محاولة لإسقاط الثوابت

الابتزاز الوظيفي..ورقة التلاعب الجديدة للضغط.. والأونروا تدخل على الخط..!

الساعة 01:22 م|08 يناير 2018

فلسطين اليوم

بات الابتزاز الوظيفي الذي يمارس من جميع الأطراف على المواطن الفلسطيني، هي اللعبة الرائجة التي مارسها الاحتلال أولاً , لفرض مزيدٍ من التنازلات ليتبعها أبناء الجلدة  الواحدة لفرض التنازلات وتحقيق مكاسب سياسية عجزت لغة الحوارات عن تنفيذها , ليطفو على السطح مؤخراً تهديدات من الإدارة الأمريكية التي ظنت أنها قد تكون حلاً لقضايا عالقة منذ سنوات الحصول على المزيد من التنازلات من العرب والفلسطينيين .

طالما مارس الاحتلال الإسرائيلي التهديد المالي والاقتصادي ضد شعبنا الفلسطيني ولكن أكبر حصار اقتصادي على وجه التاريخ فرضه الاحتلال ضد قطاع غزة منذ 10 أعوام لإركاع الشعب الغزي وإبعاده عن خط المقاومة ليفشل في ذلك فشلاً ذريعاً ويجد الشعب الفلسطيني أكثر تمسكاً واحتضاناً للمقاومة , رغم تركه للعديد من الأثار الاقتصادية الكارثية .

الأونروا الورقة الجديدة

"الاونروا "هي ورقة الابتزاز الجديدة التي تحاول أمريكا التلاعب بها لدفع السلطة للتنازل والقبول للعودة للمفاوضات وخاصة بعد تمنع السلطة من قبول أمريكا كطرف راعي لعملية السلام بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لما يسمى ب"إسرائيل".

الرئيس الأمريكي ترامب هدد منذ خمسة أيام بأنه سيوقف كل الدعم عن وكالة الغوث’ الأونروا’ إذا لم تعد القيادة الفلسطينية لعملية المفاوضات.

وهذا ما أكدته سفيرة الولايات المتحدة الامريكية لدى الأمم المتحدة نيكلي هالي بأن بلادها ستوقف الدعم عن وكالة الغوث إذا لم يعد الفلسطينيون للمفاوضات.

الأونروا تقدم خدمات ل5 ملايين لاجئ

تقدم الوكالة خدماتها لما يزيد عن 5 ملايين لاجئ فلسطيني موزعين على خمسة أقاليم تغطي وكالة الغوث ‘الأونروا’ خمسة أقاليم يتوزع فيها اللاجئون الفلسطينيون بالضفة الغربية وغزة ولبنان وسوريا والأردن.

تصريحات أطلقها المفوض العام للأونروا بيير كرينبول منذ بداية العام الجاري بأن الأونروا أكثر تصميماً من أي وقت مضى لحماية حقوقكم وتلبية احتياجاتكم. ليس هناك ما هو أكثر أهميةً بالنسبة لي من إنجاز هذه المهمة , فتفويض الوكالة يعكس إرادة المجتمع الدولي، وتم تمديده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة فيالعام الماضي.                                                                                           

الأونروا تقدم خدماتها وفقا لتقارير سابقة لخمس مناطق وهي" القدس المحتلة، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان , حيث تقدم خدمات  لـ711 مدرسة  , وعيادات الأونروا المفتوحة تبلغ 143 وسيستمر لاجئو فلسطين بالحصول على الرعاية الصحية الجسدية والنفسية وهنالك حاجة ماسة لهذه الخدمات.

ويشار الي ان "ميزانية الوكالة العادية لعام 2017 بلغت 700 مليون دولار لإدارة عملياتها في المناطق الخمس (الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة).

ارقام غير دقيقة

وزعمتهآرتس قالت ان التقليصات التي تنوي الادارة الامريكية تنفيذها ضد الاونروا ستؤدي الى ان يفقد 12 ألف مدرس في قطاع التعليم في الضفة وغزة وظائفهم وان تكون وظائف 20 ألف مدرس في مناطق عمليات الاونروا الخمسة معرضة للخطر.

