خبر مصر: جدل حول تصريحات لمرشد «الإخوان» تؤيد المد الشيعي

الساعة 07:08 ص|25 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم- الشرق الأوسط

أثارت تصريحات مهدي عاكف، مرشد الإخوان المسلمين في مصر، حول تأييده للمد الشيعي جدلا واسعا، إذ اتهمه سياسيون بإيجاد قنوات اتصال مع طهران في الوقت الذي تمر فيه العلاقات بين مصر وإيران بإحدى أسوأ مراحلها على خلفية المظاهرات التي نظمها مئات الإيرانيين مؤخرا وحاولوا خلالها الاعتداء على مقر البعثة الدبلوماسية لمصر في طهران احتجاجا على ما اعتبروه تعاونا مصريا مع إسرائيل في ما يتعلق بالحصار المستمر على قطاع غزة.

وقال عاكف لصحيفة النهار الكويتية، ردا على سؤال حول المد الشيعي في المنطقة: أرى أنه لا مانع في ذلك، فعندنا 56 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي سنية، فلماذا التخوف من إيران وهي الدولة الوحيدة في العالم الشيعية، أليس حسن نصر الله شيعيا، ألم يؤيده الناس في حربه ضد إسرائيل في صيف 2006. وأضاف عاكف في المقابلة «كما أؤيد برنامج إيران النووي حتى لو كان بغرض إنتاج قنبلة نووية».

وتباينت ردود الأفعال إزاء تصريحات عاكف، وهاجمه الدكتور جهاد عودة، عضو أمانة السياسات في الحزب الوطني الحاكم وأستاذ السياسة في جامعة حلوان، وقال «يبدو أن عاكف لا يستطيع أن يميز ما بين الخطأ والصواب وما بين الحلفاء والأعداء»، وأضاف «عليه أن يقرأ قليلا ما يكتبه الشيعة عن السنة حتى يعرف عمن يدافع». وتابع القول «إن عاكف لا مانع لديه من التفريط في السيادة الوطنية»، وإنه «تحول من مجرد متعاطف معها إلى موال لها»، مشيرا إلى أن الأمر «ليس غريبا عليه بعدما قيل عن تمويل إيران لحماس»، وقال «إن التصريحات تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين إخوان مصر والنظام الإيراني». لكن ضياء رشوان، الباحث في شأن الجماعات الإسلامية في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في مؤسسة «الأهرام»، قال«إن موقف الإخوان ليس غريبا، فالجماعة ترى أن عدو أميركا وعدو إسرائيل حليف لنا، وإن أي خلافات معه هي خلافات ثانوية يجب تجاوزها».

وسألت «الشرق الأوسط» عاكف عما إذا كانت إجابته قد حرفت أو فهمت خطأ فقال « لا، الإجابة صحيحة وبلا تحريف»، مشيرا إلى أن ما قاله «تأييد عام لمبدأ عام». وأضاف «لو كان هناك نصراني مضطهد لوقفنا إلى جواره». واعتبر عاكف أن «الهجوم عليه كلام مكرر»، و«غير موضوعي»، فضلا عن كونه «غير أخلاقي». وسألته «الشرق الأوسط» عن اتهامات البعض بأن هناك قنوات اتصال بين الإخوان وإيران، فقال «رغم أنه لا توجد قنوات اتصال، إلا أننا نرحب بوجودها، وليس لدينا ما نخفيه فنحن نقول: الصواب صواب والخطأ خطأ». وتعاني العلاقات المصرية ـ الإيرانية من الاضطراب منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1980، وليس لكل من البلدين منذ ذلك الحين سوى مكتب لرعاية المصالح لدى البلد الآخر.

ورفض الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء المصري، الاتهامات التي ترددها إيران بأن مصر تشارك في حصار قطاع غزة، واصفا إياها بأنها «غير مقبولة». وجددت الحكومة أمس موقفها، وأكد نظيف رفض مصر بشدة للمزايدات والاتهامات التي يروج لها البعض حول دورها في مساعدة الشعب الفلسطيني سياسيا وماديا ومعنويا، ولا تقبل المغالطات التي تهدف إلى التشكيك في الدور المصري الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية ومن مساعدة الشعب الفلسطيني. وكان الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي قد حذر من خطر السكوت على الخطط التي قال إن إيران وضعتها بهدف نشر التشيع في المجتمعات السنية. وأثارت التصريحات وقتها جدلا واسعا وهجوما على القرضاوي من البعض، وتأييدا من آخرين