بعد بدء امتحانات نهاية الفصل الأول للعام الدراسي، و استثناء المراحل من الصف الأول حتى الرابع منها، برزت حالة الاستياء لدى أولياء الأمور مما سببه قرار الغاء الامتحانات عن ابنائهم في هذه المراحل، و اقتصارها على أوراق العمل في مواد دراسية معينة.
و لعل أحد أسباب الاستياء الواضح لدى الأهالي هو انعدام الشعور بالرغبة في الدراسة و المراجعة لما تعلمه الأبناء طوال الفصل الدراسي، و مكوثهم لساعات طويلة من اللهو في الشوارع، بدلاً من الدراسة كأقرانهم في المراحل الأخرى.
مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » استطلعت آراء العديد من الأمهات و أولياء الأمور بعد تطبيق هذا النظام الجديد على ابنائهم، و مدى جدوى أوراق العمل في الحفاظ على مستوى ابنائهم التحصيلي، حيث أكدوا على أن نظام الاختبارات أفضل بكثير، لا سيما و أن هذه المراحل مهمة بالنسبة لعملية تأسيس الأطفال و إعدادهم جيداً للمراحل التالية، لا سيما مع صعوبة المناهج الدراسية و احتواءها على هذا الكم من المعارف و المعلومات.
« عهود نجار »، والدة أحد طلاب الصف الرابع الأساسي وصفت ما يجري بأنه « مهزلة كبيرة » بحق الطلاب و ذويهم، و أنه أسلوب تجهيلي للطلاب، واستخفاف بالأهل.
و أشارت الى أنه لا يوجد صورة واضحة و كاملة لوضع اوراق العمل، كما أن اولياء الأمور لم يبلغوا بشكل مفصل حول تفاصيل عملية تقديم أوراق العمل.
و أضافت: « صحيح الامتحانات كانت مجهدة، لكنها كانت واضحة للأهل وتجبر الطالب على استمرارية الدراسة ».
و من جانبها اعتبرت « إيمان مهدي »، و هي أيضاً والدة طفل في الصف الرابع بأن القرار الذي اتخذته وزارة التعليم بشأن الغاء الامتحانات لم يكن موفقاً، لا سيما و أن هناك ظلم يقع على الفئة المتميزة من هؤلاء الطلاب.
و اعتبرت أن القرار يساوي بين من هو مستواه 85% و من هو 100%، مطالبة الوزارة بالتراجع عنه، و العودة لنظام الاختبارات لا سيما و أن هذه المرحلة حرجة بالنسبة لعملية تأسيس ابناء الصف الرابع الذين سينتقلون الى المرحلة الخامسة، و هي المرحلة الأصعب في مراحل الابتدائية و تحتاج لمتابعة و جهد لإعداد الطالب و تدريبه على مواجهة الاختبارات فيها.
بدورها قال « أمل وادي »: « إن هذا النظام يناسب طلاب الصف الاول والثاني فقط ، اما طلاب الثالث والرابع فهو غير مناسب لهم ، لانهم في مرحلة يجب ان يعرفوا فيها معنى الامتحان وأهميته وكيف يهتم به ويدرس له، و بذلك يصل الطالب إلى الصف الخامس و هو لا يعرف معنى الامتحان و سوف يتفاجأ به، و لن يستطيع التعود على الاهتمام بالدراسة و الحرص على تحصيل الدرجات ».
و تابعت تقول: « منذ أن بدأت الاختبارات و طلاب هذه المراحل يلعبون و يلهون في الشوارع، في الوقت الذي كان من المفترض أنهم يراجعون دروسهم، و هذا من شأنه أن يخلق حالة من اللامبالاة لديهم على المدى البعيد ».
و طالبت وادي وزارة التعليم للعدول عن هذا القرار بعد هذه النتيجة السيئة التي ظهرت في مرحلة تقديم الاختبارات.
« باسمة ابو كميل » قالت من جهتها إنها ضد هذا النظام، و أنها تعيش مع ابنائها بالصف الثالث و الرابع أجواء الامتحانات، معتبرة أنه حتى لو كانت أوراق عمل بدلاً من الاختبارات، فيجب على الطلبة أن يدرسوا لأنه سيتم تقييمهم من خلال هذا البرنامج.
« ام حسام »، هي الأخرى أبدت امتعاضها من الحالة التي وصل لها ابنائها بسبب الغاء الاختبارات قائلة: « إن مساوئ هذا النظام بدأت تظهر، و من بينها الواسطة والمعرفة في التقييم من جهة المدرسين، كما أنه لم يتم ختم المنهاج و مراجعته كما كل عام ».
و أشارت الى أنها لم تلحظ أي ميزة لهذا النظام حتى الآن، و أن ابنائها اصبحوا مستهترين بالدراسة، و أصبح اللعب في الشارع أهم لديهم و بديلاً للدراسة.