع فيها الكل الفلسطيني في إحدى العواصم ليدشنوا رؤية و استراتيجية وطنية جديدة تحمي القدس و المقدسات.

و لفت إلى أن الجهاد الاسلامي لها علاقة جيدة مع كافة الفصائل، و خصوصاً حركة فتح، و يتم الحديث عن الواقع الفلسطيني و الاقليمي الذي أدار ظهره للقضية الفلسطينية، مؤكداً بأن امام فتح فرصة لا تتكرر لتقود الانتفاضة في الضفة الغربية، لا سيما و أن في غزة ليس هناك نقاط احتكاك مباشر مع الاحتلال، الذي يريد ايقاع اصابات في صفوف ابنائنا، على السلك الشائك، و لكن الانتفاضة الحقيقية هي الضفة الغربية.

 و حذر الهندي من أن الضفة الغربية مستهدفة و أن هناك مخاطر من أن تستغل "اسرائيل" الوضع الاقليمي المتدهور لاتخاذ اجراءات من جانب واحد ضد أهلنا في الضفة و القدس، مبيناً أن فتح لها دور مركزي في قيادة الانتفاضة في الضفة، و أن الفرصة أمامها لتتخلص من أعباء أوسلو التي قيدتها كحركة نضال و تحرر وطني.

و قال: "إن التصريحات الايجابية يجب ان تترجم بخطوات على الارض، حتى يشعر شعبنا أنها تصريحات جادة، و لكن المشكلة ليست في شخص ترامب بل انها سياسة امريكية استسلمنا لها، حل الدولتين غير قائم على الأرض نهائياً، بل إن الاستيطان يلتهم اراضي الضفة الغربية و يعزلها داخل مدن صغيرة".

و تابع يقول: "اذا كانت المشكلة في إدارة ترامب، و ان نبحث عن وسطاء آخرين لاستمرار المفاوضات مع اسرائيل، فهذا يعني إعادة تسويق الوهم لشعبنا".

و دعا الهندي في سياق حديثه لوقفة مسؤولة بعد ان اعتدى ترامب و اعلن القدس عاصمة لـ "اسرائيل".

و حول عوامل استمرار الانتفاضة، قال الهندي بأن الانتفاضة الشعبية الطويلة هي الرد الطبيعي على الاعتداء الغاشم على قدسنا و اقصانا و أرضنا، و حتى تكون طويلة الأمد تحتاج لرعاية من قبل الفصائل الفلسطينية، و ألا يترك الشعب الفلسطيني دون أن يكتسب الثقة بقيادته و فصائله من خلال رعاية الفصائل لعوائل الشهداء و الاسرى، و بث الروح المعنوية فيه التي من شأنها ان تعطيه مدد، اذا استمرت الانتفاضة سيستمر تعاطف العالم العربي و الاسلامي مع الشعب الفلسطيني.

و قال: "هذه مرحلة خطيرة و حاسة، و اذا لم تلتقطها القيادة الفلسطينية، سيذهب هذا الحراك، و سيحقق العدو امنياته بأن تكون هذه هبة ستنقشع بعد شهر أو شهرين، أو مدة قصيرة".

و لفت الى أن السلطة ليس لديها خيار للمراهنة على أمريكا، و "اسرائيل" لن تعطي أي وسيط جديد أي دور، و لن تكون اوروبا و روسيا بديلاً عن أمريكا لرعاية مفاوضات، و اذا لم تشعر "اسرائيل" انها متضررة من الاحتلال، لن تعطي السلطة أي انجاز نهائياً.

و أوضح أن "اسرائيل" خرجت من غزة بعد أن استنزفتها غزة، و أدركت ان غزة عبئاً عليها، و بالتالي لن تخرج من الضفة الغربية إلا إذا استنزفتها الضفة، و هذا يتطلب موقفاً من السلطة، بدلاً من الاستمرار في تسويق الأوهام.

 

 

 

 

كلمات دلالية