خبر يلعبون بالدبلوماسية- يديعوت

الساعة 11:11 ص|24 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوآف برومر

(المضمون: بدلا من تحطيم الاواني والبحث عن السبل لمعاقبة الدول التي صوتت ضد ينبغي أن نتذكر: طالما ركزت الجمعية على الاقوال ضد إسرائيل، فانه في مجلس الامن أغلب الظن سيمتنعون عن اتخاذ الأفعال ضده - المصدر).

 

الرد المناسب على الملاحقة المهووسة من الامم المتحدة لاسرائيل يبدو أنه قدمه بالذات السفير من اصل ايرلندي الذي مثل الولايات المتحدة في المنظمة في منتصف السبعينيات. فبعد لحظة من تصويت اغلبية اعضاء الجمعية في صالح قرار 3379 الذي قال ان « الصهيونية عنصرية »، توجه ذاك السفير، دانييل باترك موينهان، الى نظيره الاسرائيلي حاييم هيرتسوغ بالقاعة، عانقه عناقا وديا واعرب عن احساس الاحباط من الامم المتحدة والذي يشارك فيه اليوم الكثيرون حين قال: « Fuck’em ». وبالترجمة الحرة والمغسولة تعني: فليذهبوا الى الجحيم.

 

في الوقت الذي يطلق فيه رئيس الوزراء، وزراء كبار وسفيرنا في الأمم المتحدة تصريحات كفاحية ضد قرار الشجب الأخير من الجمعية العمومية لعله من المناسب أن يخفضوا حدة النبرة وان يفكروا بتبني نهج موينهان، أو على الأقل صيغة اكثر لطافة. إذ ان تفكيرا أعمق بكثير في التوترات الداخلية في المنظمة والشكل المرتب الذي تعمل فيه، يشهد على تصويتات رمزية من هذا النوع، ليس فقط لا تهدد إسرائيل حقا، بل كفيلة بشكل غير مباشر لمساعدتها.

 

نتنياهو بالذات، الذي لا يفوت فرصة لاستغلال منصة الأمم المتحدة كي يقدم عروضا مسرحية خاصة به لم يتمكن من أن يفهم بان الجمعية معدة بالضبط لهذا الغرض: اللعب. الفعل

 

الدبلوماسي المتظاهر إذ ان كل من قرأ ميثاق الأمم المتحدة ويتابع المنظمة يعرف انه مثلما في لاس فيغاس، فان ما يحصل في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة يبقى في الجمعية العمومية. فالفصل الرابع من الميثاق يفصل صلاحيات الجمعية: التوصية، الحديث، البحث، النقاش والتفكير. والامر الأساس الذي ليست الجمعية مخولة بعمله بصراحة هو العمل. فهذه الصلاحيات محفوظة لمجلس الامن وهناك فقط يمكن لإسرائيل أن تتضرر حقا.

 

رغم الشعارات الديمقراطية التي درجت الأمم المتحدة على التغلف بها، فالحديث يدور عن هيئة مناهضة للديمقراطية المبدأ الأساس فيها هو صوت واحد لكل واحد لا يسري مفعوله بسبب حق الفيتو في مجلس الامن والمخصص للاعضاء الدائمين – الولايات المتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا وفرنسا. وبأيديهم فقط صلاحيات التفعيل أو المنع لبندي الميثاق العمليين – البندين 41 و 42 – اللذين يسمحان لفرض العقوبات والعمل عسكريا. وهذا ليس صدفة. فعندما أسس الامريكيون المنظمة في نهاية الحرب العالمية الثانية، فهموا بانه من أجل ضمان هيمنتهم يجب خلق مظهر اخوة ومساواة وإعطاء كل الأعضاء عرضا عابثا من القوة. وهذا بالضبط ما تفعله الجمعية. فهي تسمح للدول التي ليس لها تأثير حقيقي بالمعاني الدولية – العسكرية، السياسية، الاقتصادية – أن تشعر وكأن لها تأثير ما.

 

ليس واضحا اذا كان نتنياهو أو ترامب يفهمان هذه العلاقة بين مجلس الامن وبين الجمعية – بين أين تمارس السياسة وبين أين يثار الضجيج أساسا.

 

ولكن بفضل إمكانية التنفيس الدبلوماسي في شكل قرارات مناهضة لإسرائيل في الجمعية العمومية، فان الدول العربية، تركيا وايران تكتفي عمليا بالمناكفات الرمزية – وبالاساس لأغراض داخلية – تخفض الضغط للعمل ضد إسرائيل في المجلس. وعليه، فبدلا من تحطيم الاواني والبحث عن السبل لمعاقبة الدول التي صوتت ضد ينبغي أن نتذكر: طالما ركزت الجمعية على الاقوال ضد إسرائيل، فانه في مجلس الامن أغلب الظن سيمتنعون عن اتخاذ الأفعال ضده.

 

كلمات دلالية