خبر فروانة: استشهاد الأسير المقدسي أبو إسماعيل يجب أن يفتح ملفي الإهمال الطبي والأسرى المقدسيين

الساعة 02:51 م|24 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-رام الله

قال الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن استشهاد الأسير جمعة إسماعيل موسى، اليوم داخل ما يُسمى مستشفى سجن الرملة، يجب أن يفتح ملفي الإهمال الطبي بشكل خاص وملف الأسرى المقدسيين بشكل عام.

 

وأكد فروانة في تقرير له، اليوم، 'أن الأوضاع الصحية داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية ازدادت سوءاً وخطورة في السنوات الأخيرة، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والتي غدت تشكل ظاهرة تتيح للأمراض المزمنة والخطيرة مداهمة أجساد كافة الأسرى، وتعرض حياتهم للموت داخل السجن أو أن تورثهم الأمراض الى مابعد الخروج من السجن ان قدر لهم ذلك'.

 

وأضاف: 'إن سياسة الإهمال الطبي تعتبر جزء من منظومة متكاملة ومتشابكة من الانتهاكات الخطيرة والفظة، تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى بشكل يومي، كجزء أساسي من سياستها العامة في تعاملها مع الأسرى، وتشكل جميعها سياسة رسمية غير معلنة تهدف إلى إعدام الأسرى نفسياً ومعنوياً وإن أمكن جسدياً بشكل بطيء، مما يستدعي وقبل فوات الأوان فتح ملف الإهمال الطبي المتبع كسياسة ومنهج داخل سجون الاحتلال، وإنقاذ حياة المئات من الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة ومختلفة مثل السرطان والفشل الكلوي، والشلل، والعيون، والقلب، والغضروف، والرئتين وغيرها، ومنهم من هم بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة'.

 

وتابع فروانة: باستشهاد الأسير 'أبو إسماعيل' اليوم، يرتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي منذ العام 1967 ولغاية اليوم إلى49 أسيرا من مجموع شهداء الحركة الأسيرة والذين ارتفع عددهم اليوم إلى  196 شهيداً نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب والقتل العمد بعد الاعتقال، فيما يعتبر الشهيد 'أبو إسماعيل' هو الأسير الثاني الذي يستشهد خلال العام الجاري 2008 حيث سبق وأن استشهد الأسير فضل شاهين من غزة بتاريخ 29-2- في سجن بئر السبع نتيجة الإهمال الطبي.

 

وفي ذات السياق، طالب فروانة كافة الجهات المختصة الحكومية وغير الحكومية وكافة المؤسسات المعنية بالقدس، بضرورة فتح ملف الأسرى المقدسيين، لاسيما القدامى منهم المعتقلين منذ ما قبل أوسلو وأعرب فروانة عن بالغ قلقه من استمرار التعامل الإسرائيلي بهذا المنطق مع قضية الأسرى المقدسيين، والذي يعتبر سجنهم والإحكام الصادرة بحقهم هو شأن داخلي ولا يحق لأي جهة عربية أو فلسطينية المطالبة بإطلاق سراحهم، مما أبقى قضيتهم رهينة في قبضة سلطات الاحتلال، قائلا: 'ها نحن نفقدهم واحداً تلو الآخر'.

 

وذكر فروانة أن الشهيد الأسير 'جمعة اسماعيل محمد موسى' ( 66 عاماً ) هو واحد من قائمة الأسرى المقدسيين القدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو، ويبلغ عددهم  46 أسيراً ويعتبر الأسير فؤاد الرازم المعتقل منذ 28 عاماً أقدمهم وعميدهم.

 

وأضاف فروانة: أن الشهيد ' أبو إسماعيل ' من مواليد 1942، وتقطن عائلته في الحارة التحتة قرب جامع الخلفاء في مخيم شعفاط، وهو متزوج ولديه ثمانية أولاد وبنات، وأكثر من عشرين حفيداً، وكان اعتقل في الثاني من ابريل عام 1993، وكان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة، وكان يعاني من عدة أمراض أبرزها مرض الانسداد في شرايين القلب، والسكري وارتفاع ضغط الدم، وضيق التنفس، فلا يقدر على التقاط أنفاسه من دون جهاز التنفس، كما كان يعاني من مشاكل في المسالك البولية والأمعاء والقولون، ومرض جلدي يحرمه من النوم لأيام متتالية، ومنذ 12 عاماً وهو يقبع في ما يسمى مستشفى سجن الرملة بشكل دائم نظراً لخطورة وضعه الصحي دون أن يتلقى الرعاية الكافية أو العلاج المناسب، كما لم يطرأ أي تحسن على أوضاعه الصحية.

 

وأفاد فروانه أن الأسير الشهيد قال في إحدى رسائله 'أخاف أن أموت في الأسر، مثل الشهيد محمد حسن هدوان، أن يضعوني في كيس ويرموني من دون أن أرى أولادي، أتمنى أن يطلق سراحي وأن أحضن أولادي حتى ولو قبل موتي بأسبوع، وأعانق زوجتي وأولادي ثم أموت'.

 

واعتبر فروانة أن استشهاد الأسير المقدسي أبو إسماعيل اليوم، هو جزء من السياسة الإسرائيلية الهادفة لقتل الأسرى عموماً، والأسرى المقدسيين خصوصاً، وهو بذلك يلتحق بالشهداء الأسرى المقدسيين اسحق مراغة وعمر القاسم وحسين عبيدات، ومحمد أبو هدوان، والملفت أن السبب المباشر لاستشهادهم  والقاسم المشترك فيما بين جميعهم كان الإهمال الطبي.

 

وحمل فروانة إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية المباشرة عن استشهاد الأسير المقدسي جمعة موسى باعتبارها لم توفر له الرعاية الطبية اللازمة، ورفضت الإفراج عنه رغم المناشدات الكثيرة ورغم التقارير الطبية التي تحدثت عن خطورة وضعه الصحي، داعياً كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك الجدي والفاعل لوضع حد لسياسة الإهمال الطبي والعمل الفوري من أجل إنقاذ حياة مئات الأسرى المرضى القابعين في السجون الإسرائيلية  لاسيما العشرات منهم الذين يمكثون بشكل دائم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة.