خبر حرب ترامب الدينية الإنجيلية / بقلم: جمال الشواهين

الساعة 08:51 ص|18 ديسمبر 2017

فلسطين اليوم

القدس مدينة اهميتها تنبع من كونها اول مكان مسجل لبدايات التأريخ البشري ومنه انطلقت بدايات الوعي التفكيري التي استقرت على عالم مبادئ وعقائد وابرز ما في ذلك بدء عالم النبوة كما اوردته الكتب السماوية، وهي وان تكن ليست اسبق من بابل في تشابه انطلاق الوعي إلا انها التي استقرت واعتمدت وليس حمورابي او اي مما يسمى «الآلهة الفرعونية والاغريقية» وهي على ما استقرت عليه وجدانيا تحولت الى مكانة القداسة بما جعلها مطمعا بشريا تصارعت عليه الشعوب المختلفة الى ان استقرت اسلامية تماما منذ العهدة العمرية وكانت قبلا مسيحية برعاية رومانية دون حظوة ليهود فيها إلا شكلا سكانيا حيث لم يذكر قط اثر لكنس وانما كنائس دخلت جناح وصاية المسلمين، وليس الامر اعتباطيا بالفرض وانما يرد لقداسة الاسراء والمعراج، فكما مر كل الانبياء منها كذلك كان آخر الانبياء والمرسلين.

ولأن المدينة محط انظار المؤمنين من الديانات الثلاث اتى الصراع عليها من المسيحيين الاوروبيين بما عرف بالحروب الصليبية، وليس من اليهود في اي وقت باعتبار انعدام هويتهم كقومية حقيقية بقدر ما هم مجاميع توراتية، ثم انه لم يمر وقت طويل لرعاية واحتلال المدينة من الصليبيين حتى تحررت وعادت اسلامية على يد صلاح الدين الايوبي واستمرت على ما هي عليه الى ان سقطت الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الاولى حيث عادت الانظار الاوروبية نحوها مجددا لكن لتكون يهودية هذه المرة وتم المخطط بعد الحرب العالمية الثانية عندما هيأت بريطانيا كل الظروف لإنشاء دولة لليهود في فلسطين، وعليه تركز صراع الاديان المعلن بين اليهودية والاسلامية وليس مع المسيحية هذه المرة.

الان ينتقل الصراع على القدس لتكون على شكل غير ما كانت عليه في اي عصر ويبدو ان هذا ما يفعله ترامب الآن اثر تشعب المسيحية الى طوائف تكاد تكون الامريكية الانجيلية ابرزها واكثرها سطوة وقوة وتأثيرا وهو ينتمي اليها كما حال جورج بوش ايضا.

وليس من شك ان عوامل العصر والحداثة والتغول الاقتصادي حاضرة في اطار المشهد الجاري وهي اضافة فاعلة للعامل السياسي العسكري العالمي المنقسم على تنافس القوى العظمى.

وفي المجمل، فإنه يمكن فهم ما يجري الان حيال القدس على اساس تجريدها من الوصاية الاسلامية اولا، ومن ثم يكون لكل حادث حديث لشكل صفقة العصر إن مررت فعلا.

كلمات دلالية