خبر هل محور الشر سوري، أم إسرائيلي؟.. د. فايز ابو شمالة

الساعة 06:42 ص|25 ديسمبر 2008

هو محور شرٍ، وسم ناقع في حلق أمريكا و(إسرائيل)، ذلك التحالف العربي الإسلامي الذي يضم  كلاً من إيران، وسوريا، وحزب الله، والمقاومة الفلسطينية، ولاسيما بعد أن نجح في فرض إرادة المقاومة بديلاً عن نهج التفاوض العبثي، وتمكن من إفشال المخططات الأمريكية، والإسرائيلية في المنطقة، وأثبت قدرة بعض العرب، وليس كلهم، على تغييرتضاريس الخريطة السياسية، والنفسية، والثقافية في الشرق الأوسط، وأثبت أن ما كان مستحيلاً صار ممكناً، وأن تحالف رجال المقاومة هو الطريقة المثلى لمواجهة القوات الغازية، فكان النجاح في قهر الجيش الإسرائيلي الذي  كان لا يقهر، وقوض هيبته التي تآكلت مع صمود غزة، ولبنان، وأكد أن أوراق الحل والعقد في الشرق الأوسط ليست في يد أمريكا و(إسرائيل)، وإنما في يد أصحاب البلاد المستعدين لمقاومة محور شر الغزاة.

 

بعد فشل (إسرائيل) في كسر هذا التحالف عن طريق القوة العسكرية، وعن طريق القصف المباشر، والمقاطعة الاقتصادية، والدبلوماسية، والتهديد بالموت، لم يبق للدولة العبرية غير التآمر، والتعامل مع كل طرف على حدة، بالإغراء، ومحاولة الاحتواء، وتقديم التنازلات في محاولة لتفكيك هذا الحلف الذي خربش نسيج التطبيع، والتنسيق، والتسليم لإسرائيل كقوة نافذة، وقادرة، وحيدة ممثلة لشرعية المنطقة، وصاحبة الحل والعقد، إن التراجع الإسرائيلي عن استخدام القوة العسكرية، والاكتفاء بالتلويح بها دليل نجاح للتحالف العربي الإسلامي في لي عنق الإرادة العدوانية القادمة من وراء البحار، وهذه بواكير نصر تعزز التحالف الذي بات يثمر أرضاً، وكرامة، وليس بداية تفكك كما نشر الكاتب المتحامل على المقاومة "طارق الحميد" في صحيفة الشرق الأوسط، حين قال: هل يفعلها الأسد؟ ويمضي في عملية السلام مع (إسرائيل)؟ إن فعلتها دمشق، فستكون بمثابة انقلاب بالمنطقة، وحينها لن يجد خالد مشعل شقة مفروشة للإيجار في دمشق، وسيصبح نصر الله أكثر اعتدالاً من 14 أيار.

 

إن ما يخالف ظن المشككين بقوة حلف المقاومة؛ هو استطلاع الرأي الذي أجراه معهد "مأغار موحوت" لصالح أكاديمية "كنيرت" في غور الأردن، والذي بين أن 27% فقط من الإسرائيليين يؤيدون انسحاباً شاملاً من الجولان مقابل اتفاقية سلام. هذه النسبة تشير إلى عقل، ووجدان تأصل في العنجهية، وبالتالي فإن ما يعرض على سوريا ما هو إلا وهم، وسلام على ورق، ولاسيما أن المرشح للفوز برئاسة الوزراء "بنيامين نتانياهو" يصر على عدم النزول عن هضبة الجولان حتى مقابل اتفاقية سلام مع سوريا، وأحسب أن هذا ما تعيه سوريا جيداً وهي تتحرك، وتناور سياسياً، فكيف تتخلى  عن الرجال الذين أضاءوا سماءها بالكرامة، وتعزل نفسها عن خندق المقاومة، لتغرق في عتمة المؤامرات، والتحالفات المقوضة لسلامة المجتمع السوري؟. لا أظن ذلك، رغم ما يقال عن السياسية!.