خبر مصدر مصري : مصر كبيرة ولها تاريخ ولا يمكنها وصف قيادة « حماس » بـ « العصابة »

الساعة 12:37 م|24 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - القاهرة

شكك مصدر إعلامي وسياسي مصري، في دقة الأنباء التي نشرتها صحيفة "القدس العربي" اللندنية اليوم الاربعاء (24/12)، نقلاً عن وزير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان، ووصفه لقيادة "حماس" بأنها "عصابة" ومطالبته بما سمّاه "تأديبها"، واعتبر ذلك جزءاً من "حملة استهداف مصر والوقيعة بينها وبين الشعب الفلسطيني"، لكنه شن حملة على "حماس" واتهمها بما سمّاه "تخريب الوضع الفلسطيني".

 

واتهم عضو لجنة سياسات التثقيف بالحزب الوطني الحاكم في مصر، ورئيس تحرير مجلة الهلال المصرية، مجدي الدقاق، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، "جهات فلسطينية وأجنبية" بمحاولة الوقيعة بين مصر والشعب الفلسطيني، ونفى أن يكون أحد من ساسة مصر أو دبلوماسييها قد أقدم على وصف "حماس" بأنها "عصابة".

 

وقال الدقاق "مصر دولة ودولة كبيرة ولها تاريخ طويل، ولا يمكن أن يخرج من قياداتها السياسية أو الدبلوماسية مثل هذه الألفاظ "العصابة"، وهي تتعامل مع الدولة كدولة ومع الحركة كحركة ومع الأفراد كأفراد، وتضع الجميع ضمن حجمهم الطبيعي، وبالتالي لا أتصوّر أنّ هذا الكلام يمكن أن يخرج من أحد من قياداتها أو دبلوماسييها"، على حد تعبيره.

 

واتهم الدقاق "حماس" وإيران بمحاولة "إشعال المنطقة"، وقال "هناك من يحاول على الأرض إشعال المنطقة مثل "حماس" وإيران وبعض الفصائل التي تريد تحريض إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية، وهذا هو الهدف من الهجوم على مصر ومحاولة الوقيعة بينها وبين الدول الأخرى، ومصر تعرف دورها ولا تهتم بمثل هذه الاتهامات، وهي تعرف دورها وتعرف حجمها، وتعرف أيضاً حجم الصدق الذي يمكن أن تلقاه مثل هذه الأخبار التي هي عبارة عن دعايات إعلامية لن تؤثر في الموقف المصري"، وفق تأكيده.

 

وانتقد الدقاق بشدة اتهامات "حماس" للموقف المصري بأنه منحاز للسلطة الفلسطينية وحركة "فتح" على حساب "حماس"، وقال إنّ "الحديث عن أنّ مصر منحازة هو عبث سياسي بامتياز، فمصر منحازة حقيقة للشعب الفلسطيني وليس للرئيس عباس أو غيره، وقد قدمت دماءها في السابق ليس انحيازاً للرئيس (ياسر) عرفات ولا لجورج حبش وإنما للقضية الفلسطينية، وما يقال عن أنّ مصر منحازة لـ "فتح" هو عبث سياسي"، وفق وصفه.

 

على صعيد آخر؛ أشار الدقاق إلى أنّ استدعاء وزارة الخارجية المصرية للسفير السوري في القاهرة، يوسف أحمد، لإبلاغه شكواها بشأن المظاهرات التي نُظمت في الآونة الأخيرة أمام السفارة المصرية بدمشق، يعكس رغبة القاهرة في الحفاظ على العلاقات مع سورية. وقال الدقاق "العلاقات السورية ـ المصرية تمرّ بفترة توتر لكنها لن تنهار، والإجراء المصري باستدعاء السفير السوري في القاهرة هو إجراء طبيعي هدفه الحفاظ على العلاقات بين البلدين، وحتى تبلغ القاهرة استياءها مما جرى أمام سفارتها في دمشق، لأننا نعلم أنها مسيّرة من الجانب الحكومي السوري"، على حد تقديره.