قائمة الموقع

خبر قبل لحظة من تحول غزة الى الصومال - يديعوت

2017-12-19T11:51:04+02:00

بقلم: نداف ايال - يديعوت احرنوت

          (المضمون: لانقاذ قطاع غزة من الانهيار، لانقاذ سكان جنوب اسرائيل وانقاذ سكان غزة أنفسهم من المصيبة الانسانية هناك ضرورة لتدخل عسكري دولي انساني في القطاع لازالة حماس عن السلطة واعادة النظام والاستقرار اليه - المصدر).

منذ أكثر من اسببوع ونحن نرى « التنقيط » للصواريخ من قطاع غزة نحو بلدات الجنوب. بالنسبة للسكان وابنائهم ممن يهرعون الى الملاجيء لا يبدو هذا كتنقيط بل كتعذيب متواصل. فمنذ اعلان ترامب عن الاعتراف بالقدس قتل بنار الجيش الاسرائيلي على حدود قطاع غزة أربعة فلسطينيين في المظاهرات، رشقت الحجارة والزجاجات الحارقة وواحد ممن قتلوا كان معوقا مقطوع الساقين. احد لن يفاجأ من جولة قتال اخرى في الجنوب، باستثناء أنه مطلوب هذه المرة تفكير متجدد.

في القانون الدولي هناك حظر على استخدام القوة بين دولتين. فميثاق الامم المتحدة يقرر استثنائين اساسيين على ذلك – الدفاع عن النفس والتدخل العسكري الذي يلقى الاذن من مجلس الامن في الامم المتحدة « لاعادة السلام والامن ». هناك اجماع على أن الدفاع عن النفس كفيل بان ينطوي ايضا على ضربة وقائية، كتلك التي خرجت اليها اسرائيل في حرب الايام الستة. في العقود الاخيرة، نشأت ممارسة استثناء آخر على حظر استخدام القوة – التدخل الانساني. فالفكرة التي تقف خلف التدخل الانساني المسلح هي احيانا واجب الاسرة الدولية للدفاع عن المواطنين ضد وضع لا يطاق من تنكيل الحكم والفظائع التي ترتكب بحقهم، وان مثل هذا التدخل يمكنه أن يكون قانونيا حتى لو لم يكن دفاعا عن النفس وحتى لو لم يقره مجلس الامن في الامم المتحدة – مثلما حصل مثلا في قصف الناتو في كوسوفو في 1999.

قطاع غزة ليس دولة، بل كيان سياسي شبه مستقل. وهو تحكمه منظمة اصولية عنيفة، انتزعت الحكم بالقوة من الحكومة الفلسطينية (غير المنتخبة كما ينبغي لاقول). الوضع في غزة هو وضع مصيبة: 95 في المئة من المياه في القطاع غير مناسبة للشرب؛ مياه المجاري تتدفق الى البحر بكميات هائلة، لان شبكة المجاري انهارت؛ البطالة تراوح حوالي الـ 40 في المئة؛ لا كهرباء في معظم ساعات اليوم. هناك أزمة واسعة من سوء التغذية، الذي يعاني منه الاطفال اساسا؛ الخدمات الصحية على شفا الانهيار. الجيش الاسرائيلي والامين العام للامم المتحدة يتفقان على أن غزة على حافة، او بعد حافة، المصيبة الانسانية الخطيرة. ومسيرة المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس والتي كان يفترض بها ربما ان تحسن الوضع في القطاع – انهارت عمليا.

هذا وضع رهيب، أولا وقبل كل شيء للمواطنين وللاطفال الغزيين الذين يعيشون في معاناة عظيمة. ولكن توجد له معان استراتيجية وعملية بالنسبة لاسرائيل. فاسرائيل هي التي بادرت الى التغيير الاساس في وضع غزة، مرتين: في المرة الاولى في اتفاقات اوسلو، وفي المرة الثانية في فك الارتباط. الغزيون ايدوا حماس، وهم دفعوا ويواصلون دفع ثمنا باهظا على ذلك – بالسياسة الوحشية لمنظمة الارهاب في داخل القطاع وفي سياسة الاغلاق الاسرائيلية. غير أن التاريخ ودروسه لن تغير الوضع الاساس – انهيار غزة والمصيبة الانسانية هناك سيلقيان على بوابة اسرائيل. محق، غير محق، هذا ما سيحصل. وعليه، فقد أطلق منسق اعمال الحكومة في المناطق كتابا الى الامم المتحدة حذر فيه من مصيبة انسانية في القطاع. اضافة الى ذلك هناك امكانية في أن تصبح غزة الصومال، وفي مثل هذا الوضع فان حماس نفسها كفيلة بان تفيد قدرتها الناجعة على التحكم بالمنظمات المختلفة في القطاع – تلك التي تطلق الان الصواريخ نحو اسرائيل.

مطلوب تدخل دولي انساني في قطاع غزة، يزيل بهذه الطريقة أو تلك حكم حماس. اسرائيل ليست مرشحة جيدة لمثل هذا التدخل؛ فهي سيشتبه بها بمحاولة اعادة احتلال القطاع، وحماس على أي حال هي عدوها المرير. واضح تماما أن ليس المصريين، الجامعة العربية أو القوات الفلسطينية للسلطة سترغب في التدخل العسكري – وبالطبع سيكون من الصعب على الغرب، المتهاون في العقد الاخير، ان يفعل ذلك.

ولكن على اسرائيل ان تقود هذا الخط منذ الان، وتحاول ان تجد له المؤيدين. ان تشرح بانها ليست الدولة القادرة على التدخل الانساني، بسبب تاريخها النزاعي مع القطاع، ولكن مثل هذا التدخل ضروري وعلى الفور. وهو ضروري لاعادة الامن الى المنطقة، ضروري لسكان الجنوب، وبالتأكيد ضروري لملايين المواطنين الغزيين الذين يعيشون في الجحيم. العالم، اسرائيل ومصر لا يمكنهم ان يسمحوا لانفسهم بصومال او بجنوب سودان في غزة.

اخبار ذات صلة