خبر تقارير 2008... الحرب والفساد يطيحان أولمرت ولا آفاق سياسية عقب الانتخابات المقبلة

الساعة 10:53 م|24 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم: وكالات

ينقضي العام 2008 و"اسرائيل" في حمأة معركة انتخابية لا يلوح منها استشراف آفاق سياسية جوهرية، وذلك بعد تعرضها لزلازل سياسية داخلية بدءا بتقرير لجنة فينوغراد الذي صدر مطلع العام، مرورا بتحقيقات جنائية ضد رئيس الوزراء ايهود أولمرت بشبهة الضلوع في أعمال فساد وانتهاء بالإطاحة به وتقديم موعد الانتخابات.

 

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب البروفسور يوءاف بيلد ل “يونايتد برس” إن “الانتخابات العامة في “إسرائيل” تجري بالأساس في ضوء إخفاق حكومة أولمرت في حرب لبنان الثانية وكان ينبغي أن يستقيل أولمرت في أعقاب التقرير النهائي للجنة فينوغراد”. لكن أولمرت لم يستقل بعد صدور هذا التقرير في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، حيث رأى محللون أن رئيس حزب العمل وزير الحرب ايهود باراك مدّ له طوق النجاة عندما امتنع عن مطالبته بالاستقالة، رغم تعهده بذلك.

 

ولم تمض شهور قليلة حتى زلزلت الأرض مجددا تحت أقدام أولمرت عندما سمحت المحكمة المركزية في القدس في 8 مايو/ أيار بالنشر عن تحقيق تجريه الشرطة والنيابة العامة ضده بشبهة ارتكاب مخالفات فساد، وتبين لاحقا أنه مشتبه بالحصول على الرشوة من المليونير الأمريكي اليهودي موريس تالانسكي. وأعقب هذا الزلزال هزات ارتدادية أخرى تبين من خلالها أن أولمرت مشتبه به بالضلوع في ملفات فساد أخرى، تضاف إلى ملفات سابقة.

 

وفي غضون ذلك بدأت شعبيته تنحدر إلى حضيض غير مسبوق فوصلت إلى 2% ما دفع بباراك، بعد أن كان قد مد طوق النجاة، إلى إنذار أولمرت بالاستقالة أو أن يتم حل الحكومة والتوجه لانتخابات عامة مبكرة ما يهدد بتبخر حكم حزب كاديما وعودة حزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو إلى الحكم.

 

واضطر أولمرت للاستقالة في سبتمبر/ أيلول بعد تعرضه لضغوط من داخل حزبه (كاديما) وتحول إلى رئيس حكومة انتقالية فيما انتخبت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني رئيسة للحزب ومرشحته لرئاسة الوزراء.

 

ورأى بيلد أن “حزب كاديما تأسس بغية خدمة شخص واحد هو أرييل شارون، وبعد غيابه لم يعد هناك مبرر لوجود هذا الحزب وسيتلاشى تدريجيا، وأن قوته ستتراجع في الانتخابات المقبلة”.

 

وفي هذه الأثناء تحتدم المنافسة على الحكم بين حزبي كاديما والليكود، إلا أن الفرق بين الاثنين ليس كبيرا، فيما يتعلق باحتمالات التوصل إلى تسوية بين “إسرائيل” والفلسطينيين وسوريا، بل إن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.

 

ويرى أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة حيفا داني غوطفاين عدم الاختلاف في توجهات كاديما والليكود وبرر ذلك قائلا “من جهة توجد رغبة لدى “الإسرائيليين” في التوصل إلى اتفاق سلام، ومن جهة أخرى يوجد عدم ثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق بسبب الهجمات المستمرة من غزة”. أضاف “أعتقد أنه يجب إدراك هذه الازدواجية، كما أني أعتقد أن السبب الرئيسي الذي يجعل نتنياهو يحظى بنوع من الشعبية ويتفوق على منافسيه لا علاقة له ببرنامجه السياسي أو الاقتصادي، وإنما لأنه غير محسوب على الحكومة الحالية التي ينسب “الإسرائيليون” إليها كل الإخفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية” في إشارة إلى حرب لبنان الثانية.

 

من جانبه قال عضو الكنيست عن حزب ميرتس اليساري ران كوهين ل “يونايتد برس” إن “المجتمع “الإسرائيلي” تحرك نحو اليمين لكن ليس فكريا وإنما بالانتماء السياسي ولأسباب أخرى”. وتابع أن “السبب الأول هو أنه كلما تصاعد العنف فإن الأفكار تتجه نحو اليمين، وأقصد هنا عنف الإرهاب وعنف “إسرائيل”. والسبب الثاني هو أن اليسار لم يعرف كيف يبلور قيادة سياسية تحظى بثقة الجمهور، ولم يفعل ذلك ايهود باراك أو حزب ميرتس”. وأضاف أن “السبب الثالث هو تدهور واتساع الفجوات الاجتماعية، وهذا يخلق وضعا يتزايد فيه عدد المواطنين الذين يعانون من ضائقة اقتصادية، وعموما فإنه كلما ازداد فقر الناس يضحون أقل ثقافة ويتجهون نحو اليمين”. واستدرك قائلا “من ناحية المسار التاريخي لعملية السلام، أنا متفائل لأنه لا يوجد أي مسار آخر يمكن أن ينتصر، لكني متشائم من ناحية قوة اليسار، إذ يوجد هنا وضع ينطوي على تناقض، فمن جهة طريق اليسار ينتصر لأن الجميع في "إسرائيل" يتحدثون عن حل الدولتين ومن الجهة الأخرى يخسر اليسار قوته البرلمانية".