وتنقل الصحيفة عن مصادر اممية قولها ان التعليم الذي تقدمه الاونروا في مناطق عملياتها سيتأثر اكثر من قطاعات الصحة وتوزيع المواد الغذائية والبنى التحتية والتي يعتبر غيابها مهددا لحياة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الاونروا.

رد اولي للأونروا

وقال الناطق باسم الأونروا كريس غينيس في تصريحات أولية بانه "بناء على حوارات مكثفة مع الادارة الامريكية فان واشنطن لم تتخذ بعد قرارا بتجميد مساعداتها" موضحا "واشنطن هي اكبر مساهم في ميزانية الاونروا منذ 70 عاما وهي شريك استراتيجي ونحن سنعمل بدون كلل من اجل تطبيق التفويض الممنوح لنا لخدمة اللاجئين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي صفت دورنا بانه لا يمكن الاستغناء عنه".

واضاف غينيس "الاونروا ليست لمبة كهرباء يمكن اطفاءها بضغط زر وانه من غير المسموح لهذا الجهد الانساني الكبير والفرص والامل الذي اوجدته الاونروا ان يندثر" مؤكدا ان هذا لن يكون في مصلحة احد لان نتائجه من الناحية الانسانية ستكون كارثية وسيكون له نتائج غير محسوبة على الاستقرار الاقليمي .

البحث عن بدائل

أكد محمود خلف عضو اللجنة المركزية ، اعتبر أن التهديد بقطع المساعدات الأمريكية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، هو ابتزاز سياسي قذر، وهذا التهديد مشروط بعودة السلطة الفلسطينية للمفاوضات مع إسرائيل دون أن يكون هناك سقف زمني لتلك المفاوضات، وهو ابتزاز مرفوض جملة وتفصيلاً، والغريب أن تلوح واشنطن بمقايضة مساعدات إنسانية تقدم للاجئين بمواقف سياسية، وهذا انحدار في الأخلاق السياسية، وواشنطن تعد بالمناسبة من أكبر الداعمين لـ (أونروا) وتقدم سنوياً نحو 300 مليون دولار، تساهم في تقديم الخدمات لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني في الداخل الفلسطيني والشتات.

وأشار خلف، إلى أنه يجب تخصيص موازنة ثابتة لـ (أونروا) من قبل الدول المانحة، حتى لا يخضع عملها للابتزاز السياسي، كما تفعل الآن واشنطن، وما تلوح به واشنطن خطير للغاية، عمل الوكالة يتم بشكل منظم من قبل الأمم المتحدة، وعملية التمويل شفافة للغاية إذا ما أقدمت واشنطن على تنفيذ مخططها فمعناها أن عمل (أونروا) في مناطق عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية ومخيمات اللجوء في الشتات في الأردن ولبنان وسوريا سيصاب بالشلل التام.

اما الحقوقي محسن أبو رمضان وجد أنه يمكن للاتحاد الأوربي سد ثغرة وقف المساعدات الأمريكية، خاصة وأن دول الاتحاد تعلم جيداً أنها ستتأثر سلباً بتأزم الأوضاع الإنسانية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

مضيفا " قرار في مثل هذا الحجم يحتاج أن يرتقي الدور السياسي للاتحاد الأوروبي وأن يكون أكثر استقلالية عن واشنطن، رغم أن الاتحاد ، يتعامل بصورة أفضل من واشنطن في ما يخصّ النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.

بالرغم من البحث حلول لأثار القرار وخطورته يبقى السؤال انه في حال تم تنفيذ القرار الذي يهدد به ترامب بقطع المساعدات عن الاونروا  يكون بذلك ترامب بدأ فعلياً بتصفية القضية الفلسطينية ومحاولة انهاء اكبر قضيتين كانتا "كثوابت للشعب الفلسطيني ولا يمكن التنازل عنهما مهما كلف الثمن, وسط صمت عربي يرعى صفقة قرن يتم تمريرها بسهولة لتصفية القضية الفلسطينية وسط غضب فلسطيني يرفض التنازل عن أي من الثواتب مهما كلف الامر.

كلمات دلالية