التميمي هي الضحية -هآرتس

الساعة 01:17 م|03 يناير 2018

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

رفعت النيابة العسكرية العامة يوم الاثنين لوائح اتهام ضد عهد التميمي ابنة الـ 16 من النبي صالح، وامها، نريمان التميمي. عهد متهمة بخمسة اعتداءات على قوات الامن وبالتحريض. اما امها فتهمة بتصوير حادثتين وبالتحريض في الشبكات الاجتماعية. اضافة الى ذلك رفعت لائحة اتهام ضد قريبتهما، نور التميمي، التي شاركت في الحدث في النبي صالح. واضح أن النيابة العامة خرجت عن طورها كي تبلور ملفا ذا مغزى ضد عهد، التي اصبحت منذ نشر الشريط واعتقالها البطلة الجديدة للكفاح الفلسطيني. وحسب محاميها، غابي لسكي، لما كان الحدث الذي وثق في الشريط لا يبرر الاعتقال الطويل "فقد احتجزوها قيد الاعتقال كي يجدوا احداثا من الماضي، وبالفعل رفعوا لائحة اتهام على احداث وقعت قبل سنة ونصف واكثر – فيما أن احدا حتى اعتقالها الحالي لم يبلغ عنها، لم تعتقل عليها، لم يشكو منها أحد، لم يكتبوا تقارير عمل حولها".

 

في الشريط تبدو عهد تصفع الجنود وتحاول ركلهم، بينما هم يحتوون عنف الفتيات، وبشكل يبعث على التقدير يمتنعون عن ضربهن أو اعتقالهن. في واقع حياة الاحتلال، وعلى خلفية الصور التي تأتي بشكل عام عن احتكاكات عنيفة بين الجنود والفلسطينيين، كانت هذه مشاهد تبعث على الامل، وهكذا ايضا استقبلت في العالم. غير ان الكثيرين في اسرائيل لم يروا هكذا وجه الامور. وبدلا من ضبط النفس والتجلد، لاحظوا في اليمين الانبطاح، الجبن والضعف. في اعقاب النقد اعتقل الجيش بنات التميمي.

 

ابو عهد، باسم، قد كتب يوم الجمعة في "هآرتس" يقول انه "رغم ان هذا هو اعتقال عهد الاول، فان سجون نظامكم ليست غريبة عليها"، وذكر ان ابنته اجتازت كل حياتها تحت الظل

 

الثقيل للسجن الاسرائيلي، الذي اجتذبه هو الى جدرانه كما اجتذب ام عهد، اخاها، اصدقاءها وصديقاتها. واضاف بان "اعتقالها كان دوما مسألة وقت فقط. مأساة محتمة تنتظر التحقق".

 

في خلاف ظاهر مع الجنود في الشريط، الذين فعلوا كل ما في وسعهم كي يوقفوا القصور الذاتي المأساوي للاحتلال ودائرة العنف التلقائية، يبدو أن اسرائيل مصممة على أن تؤدي دور النذل في مأساة التميمي، وتخلت عن الادعاء بتغيير نهايتها. فالنيابة العامة العسكرية تصر على تحويل بضع ضربات من فتاة مراهقة، ولدت وترعرعت في ظل الاحتلال الى "اعتداء في ظروف متشددة". وهي تستخدم التميمي كي ترضي الرأي العام المتعطش للانتقام، ونقل رسالة رادعة للشباب والشابات الفلسطينيين، كي لا يتجرأوا على الثورة ضد الاحتلال. وبدلا من وقف الظلم، تواصل اسرائيل تخليده. المشكلة ليست التميمي بل الاحتلال نفسه. وليس فقط لم يكن مكان لرفع لائحة اتهام ضد التميمي، بل ينبغي تحريرها على الفور.

 

كلمات دلالية