خبر صفقة أم لا صفقة - معاريف

الساعة 11:55 ص|19 ديسمبر 2017

بقلم: زلمان شوفال

          (المضمون: ليس واضحا اذا كانت ستطرح خطة لحل النزاع من جانب امريكا بعد اعلان ترامب الاخير، ولكن السؤال يبقى كيف سيرد اذا تبين انه لا توجد امكانية عملية للوصول الى الصفقة - المصدر).

ان بيان الرئيس دونالد ترامب عن اعتراف بلاده بالقدس كعاصمة اسرائيل، أثارت في الولايات المتحدة ردود فعل من كتاب الافتتاحيات أساسا، والتي أعطت صداها في المواقف المعتادة لمن كانوا مسؤولين عن سياسة الشرق الاوسط في عهد اوباما. وفي « نيويورك تايمز » بالذات غير العاطفة على الرئيس ترامب، أيدوا القرار بشكل لا لبس فيه. وفي الجمهور اليهودي على اختلاف الوانه ايضا كان مؤيدون أكثر مما كان معارضون، بما في ذلك الاصلاحيون والمحافظون. احد الشخصيات قال على مسمعي بانفعال: « هذه لحظة ترومان لترامب ».

في هذه المرحلة، ليس واضحا اذا كان الاعلان عن القدس يقف بذاته، أم ربما في اعقابه سيطرح الرئيس أيضا خطته الكاملة بالنسبة للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني ولكن تتعاظم المؤشرات على أنه سيوسع يراع اقتراحاته. رئيس الوزراء هو الاخر تناول ذلك في معهد البحوث « شتهام هاوس » في لندن، حين اقترح على الحاضرين « عدم الاستخفاف » بتصميم ترامب على تحقيق « صفقة من خارج العلبة ».

تفاصيل الصفقة ليست معروفة بعد، ولكن لن نتفاجأ اذا ما كان رئيس الوزراء، الذي أجرى في الاشهر الاخيرة اتصالات مكثفة مع طاقم السلام الامريكي، على علم بها بخطوطها العريضة. فالامريكيون يفهمون انه من ناحية اسرائيل يجب على كل خطة أن تكون أولا وقبل كل شيء على اساس فرائض الامن الاسرائيلي، وعلى رأس ذلك الحدود القابلة للدفاع في غور الاردن، التواجد الامني لمدى طويل في يهودا والسامرة، تجريد السلطة الفلسطينية من السلاح، الرقابة على المجال الجوي والحظر على الارتباطات الامنية الفلسطينية مع جهات خارجية.

وعلى أي حال، فان موضوع الامن ليس مثابة كل شيء، ناهيك عن مواضيع مثل المستوطنات التي خارج الكتل الاستيطانية، والتي يبدو أن مستقبلها لن يندرج في الخطة في هذه المرحلة. ستتناول خطة ترامب ايضا صيغة الدولتين كهدف نهائي، ولكن دون جدول زمني محدد. ومن تصريحات ترامب في الماضي يمكن ان نقدر بان نهجه يستند بالعموم الى التوافقات حول كتل المستوطنات الكبرى بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء شارون، اضافة الى البناء في القدس.

عندما يعلن الرئيس الامريكي عن افكاره في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، فان هذه تصبح البنية الاساسية للمسيرة، مثلما كان الحال بالنسبة لمباديء كلينتون. وهكذا كما ينبغي الافتراض سيكون ايضا عندما يعلن ترامب عن افكاره. لقد أخذ نتنياهو هذا بالحسبان منذ يوم ترامب الاول في البيت الابيض، وعمل بموجب ذلك. اسرائيل كفيلة بان تعلن عن تأييدها العام والمبدئي للخطة، ولكن ليست تفاصيل. وهي ستبقي ملاحظاتها المفصلة للمفاوضات مع الفلسطينيين، اذا ما وعندما تبدأ.

سيشرك ترامب في مبادرته السعودية ايضا واجزاء اخرى من العالم الغربي السني ايضا، سواء كمن يعطي حقنة مالية هامة للاقتصاد الفلسطيني أم كغطاء سياسي للخطوات اللازمة من جانب الفلسطينيين. ومع ذلك، وخاصة بعد اعلان الرئيس عن القدس، لا توجد الان مؤشرات حقيقية بان المذكورين اعلاه استوعبوا المعاني المختلفة التي كانت في واشنطن منذ عهد اوباما؛ بل العكس.

على أي حال، بقيت مسألة كيف سيرد ترامب اذا تبين له بانه لا توجد امكانية عملية للوصول الى تلك الصفقة والى « السلام المطلق » الذي يكثر من الاعلان عنه. ان يجتهد الا يكرر أخطاء وزير الخارجية كيري، الذي من كثرة الاقتراحات التي نثرها على الملأ واتخاذ مواقف غير متوازنة، منع كل احتمال للتقدم، وان كان رمزيا، في الاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين. من الصعب أيضا ان نرى كيف سيتغلب نهجه على الرفض الفلسطيني والخلافات الشاسعة في مواضيع مثل حق العودة، القدس، الاعتراف باسرائيل كدولة الشع اليهودي وما شابه. هل سيتخلى في حينه عن كل الموضوع أم ربما يفضل اتخاذ نهج براغماتي من التسويات الجزئية والعملية، التي لعله بالفعل يمكن الدفع بها الى الامام؟

كلمات دلالية